زيارات رسمية ودعم كامل وشراكة.. ماذا تريد ألمانيا من سوريا؟
في تحوُّل تاريخي تشهده سوريا بعد سقوط نظام الأسد، تبرز ألمانيا بوصفها داعما رئيسيا لمرحلة انتقالية نحو الاستقرار والتنمية.
وبعد أيام من زيارة وزيرة الخارجية الألمانية لدمشق، وصلت اليوم للعاصمة السورية سفينيا شولتز، وزيرة التنمية الألمانية.
وبحسب تقارير، تُظهر التحركات الألمانية الأخيرة تجاه سوريا رغبة جادة في فتح صفحة جديدة عبر تقديم الدعم اللازم على كافة الجوانب السياسية والإنسانية والإقتصادية في سياق استراتيجية ألمانية شاملة لدعم الاستقرار والتنمية في البلد التي أنهكتها الحرب على مدار قرابة 15 عاما.
لا نريد دولة أو انفصالًا.. أكراد سوريا: جاهزون لتسليم النفط ووضع سلاحنا في هذه الحالة
ووفق مراقبون فإن ألمانيا تسعى إلى لعب دور فاعل في مستقبل سوريا، مع مراعاة مصالحها ومصالح الشعب السوري على حد سواء.
فرصة تاريخية في سوريا
وصفت الوزيرة شولتز الوضع في سوريا بأنه يمثل “فرصة تاريخية” لبناء تنمية سلمية ومستقرة بعد عقود من الدكتاتورية والحرب الأهلية.
وأكدت أن ألمانيا مصممة على استغلال هذه الفرصة لتقديم الدعم اللازم للمجتمع السوري في هذه المرحلة الحاسمة.
وشملت زيارة الوزيرة لقاءات مع مسؤولين في الحكومة الجديدة ومنظمات إغاثية، بالإضافة إلى زيارة تفقدية لمشفى المجتهد في دمشق للاطلاع على الوضع الصحي على أرض الواقع.
حزمة مساعدات ألمانية متكاملة لـ سوريا
لا يقتصر الدعم الألماني على الجانب السياسي والتنموي، بل يشمل أيضاً جوانب إنسانية واقتصادية.
وقبل ايام، أعلنت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، عن تخصيص 50 مليون يورو إضافية لدعم الاحتياجات الإنسانية في سوريا، وتحديداً توفير المواد الغذائية والملاجئ الطارئة والرعاية الطبية.
تركيا تقحم إيران في صراعها مع الأكراد.. هل دعمت طهران “قسد” بصفقة مسيرات؟
كما دعت الوزيرة الألمانية لضرورة اتباع نهج ذكي للعقوبات يضمن وصول المساعدات إلى مستحقيها من الشعب السوري دون إفادة المتورطين في النظام السابق.
وأعلنت شولتز عن توسيع برنامج الشراكات الدولية بين المستشفيات ليشمل المرافق الصحية في سوريا، ودعم إعادة إعمار القطاع الصحي السوري وتبادل الخبرات بين الأطباء الألمان والسوريين، بالإضافة إلى الحفاظ على الكفاءات الطبية السورية الموجودة في ألمانيا.
أكبر جالية سورية في أوروبا
تستضيف ألمانيا أكبر جالية سورية في أوروبا، حيث يقيم فيها حوالي مليون سوري. وتشير بعض الدراسات إلى أن عودة هؤلاء اللاجئين إلى بلادهم قد يؤثر على سوق العمل الألماني، خاصة في قطاع الرعاية الصحية.
اقرأ أيضًا: خطف وتهديد.. فلول الأسد يشعلون الغضب في سوريا
ويمثل برنامج الشراكة في القطاع الصحي مصلحة مشتركة للبلدين، حيث يسهم في إعادة بناء القطاع الصحي في سوريا مع الحفاظ على الكفاءات السورية في ألمانيا.