سباق التسلح بين العملاقين.. الصين في مواجهة أمريكا | من يتفوق عسكريًا في 2025؟

في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية في المحيطين الهندي والهادئ، وتزايد احتمالات الصدام في تايوان وبحر الصين الجنوبي، تعود المقارنة بين الجيشين الأمريكي والصيني إلى الواجهة كإحدى أبرز صور سباق التسلح العالمي في عام 2025.
من يتفوق عسكرياً .. الصين أم أمريكا؟
ويعكس الفارق في القدرات العسكرية بين القوتين العظميين مزيجًا من الاستراتيجيات العقائدية، والاستثمار التكنولوجي، والتوسع العددي، مما يستدعي قراءة دقيقة لعناصر القوة لدى كل طرف.
ميزانية الدفاع.. أمريكا تسبق بفارق هائل
تتربع الولايات المتحدة على عرش الإنفاق العسكري عالميًا، إذ بلغت ميزانية وزارة الدفاع الأمريكية لعام 2025 نحو 886 مليار دولار، متضمنة تمويل تحديث الأسلحة النووية، الذكاء الاصطناعي، والطائرات الشبحية.
في المقابل، خصصت الصين نحو 225 مليار دولار لميزانية الدفاع، وهي ثاني أعلى ميزانية عالمية، لكنها لا تزال تمثل أقل من ربع الإنفاق الأمريكي.
تعداد الشعب والقوات.. الصين تتفوق عدديًا
يبلغ تعداد الصين ككل مليار و415 مليون نسمة، في مقابل 341 مليون مواطن أمريكي .. أما من حيث عدد الجنود، يُعد الجيش الصيني (جيش التحرير الشعبي) الأكبر عالميًا، إذ يضم قرابة 764 ألف جندي نشط، إلى جانب حوالي 510 آلاف من جنود الاحتياط.

أما الجيش الأمريكي فيملك نحو 150 ألف جندي في الخدمة الفعلية، مع 779 ألفًا من جنود الاحتياط والحرس الوطني، وتُعوّل الولايات المتحدة على التقنية والكفاءة القتالية أكثر من التفوق العددي.
ويصل عدد الجنود المتاحين في سن التجنيد سنوياً في الصين حوالي 2 مليون جندي، أما في الولايات المتحدة يبلغ مليون و328 ألف جندي.

القوة الجوية.. أمريكا تحتفظ بالتفوق التكنولوجي
تمتلك الولايات المتحدة أقوى سلاح جوي في العالم، مع أكثر من 13 ألف طائرة عسكرية، بينها 1790 مقاتلة أبرزها ..F-22 رابتور (الشبحية المتفوقة جوًا)، F-35 لايتنينغ 2 (المتعددة المهام)، وF-15EX إيغل II التي تمثل تحديثًا لأسطول التفوق الجوي التقليدي.
في المقابل، تملك الصين نحو 3309 طائرة عسكرية، ما يجعلها في المركز الثالث عالمياً بينها أكثر من 1200 طائرة مقاتلة مثل .. J-20 Mighty Dragon الجيل الخامس الشبحية وJ-16 مشتقة من Su-30 الروسية وJ-10C طائرة متعددة المهام محلية الصنع.
ورغم التطور النوعي الصيني، لا تزال واشنطن تحتفظ بتفوق واضح في الطائرات الشبحية والقدرات الشبكية والقتال الجوي بعيد المدى.
المروحيات الهجومية.. الهيمنة الأمريكية مستمرة
تمتلك أمريكا أكثر من 1000 مروحية هجومية، تتصدرها الأسطورة AH-64 Apache، المعروفة بقدرتها على دعم القوات البرية وضرب الأهداف المدرعة بدقة عالية.
أما الصين فتمتلك قرابة 281 مروحية هجومية، أبرزها Z-10، وهي مروحية مطورة محليًا بقدرات جيدة، لكنها لا تضاهي نظيراتها الغربية من حيث القوة النيرانية أو نظم الحماية الذاتية.
الدبابات.. الصين تتقدم عددًا وأمريكا في المركز الثالث
يتفوق الجيش الصيني عدديًا في عدد الدبابات وفي الترتيب الأول عالمياً، إذ يملك 6800 دبابة، تتقدمها دبابة Type 99A الحديثة، التي تتمتع بتقنيات تسديد متقدمة ودرع تفاعلي.

