سوريا تعيد فتح مطار دمشق الدولي وسط جهود لاستعادة الاستقرار

القاهرة (خاص عن مصر)- في حين تكافح القيادة الجديدة في أعقاب الحرب الأهلية التي استمرت 14 عامًا، أعلنت الحكومة إعادة فتح مطار سوريا الدولي الأسبوع المقبل.

تشير هذه الخطوة إلى جهد متضافر لإظهار الاستقرار واستعادة الوضع الطبيعي بعد الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد.

أمة تترنح من الصراع

وفقا لتقرير نيويورك تايمز، يتزامن هذا الإعلان مع تصاعد التوترات على طول الحدود السورية مع لبنان، حيث أسفرت الاشتباكات التي وقعت ليلة الجمعة عن إصابة أربعة جنود لبنانيين. واتهم الجيش اللبناني مسلحين سوريين بإطلاق النار على قواته، مما يؤكد على الوضع الأمني ​​الهش في المنطقة.

يواجه أحمد الشرع، الزعيم الفعلي الجديد لسوريا ورئيس جماعة هيئة تحرير الشام الإسلامية، مهمة ضخمة تتمثل في توحيد بلد ممزق. لقد تركت الحرب الأهلية السورية التي طال أمدها البلاد منقسمة إلى فصائل متحاربة، مع تنافس جماعات مسلحة مختلفة على السلطة.

على الرغم من صعوده المثير للجدل إلى السلطة، فقد اتخذ الشرع خطوات لتقديم صورة معتدلة، والتواصل مع المسؤولين الغربيين وطمأنة الدول المجاورة بالتزام حكومته بالاستقرار الإقليمي.

اقرأ أيضا: هجوم نيو أورليانز المميت يكشف تهديد تنظيم داعش في الولايات المتحدة

المخاوف الإقليمية بشأن العنف الممتد

تظل الدول المجاورة، بما في ذلك لبنان وإسرائيل والأردن، حذرة من احتمالات امتداد عدم الاستقرار عبر الحدود. وتحدث رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي مع الشرع في أعقاب المناوشات الحدودية، حيث تعهد الزعيم السوري باتخاذ التدابير اللازمة لمنع وقوع المزيد من الحوادث.

في شرق سوريا، يواصل المقاتلون المدعومون من تركيا محاربة القوات الكردية، التي تسيطر على منطقة تتمتع بالحكم الذاتي. وفي الوقت نفسه، تنخرط بقايا الموالين للأسد في اشتباكات متقطعة مع النظام الجديد، مما يزيد من تعقيد مسار سوريا نحو السلام.

جهود تعزيز السلطة

تحت قيادة السيد الشرع، أطلقت الحكومة السورية جهودًا لدمج الجماعات المسلحة المتفرقة في البلاد في قوة وطنية واحدة. في هذا الأسبوع، تم تعيين وزير دفاع جديد بالإنابة للإشراف على عملية الانتقال وتأسيس سيطرة مركزية على أجهزة الأمن في البلاد.

كما كثفت الحكومة العمليات لتفكيك الميليشيات الموالية للأسد المتبقية. وذكرت وسائل الإعلام الرسمية عمليات تفتيش مستمرة بالقرب من حمص واعتقال مسؤولين سابقين في النظام، مؤكدة عزم الإدارة على القضاء على التهديدات المحتملة.

التداعيات الدولية

يُنظر إلى إعادة فتح مطار دمشق الدولي على أنه خطوة استراتيجية لإظهار التقدم في ظل النظام الجديد. ومع ذلك، لا تزال التحديات قائمة بينما تبحر سوريا في علاقاتها مع الدول المجاورة.

فقد صعدت إسرائيل من عملياتها العسكرية، مستهدفة مواقع في جميع أنحاء سوريا وإعادة دخول المناطق العازلة منزوعة السلاح، في حين أغلقت الأردن جزئياً معبرها الحدودي للتخفيف من المخاطر.

مسار هش إلى الأمام

يمثل إعادة فتح المطار خطوة رمزية نحو إعادة البناء، لكن الطريق إلى الاستقرار لا يزال محفوفاً بالتحديات. إن قدرة السيد الشرع على معالجة الانقسامات الداخلية، وإدارة التوترات الإقليمية، واكتساب الشرعية الدولية سوف تحدد المسار المستقبلي لسوريا.

زر الذهاب إلى الأعلى