شركة مصر للحرير الصناعي تعود إلى الحياة بتصدير قيمته 100 مليون جنيه

صناعة الحرير من بين القطاعات التي يجري العمل عليها خلال الفترة الماضية لتحقيق أكبر استفادة من مختلف المزايا النسبية التي تتمتع بها مصر في كثير من المجالات.

ومن بين القطاعات التي لاقت اهتمامًا كبيرًا من مختلف الوزارات صناعة الحرير من خلال تعاون وزارتي الزراعة واستصلاح الأراضي وقطاع الأعمال العام للنهوض بالصناعة سواء في المصانع الحكومية التابعة للدولة، أو من خلال دعم القطاع الخاص لزيادة العمل والإنتاج.

الحرير الصناعي وتحقيق الإيرادات

من جانبها أعلنت شركة الحرير الصناعي التابعة لوزارة قطاع الأعمال العام أنه لأول مرة منذ عام 2011، أنها نجحت في تحقيق 200 مليون جنيه إيرادات ونحو 3 ملايين جنيه أرباح بنهاية يونيو 2024.

اقرأ أيضًا: التنمية الزراعية: مصر تستهلك 500 طن من الحرير سنويًا

ولم يتوقف إنجاز الشركة عند تحقيق أرباح وإيرادات جيدة، بل نجحت أيضًا في العودة للأسواق الدولية من خلال عمليات تصدير بلغت قيمته 100 مليون جنيه خلال الفترة الماضية.

عمليات تطوير شركة الحرير الصناعي

يأتي ذلك في الوقت الذي كانت فيه الشركة متوقفة عن العمل مع وجود أنباء عن تصفيتها، ولكن عادت للعمل من جديد من خلال 3 خطوط إنتاج بالمصنع منها خطين لإنتاج الفيبربوليستر الفرجن بطاقة إنتاجية 50 طن يومى لكل خط، حيث يستخدم فى صناعة الغزل والنسيج للقطاعين العام والخاص، إضافة إلى خط إنتاج واحد فقط لإنتاج شعيرات صوفية بطاقة إنتاج يومى 7 أطنان تستخدم لتصنيع البطانيات.

وشملت عمليات تطوير الشركة أيضًا رفع كفاءة خط البلمرة والغزل والشد إلى 100%، كما تم رفع كفاءة محطة تنقية المياه والخدمات الصناعية إلى 100%، ورفع كفاءة مستوى الإضاءة بمصنع الفيبربوليستر إلى 100% للخط رقم 1.

تفاصيل عودة الشركة للتصدير

فيما أوضح بيان لوزارة قطاع الأعمال العام أنه تم خلال الفترة الماضية شحن العديد من الحاويات إلى تركيا من إنتاج الشركة، كما أنه يجري في الوقت الحالي تجهيز شحنات تصدير أخرى إلى أوروبا وتركيا.

اقرأ أيضًا: إنشاء واحة لإنتاج الحرير الطبيعي على 180 فدان بصعيد مصر

من جانبه قال المهندس محمد شيمي وزير قطاع الأعمال العام، إنه تم إعادة تشغيل شركة مصر للحرير الصناعي وألياف البوليستر بعد توقف 12 عامًا على مساحة 144 ألف متر مربع في كفر الدوار بمحافظة البحيرة.

وأشار إلي أن ذلك يأتي في إطار التوجه بدعم الصناعة وتوطينها وزيادة الصادرات وخفض الواردات والاعتماد على المنتج المحلي، وتبني خطة شاملة للتحديث والتطوير وإعادة إحياء الصناعات الاستراتيجية والمصانع التي ليس لها بديل محليا، وكذلك التشغيل وزيادة الإنتاج وإدخال صناعات جديدة، وتوفير ما يلزم لسرعة التنفيذ في ظل الأهمية الاستراتيجية للمنتجات خاصة لصناعة الغزل والنسيج في القطاعين الخاص والأعمال العام.

