ستارمر: وقف إطلاق النار بأوكرانيا يدخل مرحلة التنفيذ ويتهم بوتين بتأخير السلام

في مسعى حاسمٍ وقف إطلاق النار بأوكرانيا، دعا رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى وقف فوري للأعمال العدائية، وشدد على ضرورة المضي قدمًا في محادثات السلام.
في مؤتمر صحفي عُقد في داونينج ستريت عقب اجتماع افتراضي مع قادة العالم، أكد ستارمر أن وقت التحرك قد حان، وأن على العالم أن يتحرك بحزم لإنهاء العنف الذي يجتاح أوكرانيا منذ أكثر من ثلاث سنوات.
الدفع نحو وقف إطلاق النار ومحادثات السلام
تأتي تصريحات ستارمر بعد أسابيع من المناقشات المتوترة حول الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، حيث أبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ترددًا في الالتزام بوقف إطلاق النار.
في خطابه، شدد ستارمر على ضرورة ضمان المجتمع الدولي “إسكات صوت المدافع”، ودعا إلى وقف فوري لإطلاق النار، وحث روسيا على الانضمام إلى عملية السلام. وأدان نهج بوتين “المتردد” تجاه المفاوضات، مؤكدًا أن الرئيس الروسي سيضطر إلى الانخراط في مناقشات عاجلًا أم آجلًا لإنهاء الصراع.
صرح ستارمر قائلاً: “علينا أن نكون مستعدين للدفاع عن أي اتفاق مع أوكرانيا”، مؤكداً على أهمية وجود تحالف دولي يعمل معًا لدعم اتفاق سلام محتمل وتوفير ضمانات أمنية قوية لمستقبل أوكرانيا. كما انتقد تكتيكات بوتين في المماطلة، وأكد أن العالم بحاجة إلى العمل، لا إلى الوعود الفارغة، لوقف العنف المستمر.
اقرأ أيضًا: ترامب يأمر بتفكيك 7 وكالات.. هل يتم إسكات صوت أمريكا؟
تحالف الراغبين: دعم دولي لأوكرانيا
شكّل الاجتماع، الذي ضم ممثلين عن المفوضية الأوروبية وحلف شمال الأطلسي (الناتو) وأوكرانيا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا، خطوة مهمة نحو تعزيز الدعم الدولي لأوكرانيا.
شارك في الاجتماع قادة مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته، مما مهد الطريق لمزيد من التنسيق في الأسابيع المقبلة.
أكد ستارمر أن الاجتماع أسفر عن “التزامات جديدة”، بما في ذلك تعزيز التركيز على الدفاع والأمن في أوروبا. كما أشار إلى أن التحالف سيواصل زيادة الضغط على روسيا، وضمان تدفق المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا، وإبقاء العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها صارمة.
قال: “سنواصل المضي قدمًا”. وأضاف: “هذا أكثر أهمية من أي وقت مضى”، مؤكدًا أن جهود المجموعة تدخل الآن “مرحلة تنفيذية”.
التردد الروسي: عقبة أمام السلام
في حين قبلت أوكرانيا اقتراح وقف إطلاق نار فوري لمدة 30 يومًا، طرحت روسيا عدة شروط أدت إلى تعقيد عملية السلام.
طالب بوتين أوكرانيا بالامتناع عن إعادة التسلح أو التعبئة خلال الهدنة، مما زاد من تأخير العملية. وأشار ستارمر إلى أنه في حين التزم الرئيس الأوكراني زيلينسكي بوقف إطلاق النار، فإن مطالب روسيا بإجراء “دراسة دقيقة” قبل التنفيذ لا تُسهم في تحقيق السلام.
صرح قائلًا: “العالم بحاجة إلى عمل، لا إلى دراسة”، داعيًا إلى اتخاذ خطوات حاسمة لإنهاء الحرب.
كما أعرب زيلينسكي عن قلقه إزاء تصرفات روسيا، متهمًا موسكو بحشد قواتها على طول الحدود الشرقية لأوكرانيا استعدادًا لعمل عسكري محتمل.
في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، أشار زيلينسكي إلى أن هذا الحشد العسكري يُشير إلى نية روسيا الاستمرار في تجاهل الجهود الدبلوماسية وإطالة أمد الصراع. قال: “من الواضح أن روسيا تُطيل أمد الحرب”.
دعوات للوحدة ودعم السلام
أشاد ستارمر أيضًا بجهود الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مؤكدًا أن ترامب “ملتزم تمامًا بالسلام الدائم الضروري في أوكرانيا”. ودعا إلى مواصلة التعاون مع الولايات المتحدة، مشددًا على أهمية الحوار المستمر بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة بشأن الحرب.
على الرغم من التحديات التي تعترض التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، أكد ستارمر أن هذه لحظة حاسمة للمجتمع الدولي للتحرك. قال: “حان الوقت الآن للانخراط في مناقشات حول آلية لإدارة ومراقبة وقف إطلاق نار كامل”، مؤكدًا على ضرورة وقف فوري للأعمال العدائية وجهود سلام طويلة الأمد.
الطريق إلى الأمام: سلام عادل ودائم
في الوقت الذي يسعى فيه المجتمع الدولي جاهدًا لوقف إطلاق النار وتحقيق سلام طويل الأمد، تعكس تصريحات ستارمر مدى إلحاح الوضع. لقد تسببت الحرب في أوكرانيا بالفعل في معاناة إنسانية لا تُوصف، ويصر ستارمر على أن الوقت قد حان للتحرك بحزم لإنهاء الصراع.
تُسلّط دعواته إلى “سلام عادل ودائم” الضوء على ضرورة وقف العنف، ليس فقط، بل أيضًا بناء مستقبل آمن ومستقر لأوكرانيا وشعبها.
تُظهر قيادة ستارمر ودوره في حشد الدعم العالمي التزام المملكة المتحدة بالدفع نحو حل سلمي للحرب. ومع دخول خطط وقف إطلاق النار مرحلة التنفيذ، يترقب العالم لمعرفة ما إذا كانت هذه الجهود الدبلوماسية ستؤدي إلى نهاية فعّالة ودائمة للصراع في أوكرانيا.