سوريا وإيران وبينهما العراق.. هل تكون بغداد بوابة عودة طهران لـ دمشق بعد سقوط الأسد؟

نفت مصادر دبلوماسية في سوريا التقارير الصادرة عن وسائل إعلام عراقية التي تحدثت عن إرسال الإدارة السورية الجديدة دعوات إلى إيران لاستئناف العلاقات معها.

وأكدت المصادر بحسب وسائل إعلام سورية، عدم وجود اتصالات مباشرة مع الجانب الإيراني، مشيرة إلى أن الأمر اقتصر على مطالبة دمشق من خلال قنواتها الدبلوماسية بمسؤولين روس للضغط على إيران لوقف محاولاتها زعزعة الاستقرار في سوريا، وقد تم تضمين هذا الطلب في المحادثات بين دمشق وموسكو حول مستقبل العلاقة بين الطرفين.

انفتاح عراقي على سوريا

وكانت مصادر سياسية عراقية قد كشفت أن بغداد تستعد لاستقبال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في الفترة المقبلة ما يشير إلى انتقال العلاقات بين العراق وسوريا من مستوى الاتصالات الاستخباراتية إلى مستوى العلاقات السياسية الرسمية.

وتسعى القوى العراقية الحاكمة إلى تبرير انفتاحها على سوريا أمام قاعدتها الشعبية، خاصة في ظل التسريبات الإعلامية الصادرة عن وسائل محسوبة على فصائل في الحشد الشعبي والتي تروج لفكرة أن دمشق تسعى إلى تصحيح علاقاتها مع طهران.

تصريح مفاجئ لقيس الخزعلي

سبق لهذه التسريبات تصريحات مفاجئة لزعيم عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، الذي أكد أن الأحداث الأخيرة في سوريا لم تكن مشروعاً إرهابياً بل تغييراً سياسياً للوصول إلى السلطة باستخدام أدوات عسكرية.

وأوضح الخزعلي أن القيادة العسكرية السورية أرسلت في اليوم الأول من المعركة الأخيرة مع نظام الأسد رسائل إلى العراق تؤكد عدم المساس بالمراقد والمقدسات.

كما يتوقع أن توجه الحكومة العراقية دعوة للرئيس السوري أحمد الشرع لحضور القمة العربية المقررة عقدها في بغداد في مايو المقبل.

 إيران وخطة استعادة النفوذ في سوريا

وفقاً لمصادر دبلوماسية مطلعة، تسعى إيران لاستعادة نفوذها في سوريا لأسباب عدة، أبرزها إثبات قدرتها على تحقيق التوازن وعدم الاعتراف بالخسارة حفاظاً على صورتها أمام حلفائها، كما تطمح طهران للعودة إلى الموانئ السورية على البحر المتوسط لأهداف اقتصادية.

ويعتقد تيار داخل الإدارة الإيرانية أن دمشق قد تفكر مستقبلاً في استعادة العلاقات تدريجياً مع طهران، خاصة في ظل استمرار العقوبات الغربية على سوريا وغياب المبادرات العربية والتركية لكسر هذه العقوبات وتقديم الدعم.

أوراق إيران ضد سوريا

طلبت إيران بالفعل من دولتين إقليميتين التوسط مع دمشق لكسر الجمود واستعادة العلاقات تدريجياً، إلا أن المحاولات لم تسفر عن نتائج ملموسة حتى الآن.

وتحتفظ إيران بأوراق ضغط على الإدارة السورية من خلال احتواء عدد من الضباط السابقين في الاستخبارات العسكرية والفرقة الرابعة ضمن معسكرات الحرس الثوري على الحدود العراقية الإيرانية.

وترى دمشق أن هؤلاء الضباط ما زالوا قادرين على تحريك خلايا تابعة لفلول النظام السابق وشن عمليات تهدد الأمن والاستقرار.

مخاوف سوريا من التقارب مع إيران

تدرك الإدارة السورية أنه من مصلحتها تخفيف التوتر مع طهران وتجنب استفزازها، خشية أن تلجأ إيران إلى أدوار تخريبية تهدد الاستقرار والمرحلة الانتقالية.

ومع ذلك، من غير المرجح أن تتطور الأمور إلى استعادة العلاقات الدبلوماسية بشكل كامل في المدى القريب، على الأقل حتى تتضح سياسة إدارة ترامب في المنطقة خاصة تجاه إيران، كما أن أي خطوة استفزازية تجاه إيران قد تعرقل مساعي دمشق لرفع العقوبات الأمريكية والغربية عنها.

اقرأ أيضا
إسرائيل تحتل سوريا.. تل أبيب تعزز وجودها العسكري في 7 مواقع جديدة بالجولان

زر الذهاب إلى الأعلى