خاص عن العالم

شاهده العالم يحترق حياً.. استشهاد شعبان الدلو يثير انتقادات حلفاء إسرائيل

القاهرة (خاص عن مصر)- كان شعبان الدلو، البالغ من العمر 19 عامًا من غزة، يجسد الصمود والأمل وسط دمار الحرب. وفقا لتقرير نيويورك تايمز، شابًا ذكيًا حفظ القرآن الكريم ويتفوق أكاديميًا، وكان يطمح إلى أن يصبح طبيبًا.
مثل العديد من الشباب في غزة، كان حلم الدلو هو الخروج من القطاع المحاصر وبناء مستقبل في مكان آخر. كان يشارك محنته بشكل متكرر على وسائل التواصل الاجتماعي، مناشدًا العالم لدعمه لمغادرة غزة. ومع ذلك، في 14 أكتوبر 2024، شاهد العالم في رعب كيف انتهت حياته إلى نهاية مأساوية.
وقع استشهاد الدلو بعد غارة جوية إسرائيلية على مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح. أدت الضربة إلى حريق التهم الخيام التي أقامتها العائلات النازحة، بما في ذلك عائلة الدلو. لقد أصبح مقطع فيديو للدلو وهو يحترق في النيران، ويلوح بذراعيه عاجزًا، رمزًا مرعبًا للمعاناة في غزة.
شعبان الدلو – نيويورك تايمز

الهجوم وتداعياته

أشار جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى الضربة باعتبارها “هجومًا دقيقًا”، مدعيًا أن الحريق ناجم عن “انفجارات ثانوية” لكنه لم يقدم الكثير من الوضوح حول ما يعنيه ذلك. ومع انتشار الحريق، تمكن والد الدلو، أحمد، من إنقاذ أطفاله الأصغر سنًا ولكنه تأخر كثيرًا لإنقاذ ابنه الأكبر.

أقرا أيضا.. ماذا سيحدث لجسد السنوار؟ يرهب إسرائيل حتي برفاته.. ضريح ومزار أم دفن سري

“ناديت عليه: شعبان، سامحني يا بني! سامحني! لا أستطيع أن أفعل شيئًا”،” روى أحمد. توفي الدلو قبل يوم واحد فقط من عيد ميلاده العشرين، وشهد العالم لحظاته الأخيرة من خلال مقطع فيديو مفجع.

أثار الحادث انتقادات كبيرة، حتى من أقرب حليف لإسرائيل، الولايات المتحدة. أعربت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد عن رعبها من الصور، قائلة: “إن إسرائيل تتحمل مسؤولية بذل كل ما في وسعها لتجنب وقوع ضحايا من المدنيين، حتى لو كانت حماس تعمل بالقرب من المستشفى”.

حزن الأسرة وفقدها

أصيبت أسرة الدلو بالصدمة. فقد شاركت خالته، كيف أخبرها شعبان عن خططه للهروب من غزة ومساعدة أسرته على الخروج أيضًا. ومع ذلك، مع إغلاق حدود غزة وتكثيف الحصار، أصبحت آماله باهتة. حتى أن الدلو لجأ إلى جمع التبرعات عبر الإنترنت، فجمع أكثر من 20 ألف دولار في محاولة لمغادرة غزة، لكن إغلاق الحدود جعل الهروب مستحيلاً.

كان طموحه في السابق دراسة هندسة البرمجيات في الخارج، ولكن مع استمرار الحرب، تحولت أفكاره إلى الاستشهاد. يتذكر ابن عمه، محي الدين، محادثاتهما على الشاطئ، حيث كان الدلو يعبر عن شوقه إلى أن يكون مع الأصدقاء والعائلة الذين ماتوا بالفعل.

رمز لألم غزة

لقد أصبح استشهاد الدلو تذكيراً مؤلماً بالخسائر البشرية التي تكبدها الصراع. فقد وصف والده، الذي كان مغطى بضمادات ثقيلة بسبب الحروق، علاقتهما بأنها كانت أكثر من مجرد علاقة أب وابنه: “كنا أصدقاء، وكنت فخوراً بذلك”. وكانت آخر ذكرياته عن الدلو هي يوم قضياه معاً على الشاطئ، وهي لحظة عادية تحولت إلى مأساة بسبب الأحداث التي تلت ذلك.

وفي منعطف قاسٍ من القدر، توفي شقيقه الأصغر، البالغ من العمر 10 سنوات، بعد أيام قليلة من وفاة الدلو متأثراً بحروق. ودُفن إلى جانب والدته وشعبان، مما يمثل خسارة أخرى مفجعة للعائلة.

في حين يتصارع المجتمع الدولي مع الأزمة المستمرة في غزة، سلطت قصة الدلو الضوء على يأس أولئك المحاصرين في القطاع والعواقب المدمرة للصراع. وعلى الرغم من الحرب المستمرة، فإن قصة شعبان الدلو ستظل في الأذهان كرمز للأرواح البريئة التي أزهقت وسط صراع لا نهاية له في الأفق.

زر الذهاب إلى الأعلى