لكن الجيش الأمريكي، رغم امتلاكه عددًا أقل (نحو 4640 دبابة) ويقع في المركز الثالث عالمياً بعد الصين وروسيا، فيعتمد على قوة دبابة M1A2 Abrams SEPv3 التي تُعد من أفضل الدبابات القتالية في العالم، بفضل تدريعها الثقيل وإلكترونياتها الحديثة.
الأسطول البحري .. تفوق عددي صيني ونوعي لأمريكا
رغم أن الصين تحتل الترتيب الأول عالمياً في عدد القطع البحرية العاملة بواقع 754 قطعة بحرية، إلا أن أمريكا تتفوق نوعياً وتحل في المركز الثاني بـ440 قطعة.
حاملات الطائرات.. التفوق الساحق لواشنطن
لا تزال الولايات المتحدة تتفوق بشكل ساحق في مجال حاملات الطائرات، إذ تشغل 11 حاملة طائرات نووية من فئة Nimitz وFord، إضافة إلى حاملات هجومية برمائية تُضاهي الحاملات الصغيرة في دول أخرى، وتمتلك أيضاً 9 حاملات مروحيات.

في المقابل، تمتلك الصين حاليًا 3 حاملات طائرات، بينها “فوجيان” التي دخلت الخدمة التجريبية في 2024، وتُعد أول حاملة طائرات صينية مزودة بمنجنيق كهرومغناطيسي.
كما تمتلك 4 حاملات مروحيات .. ورغم التقدم الصيني، لا تزال قدرات الإطلاق الجوي والتكامل القتالي على الحاملات الأمريكية بعيدة عن متناول بكين.
الغواصات.. التوازن يميل نحو أمريكا
تضم البحرية الأمريكية نحو 70 غواصة، بينها 14 غواصة نووية استراتيجية من فئة Ohio، وVirginia-class الهجومية المتقدمة.
أما الصين فتمتلك 61 غواصة، بينها غواصات نووية وصواريخ باليستية من فئة Jin-class، لكنها أقل تطورًا في نظم التخفي وقدرات التشغيل الطويل تحت الماء.
وتتفوق الصين في عدد الكورفيتات البحرية بامتلاك 72 قطعة، بينما تمتلك الولايات المتحدة 26 قطعة فقط، ولكن ذلك نابعاً من استراتيجية البحرية الأمريكية التي تعتبر أن البحار القريبة مؤمنة ولا تشكل تهديداً كبيراً لها، وتركز توجهها لحاملات الطائرات العملاقة، وكذلك الغواصات النووية.
على عكس الصين التي تعاني من اضطرابات في محيطها الإقليمي البحري بوجود تهديدات من تايوان واليابان والهند، مما يجعلها تعتمد أكثر على الكورفيت كسلاح فعال في المواجهات المباشرة ولكنه غير قادر على القتال في البيئات البحرية البعيدة.
من يتفوق الصين أم أمريكا؟
رغم التحديث السريع الذي تشهده القوات المسلحة الصينية، لا تزال الولايات المتحدة تحتفظ بتفوق شامل في الميزانية، التكنولوجيا، البنية التحتية العالمية، والأسلحة الحديثة.

غير أن الصين تسير بخطى متسارعة لتقليص هذا الفارق، خاصة في القوة البحرية والصاروخية، وتستثمر في الطائرات بدون طيار، الذكاء الاصطناعي، وأنظمة الدفاع الجوي الحديثة.
وفي حال نشوب صراع مباشر، يبقى التفوق الأمريكي قائمًا، لكن تنامي القدرات الصينية يمثل التهديد الاستراتيجي الأهم لواشنطن في القرن الحادي والعشرين.
اقرأ أيضاً.. إيران تفعل نظام S-400 الروسي ميدانيًا لأول مرة.. اختبار سري قرب أصفهان وإسرائيل تراقب