سوريا لا تقبل القسمة وسلاحها بيد الدولة.. رسائل قوية من الشرع في افتتاح الحوار الوطني

أكد الرئيس السوري احمد الشرع أن سوريا استعادت مكانتها بعد سنوات من المعاناة والتحديات الكبرى، داعيا المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني إلى التشاور والاتفاق حول مستقبل البلاد.

وأشار في كلمته الافتتاحية بمؤتمر الحوار الوطني في قصر الشعب بدمشق أن الثورة السورية شكلت منعطفا تاريخيا أنقذت الوطن من الضياع، رغم استمرار مواجهة تحديات اقتصادية واجتماعية وسياسية جسيمة.

احتكار السلاح

وأكد الشرع أن احتكار السلاح بيد الدولة ليس رفاهية بل هو واجب وضرورة للحفاظ على استقرار البلاد، موضحا أن الوحدة الوطنية والالتزام بمؤسسات الدولة هما السبيل لضمان امن الوطن ومستقبله.

كما شدد على رفض استيراد أنظمة سياسية لا تتوافق مع خصوصية الوضع السوري، معتبرا أن سوريا لا تقبل القسمة أو التجارب التي تحول نكبات الماضي إلى فرص استثمارية.

الثورة السورية لم تكن مجرد انتفاضة

أشار الشرع إلى أن الشعب السوري تحمل أوجاعا وآمالا أثرت في جميع المجالات، حيث نهشت الضباع الوطن من قبل من سعوا لتقويض منجزاته.

وأوضح أن الثورة السورية لم تكن مجرد انتفاضة بل كانت فتحا عظيما ساهم في إعادة سوريا إلي أهلها بعد أن سُرقت لغفلة من أبنائها.

ودعا الشرع  إلى التحلي بالصبر وعدم تحميل البلاد أكثر مما تطيق، مؤكدا ضرورة قيام كل مواطن بدوره في إعادة بناء الوطن.

نداء للوحدة في مؤتمر الحوار الوطني

ولفت الرئيس الانتقالي إلي أن التاريخ السوري مر بمرحلة طويلة من الاستعمار والتيه السياسي، ثم الوحدة وبروز أنظمة عدة وصولا إلى حكم الأسدين، مما يجعل من الوحدة الوطنية قيمة لا غنى عنها في مواجهة التحديات الراهنة.

وختاما، دعا الشرع السوريين للوقوف معا متعاونين لمداواة جراح الوطن، مواساته وحمايته لبناء مستقبل مزدهر، معبرا عن ثقته بأن الشعب لن يخذله ولن يغفل عن دوره في حماية سوريا وإعادة إشراقها.

انتقادات لـ مؤتمر الحوار الوطني في سوريا

ومنذ وصولها إلي دمشق، تسعى السلطات الجديدة،  إلى تنظيم حوار وطني يشمل مختلف الأطياف السورية.

وعلى الرغم من الضغوط الدولية لإشراك جميع المكونات في إدارة المرحلة الانتقالية، إلا أن بعض الأطراف، مثل “مجلس سوريا الديمقراطية”، انتقدت اللجنة التحضيرية للمؤتمر واعتبرتها “ذات طيف سياسي واحد”، مما يخل بمبدأ التمثيل العادل.

الهدف من مؤتمر الحوار الوطني في سوريا

ويهدف المؤتمر، وفق المنظمين، إلى وضع أسس المرحلة المقبلة، من خلال مناقشة قضايا العدالة الانتقالية، والبناء الدستوري، والإصلاح المؤسساتي والاقتصادي، إضافة إلى وحدة الأراضي السورية والحريات العامة والسياسية.

وستصدر عن المؤتمر توصيات تمهّد للإعلان الدستوري والهوية الاقتصادية وخطة إصلاح المؤسسات.

تمثيل واسع رغم غياب معارضين

أعلنت اللجنة التحضيرية أن المؤتمر ينعقد بمشاركة واسعة من مختلف مكونات الشعب السوري، حيث جالت اللجنة خلال الأيام الماضية في عدد من المحافظات والتقت بأكثر من أربعة آلاف شخص لمناقشة تطلعاتهم بشأن المرحلة المقبلة.

لكن بعض الشخصيات المعارضة المقيمة في الخارج اعتذرت عن الحضور بسبب ضيق المدة بين توجيه الدعوة وموعد المؤتمر، فيما اعتبرت جهات أخرى أن المؤتمر لا يحقق تمثيلاً شاملاً لكافة القوى السياسية.

اتجاه نحو حكومة انتقالية

بعد انطلاق الحوار الوطني، تتجه الإدارة الجديدة إلى تشكيل حكومة انتقالية مطلع الشهر المقبل، حيث تعهّد وزير الخارجية أسعد الشيباني بأن تكون الحكومة “ممثلة للشعب السوري قدر الإمكان وتراعي تنوعه”.

اقرأ أيضا

سوريا تعود لأحضان العرب| الشرع في الأردن ثم القاهرة.. وبغداد تدعو الشيباني

زر الذهاب إلى الأعلى