شاركت في غزو العراق وأفغانستان.. أمريكا تتخلى عن قاذفة B-1B بعد 40 عامًا من الخدمة

أعلن سلاح الجو الأمريكي رسميًا بدء العد التنازلي لتقاعد قاذفة B-1B “لانسر”، بعد عقود من الخدمة في مسارح العمليات، وذلك في ظل التحول الاستراتيجي نحو مواجهة تهديدات متقدمة في أجواء متنازع عليها.
وبرغم أنها ما تزال تمتلك قدرات معتبرة في مجال القصف بعيد المدى، فإن خصائصها في التخفيّ المحدودة باتت غير كافية للتعامل مع أنظمة الدفاع الجوي المتطورة، التي أصبحت السمة الغالبة في النزاعات الحديثة ضد خصوم بحجم الصين وروسيا.
أمريكا تتخلص من قاذفة B-1B لانسر
بدأت القاذفة B-1B مسيرتها في منتصف ثمانينات القرن الماضي كجزء من ردّ أمريكي على القوة الجوية السوفيتية، حيث صُمّمت لاختراق الدفاعات الجوية المعادية بسرعات عالية وعلى ارتفاعات منخفضة، وكانت قادرة على حمل كميات ضخمة من الذخائر.
ومع أنها وُضعت في البداية لتنفيذ مهام نووية، فإن توقيع معاهدات الحد من التسلح في التسعينيات دفع إلى تعديلها للمهام التقليدية فقط.
دور كبير في غزو العراق وأفغانستان
خلال ما بعد هجمات 11 سبتمبر، لعبت B-1B دورًا محوريًا في العمليات الأمريكية في غزو أفغانستان والعراق، بفضل قدرتها على التحليق لفترات طويلة وتحميل ذخائر ضخمة، ما جعلها القاذفة المفضلة للمهام الاستراتيجية. لكنها اليوم تواجه نهاية حتمية، وسط مشكلات متزايدة تتعلق بالتكلفة والصيانة والجاهزية القتالية.

طائرة مجهدة بتصميم مرهق وصيانة باهظة
من أصل 100 طائرة B-1B بُنيت، لم يتبقَّ في الخدمة سوى أقل من 60، والكثير منها يعاني من مشاكل هيكلية خطيرة بعد عقود من المهام المتواصلة في بيئات قاسية.
وتُعد أجنحتها المتغيرة الشكل من أكثر نقاط الضعف، كونها تعتمد على نظام ميكانيكي معقد يستهلك موارد هائلة للصيانة، ما جعلها من أكثر الطائرات كلفة وتعقيدًا في أسطول القوات الجوية.
وبحسب تقارير رسمية، فإن أقل من نصف الأسطول المتبقي صالح للمشاركة الفعلية في العمليات في أي وقت، وهو ما يمثل تحديًا كبيرًا في ظل تزايد متطلبات الاستعداد القتالي أمام خصوم يمتلكون دفاعات جوية متقدمة.
البديل الشبحي قادم.. B-21 “رايدر” تتصدر المرحلة المقبلة
في ظل هذه التحديات، تتجه الولايات المتحدة إلى إدخال قاذفة B-21 “رايدر”، المصممة لاختراق أنظمة الدفاع الحديثة بفضل تقنيتها الشبحية المتقدمة.
يمثل هذا الانتقال تحولاً جوهريًا في عقيدة القصف الاستراتيجي الأمريكية، من التركيز على السرعة والحمولة، إلى أولوية التخفي والبقاء في بيئة قتالية عالية التهديد.
وقد كان B-1B رمزًا لقوة أمريكا في فترة الأحادية القطبية، لكنه اليوم لم يعد ملائمًا لمعادلة الردع الجديدة، في عالم تتزايد فيه قدرات الخصوم.
بتقاعد “لانسر”، تطوي الولايات المتحدة فصلًا من تاريخ القاذفات الثقيلة، وتفتح صفحة جديدة في عصر القاذفات الشبحيّة الذكية.
اقرأ أيضاً.. الصين تدخل عصر “الجيل الخامس البحري”| بدء إنتاج J-35 الشبحية لتعمل على حاملة الطائرات Fujian