شركات ناشئة في التكنولوجيا المالية تجمع 102.5 مليون دولار في 14 صفقة خلال شهر
القاهرة (خاص عن مصر) – يشهد قطاع التكنولوجيا المالية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ازدهارًا كبيرًا خلال عام 2024، حيث أعاد هذا القطاع تأكيد مكانته كواحد من أكثر القطاعات جذبًا للاستثمارات، خاصة في شهر سبتمبر.
ووفقًا لتقرير صدر عن منصة “ومضة” الإماراتية، جمعت الشركات الناشئة في هذا القطاع تمويلات بقيمة 102.5 مليون دولار من خلال 14 صفقة، مما يعكس التوجه المتزايد نحو الابتكار في مجال الخدمات المالية الرقمية في المنطقة.
ويُعزى هذا النجاح إلى التحول الرقمي السريع وزيادة الاعتماد على الحلول التقنية المالية التي تعمل على تحسين وتحديث الخدمات المالية التقليدية.
اقرأ أيضًا: ما هي بدائل صندوق النقد الدولي؟.. هذه المؤسسات قد تنقذ مصر من جحيم الديون المشروطة
ريادة التقنية المالية في المنطقة
واحتل قطاع التقنية المالية الصدارة في استقطاب الاستثمارات للشهر الرابع على التوالي، وهذا الأداء المتميز يعكس تحولًا كبيرًا نحو تبني الحلول التقنية التي تسهم في تحسين كفاءة الخدمات المالية وتقديمها بطرق مبتكرة.
ومع تطور التعاملات الرقمية وزيادة الاعتماد على الحلول المالية الإلكترونية، يُتوقع أن يظل هذا القطاع في صدارة اهتمامات المستثمرين على مدى الأشهر القادمة.
والابتكار المالي الذي يشهده القطاع لم يقتصر فقط على تقديم حلول مالية مبتكرة، بل شهد أيضًا توسعًا في مجالات التمويل الأخضر والخدمات المصرفية المفتوحة والتمويل المدمج، وهي مجالات تهدف إلى جعل القطاع المالي أكثر استدامة ومرونة، مما يعزز من جاذبيته للاستثمارات على المدى الطويل.
النقل والخدمات اللوجستية منافس قوي
وإلى جانب قطاع التقنية المالية، برز قطاع النقل والخدمات اللوجستية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا كأحد القطاعات الواعدة، حيث حققت شركة “شفت” السعودية تمويلًا قدره 82.8 مليون دولار في شهر سبتمبر.
ويعكس هذا النجاح قدرة الشركات السعودية على استقطاب استثمارات كبيرة في قطاعات متنوعة، مما يعزز مكانة المملكة كوجهة رئيسية للمستثمرين الإقليميين والدوليين.
وبعد فترة من التراجع النسبي، عادت الشركات الناشئة السعودية لتتصدر مشهد الاستثمار في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وفي شهر سبتمبر 2024، استحوذت الشركات السعودية على أكثر من 60% من إجمالي الاستثمارات في المنطقة، بتمويلات إجمالية بلغت 170.8 مليون دولار موزعة على 23 صفقة.
والأداء القوي للشركات السعودية يعكس تنامي الثقة في البيئة الاستثمارية السعودية ودورها المتزايد في دعم الابتكار وريادة الأعمال، وذلك بفضل السياسات الحكومية التي تهدف إلى تعزيز قطاع الشركات الناشئة وجذب المزيد من الاستثمارات.
اقرأ أيضًا: حوافز غير مسبوقة.. مصر تجذب 5 شركات عالمية للاستثمار في صناعة السيارات الكهربائية
أسباب ازدهار قطاع التقنية المالية
والبيئة الاقتصادية والتكنولوجية الداعمة في المنطقة، خاصة في دول مثل الإمارات والسعودية، ساهمت بشكل كبير في دفع عجلة النمو في قطاع التقنية المالية، كما أن وجود بنية تحتية متطورة وأنظمة تشريعية مرنة كان له دور محوري في تسهيل نمو الشركات الناشئة وجذب الاستثمارات الضخمة.
وعلى سبيل المثال، تسعى السعودية من خلال مبادراتها المختلفة مثل “فنتك السعودية” ومؤتمراتها مثل “فنتك 24” إلى تعزيز نمو القطاع وربط الشركات الناشئة بالمستثمرين المحليين والدوليين.
ويقدم المؤتمر الذي أقيم في سبتمبر 2024 منصة رئيسية للشركات الناشئة لعرض أفكارها وحلولها المبتكرة، حيث ناقش أكثر من 200 مستثمر دور الذكاء الاصطناعي والتمويل المدمج في تطوير القطاع المالي.
تحديات واستراتيجيات
وعلى الرغم من التقدم الكبير الذي حققه قطاع التقنية المالية في المنطقة، يواجه هذا القطاع مجموعة من التحديات، ومن أبرز هذه التحديات تعزيز الثقة بين المستهلكين والشركات الناشئة في ظل التغييرات السريعة في مجال الحلول الرقمية.
وبالإضافة إلى ذلك، لا يزال القطاع يواجه تحديات مرتبطة بالأمن السيبراني والخصوصية، والتي تعد من بين المخاوف الرئيسية التي تؤثر على تبني الحلول المالية الرقمية.
ومع ذلك، تسعى الشركات الناشئة في المنطقة إلى التغلب على هذه التحديات من خلال تطوير استراتيجيات مبتكرة وتعزيز التعاون بين الشركات والمستثمرين.
وفي هذا السياق، تلعب المؤسسات الحكومية والمنظمات غير الربحية دورًا كبيرًا في دعم هذه الشركات، حيث تقدم الموارد المالية والتقنية اللازمة لتطوير الحلول المالية المبتكرة التي تلبي احتياجات المستهلكين في العصر الرقمي.
اقرأ أيضًا: اقتصاد العالم في قبضة مصر.. الموانئ المصرية تسيطر على حركة التجارة الدولية
مستقبل التقنية المالية
ومع استمرار تزايد الاعتماد على الحلول التقنية المالية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، يُتوقع أن يظل القطاع في طليعة اهتمامات المستثمرين خلال السنوات القادمة، فمن المتوقع أن يستمر القطاع في جذب المزيد من الاستثمارات بفضل النمو الكبير في الخدمات المصرفية المفتوحة والتمويل الأخضر وتطور حلول الدفع الرقمية.
بالإضافة إلى ذلك، يُتوقع أن تسهم التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة في تطوير حلول مالية أكثر فعالية ومرونة، مما يتيح للشركات الناشئة في المنطقة مواصلة النمو وتقديم حلول مبتكرة تلبي احتياجات الأسواق المحلية والدولية، في حين أن هذه التوقعات الإيجابية تدعمها المؤتمرات والمبادرات الحكومية التي تهدف إلى تعزيز الابتكار في القطاع المالي وتحفيز الاستثمار في التقنية المالية.
ويبدو أن قطاع التقنية المالية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يسير نحو مستقبل مشرق، مدفوعًا بالابتكار والدعم القوي من الحكومات والمستثمرين، ومع استمرار تزايد الاعتماد على الحلول الرقمية، يظل هذا القطاع واحدًا من أكثر القطاعات جذبًا للاستثمارات في المنطقة.