شراكة تاريخية مع السعودية لمعالجة احتياجات مصر من الطاقة
السعودية ومصر تتعاونان في مشروع طاقة لحل أزمة الطاقة
في ظل ارتفاع الطلب على الطاقة، لجأت مصر إلى السعودية لإيجاد حل شامل لنقص الكهرباء، وفقا لما نشرته مجلة أتالايار الأسبانية.
بحسب خاص عن مصر، يهدف التعاون الجديد بين البلدين إلى تعزيز البنية التحتية للطاقة في مصر، والاستفادة من الخبرة السعودية لمعالجة الأزمة المستمرة. تمثل هذه الصفقة خطوة حاسمة إلى الأمام لمصر في عملها على استقرار إمدادات الطاقة وضمان أمن الطاقة لسكانها المتزايدين.
معالجة عجز الطاقة في مصر
تعاني مصر، التي يسكنها أكثر من 114 مليون نسمة ولاعب رئيسي في الاقتصاد الأفريقي، من نقص كبير في الطاقة. في الصيف الماضي، شهدت البلاد انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي، بسبب مزيج من الطلب المرتفع ونقص النفط.
دفع هذا الحكومة إلى طلب المساعدة العاجلة من شركائها الإقليميين، وخاصة السعودية، في تأمين إمدادات طاقة موثوقة.
أقرا أيضا.. مصر تحصل على نصف استثمارات أكوا باور في أفريقيا البالغة 30 مليار دولار
أكد رئيس الوزراء مصطفى مدبولي أن انقطاع التيار الكهربائي الذي شهدناه في الصيف الماضي لن يتكرر، مستشهدًا باستثمار 2.5 مليار دولار في قطاع الطاقة. الاستثمار جزء من خطة طموحة لإنشاء اتصال كهربائي مباشر بين مصر والمملكة العربية السعودية، مما سيضمن إمدادات الطاقة خلال الفترات الحرجة.
مشروع البنية التحتية للطاقة وخطوط الطاقة
لمعالجة نقص الطاقة، تعمل مصر والسعودية معًا لتطوير مشروع بنية تحتية رئيسي. تتضمن المبادرة إنشاء خطوط كهرباء عالية الجهد وكابلات بحرية من شأنها تسهيل تبادل الكهرباء بين البلدين. سيوفر خط الطاقة الذي يبلغ طوله 1350 كيلومترًا، بما في ذلك 22 كيلومترًا من الكابلات البحرية، أكثر من 3 جيجاوات من الكهرباء لمصر، مما يساعدها على تلبية احتياجاتها المتزايدة من الطاقة.
من المقرر إجراء الاختبار الأولي للنظام في أبريل 2025، حيث سيتم تسليم 1.5 جيجاوات. تم تسريع المشروع الكامل، الذي كان من المقرر في الأصل إكماله في عام 2026، إلى منتصف عام 2025 بسبب الاحتياجات العاجلة للطاقة في مصر. وبمجرد تشغيل هذا الربط الكهربائي، سيمكن كلا البلدين من تبادل الكهرباء حسب الحاجة، مما يوفر إمدادًا مرنًا وموثوقًا به من الطاقة لمصر خلال فترات الذروة.
الجهود التعاونية والشركاء الرئيسيون
تتولى ثلاث شركات كبرى – هيتاشي إيه بي بي باور جريدز، والخدمات السعودية للأعمال الكهروميكانيكية، وأوراسكوم للإنشاءات – قيادة بناء المشروع. هذه الشركات مسؤولة عن تصميم وهندسة وتنفيذ البنية التحتية، بما في ذلك إنشاء ثلاث محطات محولات كبيرة للتيار المستمر عالي الجهد (HVDC) في المدينة المنورة وتبوك وبدر، الواقعة شرق القاهرة.
تتوقع شركة هيتاشي إيه بي بي باور جريدز، وهي لاعب رئيسي في حلول الطاقة المتجددة، أن يتم توليد الكثير من الكهرباء المقدمة من خلال هذا المشروع من مصادر الطاقة المتجددة. سيكون هذا دفعة كبيرة لجهود تنويع الطاقة في مصر وسيزيد أيضًا من مرونة شبكة الطاقة في جميع أنحاء الخليج العربي وشمال إفريقيا.
التداعيات المستقبلية لأمن الطاقة
من المتوقع أن يعمل هذا الاتصال الجديد بين مصر والسعودية على تحسين مرونة وأمن إمدادات الطاقة في كلا البلدين بشكل كبير. ومن خلال ربط شبكات الطاقة، ستتمتع مصر أيضًا بالقدرة على الاتصال بشبكات أخرى في شمال إفريقيا ومنطقة الخليج، مما يخلق شبكة أوسع لتبادل الطاقة.
مع استمرار مصر في توسيع اقتصادها وسكانها، فإن الضغط على بنيتها التحتية للطاقة سيزداد فقط. إن التعاون مع المملكة العربية السعودية هو خطوة حاسمة نحو ضمان مستقبل مستقر للطاقة للبلاد. مع بدء الاختبار في أوائل عام 2025، تمثل الشراكة حلاً واعدًا لمشاكل الطاقة في مصر، وخطوة مهمة إلى الأمام للتعاون الإقليمي في مجال الطاقة.