سيناريو اختراق روسيا.. المسيرات الانتحارية الأوكرانية من الإدخال إلى التفجير

في تطور نوعي لافت في الحرب الروسية الأوكرانية، نفذت القوات الأوكرانية عملية عسكرية سرية استخدمت فيها طائرات مسيرة هجومية من طراز FPV (First Person View)، نجحت في استهداف قواعد جوية روسية وتدمير ما لا يقل عن 41 طائرة عسكرية، بينها طائرات قاذفة قادرة على حمل رؤوس نووية، وفق تقارير إعلامية وتقنية متقاطعة.
أوكرانيا خططت عملية الويب منذ أشهر لتنفيذ هجماتها داخل روسيا
عميلة الويب، التي استُعدّ لها منذ أشهر، لم تكن مجرد هجوم بطائرات بدون طيار، بل تمثل تحولًا تكتيكيًا وعملياتيًا نوعيًا في أساليب الحرب الحديثة، إذ اعتمدت على التمويه العميق، والتخطيط الاستخباراتي الدقيق، والهجمات المتزامنة الموثقة.
كيف تسللت الطائرات المسيرة إلى الأراضي الروسية؟
وفقًا لمصادر مطلعة، فإنَّ العملية بدأت من خلال تهريب عشرات الطائرات المسيرة المفخخة من طراز FPV إلى داخل الأراضي الروسية بطرق متعددة، لم يتم الإعلان عنها رسميًا، لكن بعض التقارير تشير إلى:
إخفاء المسيرات داخل شحنات تجارية إلكترونية أو سلع استهلاكية، عبر شركات نقل روسية.
استخدام عملاء تابعين لأجهزة الاستخبارات الأوكرانية أو متعاونين محليين لتجميع المسيرات في مخازن سرية داخل روسيا.
استئجار شاحنات نقل كبيرة بلوحات روسية نظامية (مقابل نحو 350 ألف روبل روسي للعربة الواحدة)، لتسهيل حركتها دون إثارة الشكوك.
-
- تفجير ذاتي للشاحنات التي كانت تحمل الطائرات المسيرة الانتحارية
- تفاصيل الهجوم: كيف نُفذّت العملية؟
تشير الوقائع إلى أن عربات الشحن التي كانت تقل الطائرات المسيرة توقفت على مقربة من قواعد جوية روسية، في طرق فرعية غير مراقبة بشكل مكثف. ومن هناك بدأت المرحلة الأكثر حساسية:
إطلاق المسيرات واحدة تلو الأخرى من داخل الشاحنات، موجهة نحو الطائرات الروسية المتوقفة في القواعد.
كانت هناك طائرة مسيرة متقدمة مخصصة للتصوير، عملت على توثيق العملية بشكل كامل وبثها بشكل مباشر عبر الأقمار الصناعية، بدءًا من لحظة انطلاق المسيرات وحتى تدمير الأهداف.
بعد تنفيذ المهمة، أظهرت اللقطات قيام إحدى المسيرات بزرع ألغام أو عبوات ناسفة على الشاحنات نفسها لتفجيرها، في خطوة هدفها إتلاف الأدلة وإغلاق الدائرة الاستخباراتية.
-
- لحظة خروج المسيرات من الشاحنات الروسية
- ما هي طائرات FPV؟ ولماذا تُشكل معادلة جديدة؟
طائرات الـFPV ليست أنظمة متطورة على مستوى الصناعة العسكرية التقليدية، بل غالبًا ما تكون مركبة على هياكل طائرات صغيرة مزودة بكاميرات وبطاريات قابلة للشحن، يمكن التحكم بها عن بُعد باستخدام نظارات الواقع الافتراضي.
لكن ما يميزها في هذه العملية تحديدًا:
صغر حجمها وسرعتها العالية، ما يصعّب رصدها بالرادارات.
قدرتها على المناورة بدقة واستهداف أهداف محددة مثل الطائرات الرابضة أو محطات الوقود والمعدات الأرضية.
تكلفتها المتدنية نسبيًا مقارنة بالطائرات المسيرة الكبيرة أو الصواريخ التقليدية، مما يتيح استخدامها بكميات ضخمة.
وبهذا، فرضت هذه الطائرات “معادلة جديدة” في ميدان المعركة، حيث بات بالإمكان استخدام تكتيك “الضربة من الداخل” دون الحاجة لاختراق المجال الجوي من الحدود، وهو تطور استراتيجي سيؤثر بشكل مباشر على توزيع الدفاعات الروسية وتكتيكات تأمين العمق الحيوي.
-
- طائرات مسيّرة من طراز FPV توثق لحظة استهداف قاذفات Tu-95 الروسية
- ما وراء الضربة؟ أبعاد استخباراتية وعسكرية
العملية تشير إلى مستوى متقدم من التنسيق الاستخباراتي الأوكراني، القائم على اختراق بيئة النقل الداخلي الروسية .. وتنفيذ عملية تمويه محكمة باستخدام الشاحنات العادية .. وكذلك استخدام البث الحي عبر الأقمار الصناعية، ما يوحي بدعم غربي على صعيد تقنيات الاتصالات والاستخبارات.
كما أن تدمير قاذفات روسية في قواعدها يمثّل اختراقًا مؤلمًا لمنظومة الردع الجوية الروسية، ويفتح تساؤلات عن فعالية نظم الدفاع الجوي الداخلي، خاصة في ظل تكرار عمليات اختراق من هذا النوع.
حرب المسيرات تدخل مرحلة “التخفي داخل العدو”
ما جرى لا يُعد مجرد غارة درونز تقليدية، بل هو نموذج لحرب هجينة ذكية تمزج بين الوسائل الرخيصة والابتكار العملياتي الجريء. ومع اتساع نطاق استخدام هذه التقنيات، قد تواجه روسيا مرحلة جديدة من التهديدات الداخلية يصعب التنبؤ بها أو احتواؤها عبر الوسائل التقليدية.
أوكرانيا، من خلال هذه العملية، أظهرت قدرتها على الضرب في العمق الروسي بأساليب غير نمطية، وأعادت تعريف مفهوم “الجبهة” في الحرب الحديثة.
اقرأ أيضًا: مصر تتجه نحو الغواصات الصينية “الشبحية”.. فهل تصل إلى أسطولها؟