سباق تسلح بين المغرب والجزائر .. ما ترتيب الجيشين عالميًا وعربيًا وإفريقيًا في 2025؟
يستمر التنافس العسكري بين الجزائر والمغرب كأحد أبرز ملامح المشهد الأمني المغاربي، في ظل تحولات إقليمية متسارعة وصراعات النفوذ في شمال إفريقيا .. ويكشف تصنيف Global Firepower 2025 عن استمرار تفوق الجزائر النسبي في القوة العسكرية بين البلدين، وسط تفاوت نوعي في أنظمة التسلح والتوجهات الاستراتيجية.
ترتيب المغرب والجزائر عالمياً وعربياً وإفريقياً
وفقًا لتصنيف “جلوبال فاير باور 2025″، احتلت الجزائر المرتبة 26 عالميًا من بين 145 دولة، محتلة بذلك المركز الثالث عربيًا بعد مصر والسعودية والثاني إفريقيًا بعد مصر التي تتفوق إفريقياً وعربياً.
يمتاز الجيش الجزائري بترسانة تقليدية ضخمة تشمل دبابات القتال الرئيسية، والمدفعية الثقيلة، وأنظمة الدفاع الجوي بعيدة المدى، إضافة إلى حضور بحري لافت في البحر المتوسط. ويستند الجيش إلى عقيدة دفاعية هجومية، مع تركيز على الاستقلال في القرار العسكري والتوجه نحو تنويع مصادر التسليح.
أبرز الأسلحة المتقدمة لدى الجيش الجزائري
مقاتلات Su-30MKA الروسية والتي تعتبر العمود الفقري للقوات الجوية الجزائرية، وتمتاز بقدرات مناورة عالية وتسليح متطور.
أنظمة الدفاع الجوي S-300PMU2 وS-400 والتي تمنح الجزائر قدرة متقدمة على صد التهديدات الجوية .. بالإضافة إلى راجمات الصواريخ BM-30 Smerch وTOS-1A التي تمنح قوة نيرانية تكتيكية فعالة.
- دبابة طراز T-90 بالجيش الجزائري
فضلاً عن امتلاك دبابات T-90SA الروسية والتي تعد من أقوى دبابات المعركة الحديثة في المنطقة.
وفي القوات البحرية تمتلك الجزائر غواصات Kilo الروسية (مشروع 636): تمثل قدرة استراتيجية للردع في البحر المتوسط.
المغرب: تطور تدريجي وارتباط وثيق بالحلفاء الغربيين
في المقابل، حل الجيش المغربي في المرتبة 59 عالميًا، والمركز السابع إفريقيًا، والسادس عربيًا.
ورغم تراجعه نسبيًا عن الجزائر من حيث الكم، فإن الرباط اتبعت نهجًا يقوم على التحديث النوعي بالتعاون مع شركاء غربيين، خاصة الولايات المتحدة وفرنسا وإسرائيل.
تتجه القوات المسلحة الملكية المغربية نحو تحديث القوات الجوية والبرية، وإدماج التكنولوجيا الحديثة في العمليات القتالية، مع تطوير قدرات المراقبة والاستخبارات.
أبرز الأسلحة المتقدمة لدى الجيش المغربي
مقاتلات F-16V Viper الأمريكية وهي أحدث نسخة من هذه المقاتلات متعددة المهام، مزودة برادار AESA. .. وتممتلك المغرب منظومات الدفاع الجوي Barak MX الإسرائيلية التي توفر حماية فعالة ضد الصواريخ والطائرات، وراجمات HIMARS الأمريكية تعزز قدرات الرد السريع والدقة في الاستهداف، وكذلك تمتلك المغرب منظومة باتريوت الدفاعية الأمريكية وHQ-9 الصينية، والتي تعد الأحدث عالمياً.
- المغرب تعزز قدراتها الدفاعية بمنظومة باتريوت الأمريكية
فضلاً عن دبابات Abrams M1A1 وهي تمثل العمود الفقري للقوات المدرعة .. كما أن المغرب لديها طائرات استطلاع مسيرة تركية “بيرقدار TB2” وإسرائيلية من طراز Heron وWanderB.
سباق تسلح بين المغرب والجزائر
التوازن بين الجيشين قائم على معادلة الكم مقابل النوع. فالجزائر تحتفظ بأفضلية في عدد الأفراد والقطع الثقيلة والانتشار البري والبحري والجوي، بينما يعوّل المغرب على الشراكات النوعية مع الغرب لتعويض الفجوة العددية.
يُلاحظ أيضًا أن الجزائر تمتلك عقيدة تسليحية روسية بالكامل تقريبًا، ما يمنحها عمقًا في النيران والدفاع الجوي، في حين يتجه المغرب نحو تكامل غربي-إسرائيلي يركز على الحرب الشبكية، والطائرات المسيرة، والأنظمة الذكية.
كما أن موقع الجزائر الجيوستراتيجي يمنحها هامش مناورة بحريًا وبريًا أكبر، خصوصًا مع حدود مفتوحة مع دول الساحل الملتهبة، بينما يركز المغرب على حماية حدوده الغربية وتحديث جيشه ليواكب التحديات المستقبلية.
ويعكس تصنيف “جلوبال فاير باور 2025” احتدام المنافسة العسكرية بين الجزائر والمغرب، في سباق تسلح متصاعد يتأثر بمعادلات إقليمية ودولية.
وبينما تتفوق الجزائر كمًّا، يراهن المغرب على الكيف، ما يجعل المنطقة عرضة لتقلبات استراتيجية حادة ما لم تُحتوَ الخلافات برؤية سياسية شاملة.
اقرأ أيضاً.. مليارات الدولارات ودرع “ثاد”.. الكشف عن حجم الدعم الأمريكي غير المسبوق لأمن إسرائيل