سجن صيدنايا السوري.. من مسلخ بشري إلى مشهد لتحرير المعتقلين

سجن صيدنايا.. فصولًا مظلمة من القمع

في زنزانته المظلمة داخل سجن صيدنايا، استيقظ الكاتب بشار برهوم، البالغ من العمر 63 عامًا، يوم الأحد، مقتنعًا أن هذا سيكون اليوم الأخير في حياته.

بعد سبعة أشهر سجن صيدنايا الاعتقال، كان برهوم ينتظر تنفيذ حكم الإعدام بحقه، لكنه تفاجأ بأن الطارقين على باب زنزانته لم يكونوا من رجال الأمن السوري، بل قوات من المعارضة السوريةالمعارضةالمعارضة السورية جاءوا لتحريره، ضمن عملية شملت اقتحام السجون وتحرير آلاف المعتقلين السياسيين.

“لم أرَ الشمس منذ شهور، واليوم أنا حر”، قال برهوم لوكالة “أسوشيتد برس“، بينما كان يسير في شوارع دمشق متأثرًا بالمشهد غير المتوقع.

اقرأ أيضا الجيش الإسرائيلي يتوغل بجنوب سوريا في أعقاب إعلان سقوط نظام الأسد

سجن صيدنايا .. شهادات على القمع والتعذيب

يشير تقرير لمنظمة العفو الدولية إلى أن سجن صيدناياسجن صيدنايا، المعروف بـ”المسلخ البشري”، شهد إعدامات جماعية راح ضحيتها ما يصل إلى 13 ألف شخص بين عامي 2011 و2016.

كما كشفت صور مسربة من المنشق المعروف باسم “قيصر” عام 2013، والتي تجاوزت 53 ألف صورة، عن أدلة صادمة على التعذيب وسوء المعاملة في المعتقلات.

لينا الخطيب، الباحثة في مركز “تشاتام هاوس”، وصفت السجون السورية بأنها “أداة ترهيب لإسكات المعارضين وبث الخوف بين المواطنين”.

تحرير المعتقلين: مشاهد مؤثرة وحكايات معاناة

في العشرة أيام الماضية، أطلقت المعارضة السوريةالمعارضة السورية سراح عشرات الآلاف من المعتقلين في مدن مثل دمشق وحلب وحمص.

ووثقت مقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي لحظات مؤثرة لخروج المعتقلين، بعضهم حفاة القدمين وآخرون بملابس مهترئة، وهم يهتفون فرحًا بسقوط النظام.

رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، أكد أن “عددًا كبيرًا من المعتقلين تم إطلاق سراحهم، ولكن ما زال مصير الكثيرين مجهولاً”.

سجن صيدنايا: جحيم المعتقلين

في سجن صيدنايا العسكري شمال دمشق، وثقت منظمات حقوقية صرخات النساء والأطفال المعتقلين، بينما كانوا ينتظرون تحريرهم.

أحد المقاتلين خاطب المعتقلات قائلاً: “لا تخافي… لقد انتهى عهد بشار الأسدبشار الأسد“.

آمال معلقة على العدالة

وسط هذه الأحداث، تجمعت عائلات المعتقلين أمام السجون وفروع الأمن، في محاولة يائسة لمعرفة مصير أحبائهم.

بسام المصري، أحد هؤلاء، قال: “لن تكتمل هذه السعادة إلا بخروج ابني الذي أبحث عنه منذ 13 عامًا”.

صيدنايا: معقل القمع في سوريا

تأسس سجن صيدنايا العسكري، الواقع شمال العاصمة السورية دمشق في ثمانينيات القرن الماضي كمرفق لاحتجاز العسكريين المدانين بمخالفات قانونية.

مع مرور الزمن، تحول السجن إلى أداة قمع سياسية، حيث استُخدم لاحتجاز المعارضين والمدنيين الذين اعتُبروا تهديدًا للنظام الحاكم.

اكتسب سجن صيدنايا سمعة مرعبة بسبب ممارسات القمع التي تحدث داخله، فقد وصفته منظمة العفو الدولية في تقرير عام 2017 بأنه “المسلخ البشري”، مشيرة إلى الإعدامات الجماعية التي نُفذت فيه والتعذيب الممنهج الذي تعرض له المعتقلون، ويُقدر عدد الذين أُعدموا سرًا في السجن بين عامي 2011 و2016 بحوالي 13 ألف شخص.

أدلة مصورة

في عام 2013، صدمت صور مسربة من قبل المنشق العسكري المعروف باسم “قيصر” العالم. تضمنت الصور، التي بلغ عددها 53 ألف صورة، أدلة على تعرض آلاف المعتقلين للتعذيب والتجويع حتى الموت في سجون سوريا، بما في ذلك صيدنايا، هذه الأدلة وثقت حجم الجرائم المرتكبة وأثارت مطالبات دولية بالمحاسبة.

صيدنايا خلال الثورة السورية

مع اندلاع الثورة السورية في عام 2011، تحوَّل سجن صيدنايا إلى مركز لإعدام المعارضين السياسيين والمحتجين.

وبحسب تقارير حقوقية، استُخدم السجن كأداة رئيسية للقضاء على المعارضة وترهيب الشعب السوري.

زر الذهاب إلى الأعلى