سباق التسلح النووي| أمريكا تطلق مشروعها الأخطر منذ عقود.. وتستعد لاستقبال الصاروخ “سنتينل”

أعلنت القوات الجوية الأمريكية عن انطلاق المرحلة الأولى من تجهيز منشآتها النووية لنشر صاروخها الباليستي الجديد LGM-35A Sentinel، الذي سيحل محل صاروخ Minuteman III المخضرم، المستخدم منذ عام 1970، ويأتي ذلك عبر تفعيل وحدة متخصصة تُعرف باسم “مفرزة تنشيط مواقع سنتينل رقم 12” (SATAF-12) في قاعدة مينوت الجوية في ولاية داكوتا الشمالية، ضمن خطة شاملة لتعزيز قوة الردع الأرضية للثالوث النووي الأمريكي.

أمريكا تطلق برنامج صاروخ سنتينل النووي .. تكنولوجيا متطورة وتحديث حتمي

يُعد برنامج سنتينل – الذي كان يُعرف سابقًا بـ”الرادع الاستراتيجي الأرضي” (GBSD) – حجر الزاوية لصاروخ عابر للقارات يتمتع بمرونة سيبرانية عالية وتصميم معياري.

ومن المقرر نشره برأس حربي واحد بحلول عام 2029. وحتى اكتمال تطوير الرأس الحربي W87-1، سيتم تسليح الصاروخ مؤقتًا برؤوس W87-0 الحالية.

وتعمل الإدارة الوطنية للأمن النووي (NNSA) على رفع قدرتها الإنتاجية إلى 80 حفرة بلوتونيوم سنويًا بحلول عام 2030 لتلبية الطلب المستقبلي.

استبدال 400 صاروخ “مينيوتمان 3” وتحديث آلاف المنشآت

سيدخل برنامج سنتينل حيّز التنفيذ في ثلاث قواعد رئيسية: إف. إي. وارن (وايومنغ)، مالمستروم (مونتانا)، ومينوت (داكوتا الشمالية). كما يشمل دعمًا لوجستيًا في عدة مواقع أخرى من بينها قاعدة هيل وميدان اختبار يوتا.

ويتضمن البرنامج تحديث أو إعادة بناء أكثر من 600 منشأة، تشمل 450 صومعة إطلاق ومراكز تحكم تحت الأرض موزعة على مساحة تقارب 40,000 ميل مربع، بإشراف مركز الأسلحة النووية للقوات الجوية (AFNWC).

تفعيل مفرزة خاصة لتنسيق التحول نحو صاروخ سنتينل

يقود المقدم نيكولاس كونوفر مفرزة SATAF-12، التي تتولى الإشراف على أعمال الهندسة المدنية وتنسيق الجهود بين وحدات الجيش والمقاولين الصناعيين.

وقد شدد الجنرال توماس بوسيير، قائد قيادة الضربة العالمية، على أهمية الانتقال السلس من صاروخ مينيوتمان 3 إلى سنتينل، في ظل تصاعد التهديدات النووية من روسيا والصين.

اقرأ أيضاً.. بمدى يصل إلى 500 متر.. روسيا تكشف عن سلاح ليزر ضد المسيرات.. “الصيد الصامت” يدخل الخدمة

تحديات تمويلية وتأجيل اختبارات الصاروخ

واجه برنامج سنتينل في أمريكا تحديات مالية كبيرة، إذ ارتفعت تكلفة الصاروخ بنسبة 37%، من 118 إلى 162 مليون دولار (وفقًا لأسعار 2020)، ما تسبب في خرق اتفاقية “نان-مكوردي” وأجبر البنتاغون على إعادة تقييم شاملة للبرنامج.

وتشمل أسباب هذه الزيادة تعقيدات البنية التحتية، وتطوير اتصالات تحت الأرض، وتعزيز الأمن السيبراني.

شكوك داخل الكونغرس بشأن جاهزية البرنامج

أدى تأجيل أول اختبار طيران للصاروخ من 2023 إلى 2026 إلى إثارة الشكوك في الكونغرس حول إمكانية الالتزام بالجدول الزمني. كما تأثر تطوير الرأس الحربي W87-1 والمركبة Mk21A التابعة لشركة لوكهيد مارتن.

ودعا بعض المشرعين إلى تمديد عمر مينيوتمان 3، لكن القوات الجوية ترى أن ذلك غير مجدٍ تقنيًا أو اقتصاديًا.

إجراءات لضمان الردع النووي في فترة التحول

أمر الكونغرس القوات الجوية بالإبقاء على 400 صاروخ في حالة تأهب دائم، تحسبًا لأي فجوة مؤقتة. كما طُلب وضع خطة لتسريع تحميل الرؤوس الحربية عند الحاجة.

وضمن تقرير لجنة الوضع الاستراتيجي لعام 2023، طُرحت توصيات باستكشاف خيارات متعددة للرؤوس الحربية أو منصات نشر متنقلة لمواجهة التهديدات المتطورة.

“سنتينل” خطوة فاصلة في تحديث الردع النووي الأمريكي

يمثل برنامج سنتينل حجر الزاوية في تحديث الترسانة النووية البرية للولايات المتحدة، ويجسد تحولًا تقنيًا واستراتيجيًا لضمان ردع موثوق ومستدام. ورغم التحديات التي تعترضه، يظل البرنامج أحد أبرز مكونات استراتيجية الدفاع الأمريكية في مواجهة بيئة أمنية دولية أكثر تعقيدًا.

اقرأ أيضاً.. رادار بقدرة 3000 كم.. طائرة الإنذار المبكر الصينية الجديدة KJ-3000 تكشف الطائرات الشبحية الأمريكية

زر الذهاب إلى الأعلى