سد النهضة يثير قلقًا على دولتي المصب.. أمطار غزيرة وتعنت إثيوبي ينذران بكارثة

مع اقتراب نهاية موسم الأمطار الثاني والرئيسي في منطقة البحيرات الاستوائية، أفادت التقارير المناخية أن منسوب بحيرة فيكتوريا قد ارتفع إلى 1137.13 متر فوق مستوى سطح البحر، وهو منسوب قريب من أعلى رقم تاريخي سجلته البحيرة في مايو 2024 عند 1137.5 متر. ويُعد هذا الارتفاع مؤشرًا واضحًا على أن الموسم المطري في المنطقة جاء أعلى من المتوسط هذا العام.
إسهام بحيرة فيكتوريا في إيراد نهر النيل
وتسهم بحيرة فيكتوريا بنحو 15% من إجمالي إيراد نهر النيل عبر النيل الأبيض، فيما تأتي النسبة الأكبر من الهضبة الإثيوبية، التي توفر نحو 85% من مياه النهر، خاصة خلال أشهر الصيف (يونيو – أغسطس). ووفقًا لتوقعات “مركز إيجاد IGAD للتنبؤات المناخية”، يُتوقع أن تشهد الهضبة الإثيوبية موسمًا مطريًا أعلى من المتوسط خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، مما يرفع منسوب المياه المتدفقة نحو سد النهضة.
إغلاق بوابات المفيض في سد النهضة الإثيوبي.. كارثة
وفي هذا السياق، حذر د. عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة، من مخاطر استمرار إغلاق بوابات المفيض في سد النهضة الإثيوبي، في ظل امتلاء شبه كامل للبحيرة خلف السد بمخزون يقدر بنحو 56 مليار متر مكعب من المياه، عند منسوب 634 متر فوق سطح البحر.
سد النهضة يفقد 4 مليارات متر مكعب منذ 5 سبتمبر الماضي
وأوضح شراقي أن سد النهضة فقد فقط نحو 4 مليارات متر مكعب منذ 5 سبتمبر الماضي، بفعل التبخر والتسرب والتدفق من خلال أنفاق التوربينات، وهو معدل منخفض نسبيًا في ظل الفيضانات المتوقعة. وأضاف أن تدفقات المياه الواردة إلى السد سترتفع تدريجيًا من حوالي 20 مليون متر مكعب يوميًا في مايو إلى نحو 60 مليون متر مكعب يوميًا خلال يونيو.
أمطار أعلى من المتوسط- صورة توضيحية - السلطات الإثيوبية ترفض فتح بوابات المفيض رغم الحاجة الملحة لذلك
وفي انتقاد واضح لإدارة السد، أشار شراقي إلى أن السلطات الإثيوبية ترفض فتح بوابات المفيض رغم الحاجة الملحة لذلك، متذرعة بعدم جاهزية التوربينات أو رغبة في تجنب الاعتراف بوجود خلل أمام الرأي العام المحلي. واعتبر أن المصلحة المشتركة تقتضي تصريف المياه فورًا لحماية السد والتنسيق مع السودان، استعدادًا لتدفقات قد تتجاوز 40 مليار متر مكعب خلال موسم الأمطار المقبل من يوليو إلى أكتوبر.
ويأتي هذا التصعيد في وقت لا تزال فيه مفاوضات سد النهضة متعثرة، وسط مخاوف متزايدة في مصر والسودان من تأثيرات أحادية الجانب في إدارة موارد المياه المشتركة، والتي تمثل شريان حياة لملايين السكان في دولتي المصب.