سر اليوم 61.. هل تورّط ترامب في الهجوم الإسرائيلي على إيران؟

أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الجمعة، جدلاً واسعاً بعد إعلانه أنه كان على علم مسبق بالضربات التي شنّتها إسرائيل فجراً ضد أهداف حيوية داخل إيران.

ووفق تقارير فإن ما لفت الانتباه أكثر هو حديث ترامب عن “مهلة من 60 يوماً” منحها لطهران، وأن “اليوم هو الـ61″، وهو اليوم ذاته الذي سقطت فيه الصواريخ الإسرائيلية على منشآت نووية ومواقع عسكرية إيرانية.

مهلة ترامب الغامضة لـ إيران

كشف ترامب في منشور له على منصة “تروث سوشيال” أن إيران حصلت على فرصة استمرت 60 يوماً للتوصل إلى اتفاق نووي جديد، إلا أن طهران “لم تستغل الفرصة”، على حد تعبيره.

وأضاف: “اليوم هو اليوم 61، وقد منحتهم فرصة تلو الأخرى، والآن هناك عواقب”.

ورغم أن هذه المهلة لم يُعلن عنها مسبقاً، فإن تزامن نهايتها مع الضربات الإسرائيلية المكثفة يثير تساؤلات حول ما إذا كانت إسرائيل نفّذت العملية بضوء أخضر أمريكي، وربما بتنسيق مباشر مع البيت الأبيض.

تصريحات ترامب وضرب إيران

الرئيس الأمريكي لم يكتف بالحديث عن المهلة الزمنية، بل أكد بصراحة أنه كان على علم مسبق بالعملية العسكرية، قائلاً إن “الهجوم لم يكن مفاجئاً له على الإطلاق”.

وفي تصريحات لشبكة “ABC News”، وصف ترامب العملية الإسرائيلية بأنها “ممتازة”، مؤكداً: “منحناهم الفرصة، ولم يغتنموها… تلقوا ضربة قوية جداً، وهناك المزيد في الطريق”.

هذا الاعتراف العلني يفتح الباب أمام فرضية مشاركة أمريكية غير معلنة في التخطيط أو التمهيد للعملية العسكرية.

دعم أمريكي مفتوح… وتسليح استباقي

في منشور آخر، أعلن ترامب أن كميات ضخمة من “الأسلحة الأمريكية الأكثر فتكاً في العالم” في طريقها إلى إسرائيل، مشيراً إلى أن تل أبيب “تعرف جيداً كيف تستخدمها”، ومؤكداً أن “ما ينتظر إيران أسوأ بكثير مما تعرفه أو تتوقعه”.

هذه التصريحات توحي بأن واشنطن لا تكتفي بالدعم السياسي، بل تمارس دوراً محورياً في تجهيز إسرائيل عسكرياً، وربما منحتها تفويضاً مسبقاً لاستخدام القوة ضد إيران.

الإسرائيليون يؤكدون التنسيق مع واشنطن

تزامناً مع تصريحات ترامب، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن العملية العسكرية التي حملت اسم “الأسد الصاعد” نُفذت بناءً على معلومات استخباراتية دقيقة، وبموافقة ضمنية من الولايات المتحدة.

صحيفة “يديعوت أحرونوت” نقلت عن مصادر أمنية أن إسرائيل وضعت الإدارة الأمريكية في صورة العملية مسبقاً، بما يشمل الأهداف والتوقيت وطبيعة الرد الإيراني المتوقع.

مقتل قادة وتدمير منشآت حساسة في إيران

أسفرت العملية الإسرائيلية عن مقتل عدد من كبار قادة القوات المسلحة الإيرانية، إضافة إلى تدمير منشأة رئيسية لتخصيب اليورانيوم في وسط البلاد، بحسب ما أعلنته تل أبيب، التي وصفت الضربة بأنها “استباقية ودقيقة”.

وفيما تلتزم طهران الصمت الرسمي حتى الآن، أعلن الجيش الإيراني حالة الاستنفار القصوى في عدة محافظات، وسط توقعات برد محدود أو مؤجل.

هل نحن أمام تحالف غير معلن؟

تحليل تصريحات ترامب، وسياق الضربة الإسرائيلية، يشير إلى احتمال قيام تحالف عسكري غير معلن بين واشنطن وتل أبيب، تحرك مع انتهاء “مهلة اليوم 60″، لتنفيذ عملية تهدف إلى شلّ المشروع النووي الإيراني قبل الوصول إلى نقطة اللاعودة.

وقد تكون هذه العملية بمثابة إنذار نهائي لطهران، إما للدخول في مفاوضات بشروط أمريكية، أو مواجهة تصعيد عسكري قد يتدحرج إلى مواجهة إقليمية شاملة.

رسالة ترامب الأخيرة لـ إيران

في ختام منشوره، وجّه ترامب رسالة إلى القيادة الإيرانية قائلاً: “افعلوا ذلك قبل ألا يبقى شيء… افعلوه ببساطة، قبل أن يفوت الأوان”.

وفي هذه الكلمات تتجلى ملامح سياسة أمريكية تقوم على الضغط الأقصى، مع تسليح إسرائيل وتوظيفها كذراع عسكرية للردع أو الهجوم.

اقرأ أيضا

قائد من قلب الأزمة.. من هو عبد الرحيم موسوي رئيس أركان جيش إيران الجديد؟

زر الذهاب إلى الأعلى