زيادة واردات مصر من الغاز الطبيعي المسال تضغط على الأسواق العالمية
مع اقتراب فصل الشتاء، أضاف الطلب المتزايد في مصر على الغاز الطبيعي المسال تعقيدًا إلى سوق الطاقة العالمية.
فوفقا لما نشره موقع ناتشرال جاز انتليجانس، مع تنافس المشترين الأوروبيين والآسيويين على الغاز الطبيعي المسال في الأشهر الباردة، خلقت الزيادة المفاجئة في واردات مصر حالة من عدم اليقين الكبير في أسواق الطاقة الدولية.
حصلت الهيئة العامة للبترول المصرية مؤخرًا على 20 شحنة من الغاز الطبيعي المسال للتسليم بين أكتوبر وديسمبر 2024، بأسعار أعلى من أسعار مرفق نقل الملكية الهولندي (TTF)، مركز تجارة الغاز الطبيعي الرئيسي في أوروبا. وهذه هي المرة الأولى منذ عام 2018 التي تصدر فيها مصر مناقصة لشراء الغاز الطبيعي المسال لتغطية الطلب الشتوي.
الطلب المتزايد وتداعيات السوق
يسلط الباحث غير المقيم في معهد الشرق الأوسط، لي تشين سيم، الضوء على خطورة أزمة الطاقة مشيرًا إلى أن هذا الشراء غير المتوقع يعكس مدى الإحتياج الشديد لتلبية طلبات الطاقة في مصر. وقال سيم: “تعكس الشحنات العشرين من الغاز الطبيعي المسال التي تم شراؤها مؤخرًا عمق محنة الطاقة في مصر حيث إنها المرة الأولى التي تصدر فيها البلاد مناقصة لشراء لتغطية الطلب الشتوي منذ عام 2018”.
أقرا أيضا.. بقيمة 2.5 مليار دولار.. مصر تضيف 3 جيجاوات من الطاقة المتجددة لشبكتها بحلول 2025
ينبع طلب مصر على الغاز الطبيعي المسال من حاجتها إلى تحقيق التوازن بين توليد الكهرباء المحلي، حيث يعتمد حوالي 80٪ من كهرباء البلاد على الغاز الطبيعي. إذا جلبت أشهر الشتاء ظروفًا باردة بشكل خاص، فقد تزيد مصر من مشترياتها من الغاز الطبيعي المسال، مما يزيد من تشديد العرض العالمي ويزيد من المنافسة مع الأسواق الأوروبية والآسيوية.
التأثير على أسواق الغاز الطبيعي المسال الأوروبية والعالمية
إن سوق الغاز الطبيعي المسال الدولية تتعرض بالفعل لضغوط، ويؤدي الطلب المتزايد في مصر إلى تعقيد التوقعات لشتاء 2024-2025. وأوضح جيمس واديل، المحلل في شركة إنيرجي أسبكتس، أن مشتريات مصر تضيف إلى التوقعات الصعودية لأسعار الشتاء في أوروبا.
راجعت شركة إنيرجي أسبكتس توقعاتها لواردات مصر الصافية من الغاز الطبيعي المسال إلى 2.4 مليون طن متري لهذا الشتاء. ومن المتوقع أن تطلب البلاد 1.2 مليون طن متري إضافية من الإمدادات، بالإضافة إلى 20 شحنة تم تأمينها بالفعل.
تنافست أكثر من اثنتي عشرة شركة في المناقصة الأخيرة، وفازت ثمانية شركات، بما في ذلك شركات الطاقة العالمية الكبرى مثل أرامكو، وبي بي، وشل، وتوتال إنيرجيز. وسيتم تسليم الجزء الأكبر من الشحنات إلى وحدة التخزين وإعادة التغويز العائمة جاليون في العين السخنة، مع ثلاث شحنات إضافية متجهة إلى العقبة بالأردن.
التحديات المحلية: موازنة الواردات والإنتاج
يعد نشاط استيراد الغاز الطبيعي المسال في مصر انعكاسًا صارخًا لاستراتيجيتها الشتوية المعتادة. عادة، تصدر مصر الغاز الطبيعي المسال خلال الأشهر الأكثر برودة، لكنها أوقفت الصادرات في أبريل 2024 وسط نقص الطاقة المحلية وارتفاع درجات الحرارة في الصيف. ويؤكد هذا التحول على كفاح مصر لتلبية الطلب المحلي على الطاقة مع الحفاظ على طموحاتها الاقتصادية في سوق الغاز في البحر الأبيض المتوسط.
ولتخفيف العجز، تعمل مصر على زيادة إنتاج الغاز الطبيعي اليومي إلى 5 مليارات قدم مكعب يوميًا بحلول نهاية عام 2024، ارتفاعًا من الإنتاج الحالي البالغ 4.9 مليار قدم مكعب يوميًا. ومع ذلك، لا يزال هذا أقل من معدل الاستهلاك المحلي المقدر بـ 6.8 مليار قدم مكعب يوميًا خلال الصيف، مما يمثل تحديًا كبيرًا مع اقتراب الشتاء.