سيناريوهات فشل المفاوضات… كيف يخطط نتنياهو لحرب جديدة في غزة؟
كشفت تقارير صحفية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يدرس جملة من السيناريوهات العسكرية الجديدة، قد تشمل تطويق مدينة غزة أو تنفيذ اجتياح بري، في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق مع حركة حماس بشأن ملف تبادل الأسرى.
وبحسب قناة سي إن إن الأمريكية فإن نتنياهو لم يتخذ حتى الآن قرارًا نهائيًا بشأن المضي في أي عملية عسكرية داخل قطاع غزة، مشيرًا إلى وجود تباينات واضحة داخل حكومته حول سبل التعامل مع تعثر المفاوضات.
وتتنوع الطروحات بين دعوات إلى تكثيف الضغط العسكري وتوسيع العمليات داخل المدينة، وبين مطالبات بالتريث ريثما تتضح مواقف الوسطاء.
وتتزامن هذه التطورات مع تقارير تشير إلى إمكانية فرض حصار شامل على مدينة غزة والمناطق السكنية المجاورة لها، كأحد الخيارات المطروحة لمضاعفة الضغط على حماس.
تفاهم إسرائيلي – أمريكي جديد بشأن غزة
في السياق نفسه، أكّد مسؤول إسرائيلي رفيع أن إسرائيل والولايات المتحدة تعملان على إعداد تفاهم جديد للتعامل مع الوضع في غزة، يجمع بين استمرار العمليات العسكرية المحدودة وزيادة حجم المساعدات الإنسانية.
ويأتي هذا التوجه بعد انسحاب الوفدين الأميركي والإسرائيلي من جولة محادثات الدوحة، وسط اتهامات وجهتها واشنطن لحماس بالتفاوض “بسوء نية”، ما أوقف التقدم في مسار الهدنة المؤقتة.
حماس تشترط إنهاء المجاعة
من جهتها، أكدت حركة حماس أنها لا تمانع العودة إلى طاولة التفاوض، لكنها شددت على أن استمرار المجاعة وتدهور الوضع الإنساني يمنع أي تقدم حقيقي في العملية السياسية.
وقال باسم نعيم، القيادي في الحركة، إن حماس مستعدة للانخراط فورًا في أي مفاوضات، شريطة إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع والحصول على رد مكتوب من الجانب الإسرائيلي حول مقترحاتها. وأشار إلى أن التفاوض وسط كارثة إنسانية “يفقد قيمته وجدواه”.
الجيش الإسرائيلي يلوّح بالتصعيد إذا فشلت الوساطة
في موقف تصعيدي، حذر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هيرتسي هاليفي من أن الجيش سيواصل القتال إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق قريبًا.
وخلال زيارة تفقدية للقوات المتمركزة داخل قطاع غزة، قال هاليفي: “في الأيام القليلة المقبلة، سيتضح ما إذا كنا سنصل إلى اتفاق بشأن الرهائن. وإن لم يحدث ذلك، سنواصل القتال بكل حزم”.
وبحسب الأرقام الرسمية الصادرة عن حكومة تل أبيب، فإن نحو 50 رهينة لا يزالون في قبضة حماس، بينهم ما لا يقل عن 20 شخصًا يُعتقد أنهم ما زالوا على قيد الحياة.
وقد بثت الحركة مؤخرًا مقطع فيديو لأحد الرهائن، ما أثار مشاعر الغضب في الشارع الإسرائيلي، خاصة بعد تعليقات مؤثرة من أسرته.
وضع إنساني متدهور في غزة
تتفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة يومًا بعد آخر، حيث يعاني أكثر من مليوني نسمة من انعدام الأمن الغذائي، وفقًا لتقارير أممية.
وتشير وزارة الصحة في غزة إلى أن نحو 900 ألف طفل يعانون من الجوع، بينهم 70 ألفًا تظهر عليهم علامات واضحة لسوء التغذية.
ويستمر الخلاف بين الطرفين حول آلية توزيع المساعدات الإغاثية، إذ تتمسك إسرائيل بالإشراف على المساعدات عبر مؤسسة محلية تُعرف باسم “مؤسسة غزة”، بينما تصر حماس على إعادة دور منظمات الأمم المتحدة في الإشراف المباشر على توزيع الإغاثة، وسط اتهامات متبادلة حول تسييس الملف الإنساني.
تعثّر مفاوضات الدوحة
انتهت الجولة الأخيرة من المفاوضات التي رعتها الولايات المتحدة ومصر وقطر دون إحراز أي تقدم ملموس، في ظل استمرار الخلافات حول قضايا رئيسية، أبرزها الانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع، وهي النقطة التي تتمسك بها حماس كأساس لأي اتفاق دائم.
كما اصطدمت جهود الوسطاء بالخلاف حول إدارة المرحلة الانتقالية بعد وقف إطلاق النار، خاصة فيما يتعلق بملف إعادة الإعمار وتوزيع المساعدات، في ظل وضع إنساني متدهور ينذر بكارثة إن لم يتم تداركه سريعًا.
اقرأ أيضا.. إطلاق سراح هارون أسوات يثير الجدل في بريطانيا.. هل يقود صديق بن لادن «ريمونتادا» القاعدة؟