زيارة رئيس الوزراء إلى الشركة

وكان الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء قد زار الشركة مؤخرا ، حيث أكد استمرار الحكومة في دعم تعميق التصنيع المحلي من أجل تقديم منتج محلي عالي الجودة ومنافس قوي للمنتج العالمي، مما يُسهم في الوصول إلى المستويات المستهدفة للصادرات المصرية، وتوفير المزيد من فرص العمل، لافتا في هذا الصدد إلى أن الحكومة وضعت خطة لتطوير صناعة الغزل والنسيج، وشرعت في تنفيذها، حيث يتم تنفيذ خطة متكاملة شاملة، بدءا من زراعة الأقطان وتطوير المحالج وصولًا إلى المنتج النهائي.

كما تحدث الدكتور مصطفى مدبولي عن الإجراءات التي اتخذتها الدولة لتطوير المصنع، لافتًا إلى أنه سبق أن تم عمل إحلال وتجديد للمصنع في عام 2006، وتم تنفيذ تجديد جزئي له؛ حيث تم تشغيل المصنع لفترة بسيطة، ثم عاد وتوقف، والهدف الآن هو عدم توقف المصنع مرة أخرى، مؤكدًا أن الحكومة تضع نصب أعينها دوما دعم الصناعة بكل طاقة ممكنة، مضيفا أن إجمالي قيمة ما تستورده الدولة من منتج البوليستر بوجه عام يقترب من 800 مليون دولار سنوياً، وأن الدولة تعمل على تشجيع إنشاء عددا من المصانع في هذا المجال؛ لتغطية احتياجات السوق المحلية.

تغطية الاحتياجات المحلية من الحرير الصناعي

كما أشار رئيس مجلس الوزراء إلى توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، بضرورة أن تغطي الصناعة الاحتياجات المحلية، مضيفا أن وجود مثل هذا المصنع يجب أن يكون شغلنا الشاغل لتغطية احتياجات الدولة، باعتباره فرصة هائلة لا تتوافر في أي مكان بالعالم، لأنه يُعد من المصانع العشرة القليلة العاملة في هذا المجال.

اقرأ أيضًا: واحة الحرير بديل الاستيراد للحرير فى مصر

وشدد الدكتور مصطفى مدبولي على أن أي دعم مطلوب لتشغيل هذا المصنع سيتم تقديمه للوصول إلى القدرة المطلوبة لدعم احتياجات الدولة، كما أكد أن العودة للعمل والتصدير مجرد بداية، لكنها رسالة للدولة والقطاع الخاص، بأننا أحوج ما نكون حالياً لتعميق المنتج المحلي، والاكتفاء الذاتي من جميع احتياجات الدولة، بدلاً من أن نعتمد فى تلبية احتياجاتنا الأساسية على الاستيراد، لافتاً إلى أنه ينبغي أن يكون حرصنا الأكبر في الفترة القادمة هو مواصلة العمل على تعميق الصناعة الوطنية وزيادة الصادرات، وخفض فاتورة الاستيراد لتلبية الاحتياجات المحلية بقدر الإمكان، مشيرا إلى أن الدولة لديها خطة واضحة في هذا الإطار؛ حيث إنه تم تحديد كل الحوافز المطلوبة لهذا الملف وجاهزون لتنفيذها، والكرة في ملعب قطاع الصناعة حالياً.

تاريخ شركة مصر للحرير الصناعي

جدير بالذكر أن شركة مصر للحرير الصناعي وألياف البوليستر، هي إحدى الكيانات التابعة للشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج والملابس، وأن المصنع التابع للشركة يُعد من أعرق وأقدم المصانع العاملة في هذا المجال في مصر، حيث تم إنشاؤه في عام 1946، كما أن المصنع شهد الكثير من المحطات منذ تأسيسه، وكان قد توقف عن العمل في عام 2012، لكن وزارة قطاع الأعمال نجحت في تشغيله مرة أخرى عام 2022، في ظل توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، بدفع وتعزيز مقومات الصناعة المحلية.

ويعد المصنع هو الوحيد من نوعه في مصر في إنتاج ألياف البوليستر، كما أنه يُعتبر من المصانع القليلة في العالم التي تعمل في هذا المجال، وتُخطط الوزارة لأن يكون مركزًا إقليميًا لإنتاج “الفيبربوليستر” الذي يُعد مُنتجًا استراتيجيًا مُهمًا لصناعة الغزل والنسيج، وأحد روافد زيادة النقد الأجنبي عبر عوائد التصدير.