اقتصادسياسة

زيارة ولي العهد السعودي الاستراتيجية إلي مصر تبشر باستثمارات كبرى

سيصل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى القاهرة خلال ساعات، حيث سيعلن عن عدة استثمارات ومشاريع كبرى، بحسب ما ذكرته مصادر قريبة من الأمر لصحيفة ديلي نيوز إيجيبت.

من المقرر أن يصل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى القاهرة في غضون ساعات، وفقا لما نشرته ديلي نيوز إيجيبت، مما يمثل لحظة محورية في العلاقات الاقتصادية بين مصر والمملكة العربية السعودية.

بحسب خاص عن مصر، من المتوقع أن تقدم هذه الزيارة استثمارات كبيرة في مختلف القطاعات، مما يعزز التعاون الاقتصادي المتنامي بين القوتين الإقليميتين.

في سبتمبر 2024، أعلن ولي العهد عن استثمار بقيمة 5 مليارات دولار في مصر من خلال صندوق الاستثمار العام السعودي، وهو ما يرمز إلى “المرحلة الأولى” من مبادرة سعودية أوسع لتعزيز العلاقات الثنائية. تعكس المشاريع القادمة التحالف الاقتصادي المتعمق بين مصر والسعودية، حيث يتطلع كلا البلدين إلى ترسيخ شراكتهما الاستراتيجية.

الاستثمارات الرئيسية: دفع النمو بالمشاريع الاستراتيجية

ستكون الاستثمارات المعلن عنها خلال هذه الزيارة حاسمة في تعزيز المزيد من التعاون، ويشمل أحد التطورات الرئيسية منطقة رأس بناس على البحر الأحمر، حيث كانت الحكومة المصرية تضع خطط استثمارية للتنمية، تمامًا مثل مشروع رأس الحكمة.

بحسب وزير الإسكان المصري شريف الشربيني، أبدت المملكة العربية السعودية اهتمامها بتطوير جزء من ساحل البحر الأحمر، وخاصة رأس جميلة في جنوب سيناء.

أقرا أيضا.. طيران أديل السعودية توسع عملياتها برحلات جديدة إلى مصر 

تستمر شركة الاستثمار السعودية المصرية، التي تأسست عام 2022 كشركة تابعة مملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة، في قيادة هذه الجهود. واعتبارًا من ديسمبر 2023، احتفظت المملكة العربية السعودية بودائع طويلة الأجل لدى البنك المركزي المصري بقيمة 5.3 مليار دولار، مما يؤكد عمق الاستثمار السعودي في الاقتصاد المصري.

تعزيز التجارة الثنائية: زيادة بنسبة 41٪ في عام 2024

ارتفعت التجارة بين المملكة العربية السعودية ومصر بنسبة 41٪ في النصف الأول من عام 2024، لتصل إلى ما يقرب من 8 مليارات دولار. تصدر المملكة العربية السعودية في المقام الأول المنتجات المعدنية والبلاستيكية إلى مصر، في حين تشمل الواردات الكبيرة لمصر المعادن والنحاس.

مع بلوغ قيمة الاستثمارات السعودية في مصر نحو 26 مليار دولار، بمشاركة أكثر من 8 آلاف شركة، فمن المتوقع أن تنمو هذه الأرقام. كما زادت الاستثمارات المصرية في المملكة العربية السعودية، لتبلغ نحو 4 مليارات دولار، بمشاركة أكثر من 3 آلاف شركة.

رؤية 2030 ومستقبل الطاقة المتجددة في مصر

يواصل ولي العهد السعودي المضي قدماً في تنفيذ خطة المملكة الطموحة رؤية 2030، التي تسعى إلى تنويع اقتصادها والحد من الاعتماد على النفط. وخلال لقائه مع رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي في سبتمبر، أكد ولي العهد على التقدم الذي أحرزته السعودية في إطار رؤية 2030 والدور الكبير الذي لعبه العمال المصريون في تنمية المملكة.

كما أعرب عن رغبته في تعزيز التعاون في مجالات رئيسية، بما في ذلك الطاقة المتجددة، وأشاد بالتعاون بين مصر وشركة أكوا باور، وهي منتج رئيسي للطاقة المتجددة وخدمات تحلية المياه.

كما سلطت زيارة مدبولي إلى الرياض الضوء على التزام مصر بتوسيع قطاع الكهرباء لديها. وتُعَد خطط الربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية، المقرر الانتهاء منها بحلول الصيف المقبل، بمثابة معلم مهم في التعاون في مجال الطاقة بين البلدين.

يشكل تطوير مشاريع الطاقة الجديدة والمتجددة أهمية حيوية لأهداف مصر في مجال الاستدامة على المدى الطويل، ومن المتوقع أن يعمل التعاون مع المملكة العربية السعودية في هذا المجال على تسريع هذه الجهود.

التعاون الإقليمي: معالجة المخاوف الأمنية والهجرة المشتركة

إلى جانب التعاون الاقتصادي، ناقش زعماء مصر والمملكة العربية السعودية أيضًا قضايا إقليمية بالغة الأهمية. ومن المقرر أن يجتمع مجلس التنسيق السعودي المصري في أكتوبر، بهدف حل النزاعات التجارية وتعزيز التعاون الأقوى في المسائل السياسية والأمنية. وكان الوضع في غزة واليمن والمخاوف الأمنية في البحر الأحمر على رأس جدول الأعمال خلال زيارة مدبولي الأخيرة إلى الرياض.

أعرب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن دعمه القوي لجهود مصر للتوسط في وقف إطلاق النار في غزة وأكد على أهمية استمرار التعاون العربي في هذه الأمور. بفضل المصالح المشتركة في الاستقرار الإقليمي، تعد مصر والمملكة العربية السعودية لاعبين رئيسيين في معالجة قضايا الأمن والهجرة التي تؤثر على اقتصاداتهما واستراتيجياتهما الجيوسياسية الأوسع نطاقًا.

زر الذهاب إلى الأعلى