شقيق الرئيس يشعل الغضب في سوريا.. ماذا فعل ماهر الشرع؟

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في سوريا بحالة من الجدل والغضب عقب تداول صورة يظهر فيها وزير الصحة د.ماهر الشرع شقيق الرئيس الانتقالي أحمد الشرع إلي جانب شخصية دينية محسوبة على نظام الأسد.
شقيق الرئيس السوري يظهر مع داعمة للأسد
وظهر شقيق الرئيس السوري في الصورة إلى جانب الراهبة آغنيس ماري فاديا اللحام وهي شخصية دينية مثيرة للجدل عرفت بدافعها المستميت عن نظام الأسد طوال فترة حكمه وبعد سقوطه، مما دفع العديد من المواطنين إلى التساؤل عن طبيعة العلاقة بينهما والدوافع وراء ظهورهما معاً في لقاء رسمي داخل وزارة الصحة السورية.
ومنذ انتشار الصورة، انطلقت حملة نقد لاذع على مختلف المنصات، حيث وصف المستخدمون اللقاء بأنه محاولة لإعادة تلميع صورة الشخصيات التي كانت تقف إلى جانب النظام السابق.
خلفية صورة شقيق الرئيس السوري مع مؤيدة الأسد
تعود جذور هذه الصورة إلى لقاء رسمي أقيم داخل وزارة الصحة السورية، حيث كان شقيق الرئيس ضيفاً مميزاً على هامش زيارة أجرتها الراهبة آغنيس ماري فاديا اللحام.
تُعرف الراهبة آغنيس بدورها الذي اتسم بالدفاع العلني عن النظام السوري السابق، حيث بررت في لقاءاتها التلفزيونية العديد من سياسات النظام، ومنحت نفسها لقب “راهبة الأسد” في عيون معارضي النظام.
وقد أسهم ظهورها في لقاء رسمي برفقة شقيق الرئيس في إشعال فتيل الجدل، إذ رأى الكثيرون أن هذا اللقاء يُعزز من صورة الشخصيات التي كان لها دور بارز في تبرير السياسات القمعية للنظام السابق.
استياء على مواقع التواصل من شقيق الرئيس السوري
يُعتقد أن اللقاء جاء في سياق محاولات لإظهار وحدة الصف الوطني والبحث عن صيغة للمصالحة في ظل التحديات الراهنة. ومع ذلك، فإن مشاركة شقيق الرئيس في هذا الحدث قد فسرت من قبل الكثيرين على أنها محاولة لاستغلال السلطة والشخصيات المرتبطة بها للتأثير على الرأي العام.
فقد أعرب عدد كبير من المستخدمين عبر حساباتهم عن استيائهم من ظهور مثل هذه الوجوه التي لا تحمل سوى ذكريات مؤلمة من سنوات القمع والاضطهاد.
وفي هذا السياق، اعتبر المنتقدون أن الصورة ليست مجرد لقطة عابرة، بل رسالة رمزية تستدعي إعادة النظر في الأدوار التي تلعبها الشخصيات المرتبطة بالنظام السابق في المشهد السياسي الحالي.
ردود فعل من الجهات الرسمية والمجتمع المدني
لم يقتصر الجدل على تفاعل المواطنين عبر الإنترنت، بل وصل إلى المؤسسات الرسمية والجهات الطبية. فقد قامت وزارة الصحة بحذف الصورة من صفحاتها الرسمية دون إصدار بيان توضيحي، مما زاد من حيرة الجمهور حول الأسباب الحقيقية وراء هذا اللقاء.
كما أعلن ممثلو نقابات الأطباء والممرضين في إدلب رفضهم التام لأي محاولة لإعادة تدوير شخصيات لها تاريخ في الدفاع عن النظام المخلوع.
وأكدت تلك الجهات أن مثل هذه الزيارات تُعد انتكاسة لمسيرة النضال من أجل الحقيقة والعدالة، وتشكل بمثابة تجاهل لمعاناة الشعب السوري الذي ما زال يعاني من آثار الفظائع التي ارتكبت في السابق.
تأثير الصورة على الرأي العام السوري
أدى انتشار الصورة إلى انقسام واضح في الرأي العام السوري؛ فبينما دعا البعض إلى ضرورة الحوار والمصالحة الوطنية، شدد آخرون على أن مثل هذه اللقاءات تُعيد فتح جراح الماضي وتُشعل فتيل الانقسامات الداخلية.
وتداخلت الأصوات في مطالبة المسؤولين بتقديم توضيحات رسمية حول دوافع اللقاء والجهات التي تكمن وراء تنظيمه.
وفي ظل هذا السياق، يستمر التساؤل حول ما إذا كانت هذه الخطوة مجرد محاولة لاستغلال الرموز الوطنية والتاريخية لخدمة أجندات سياسية معينة، أم أنها جزء من استراتيجية أوسع لإعادة تشكيل المشهد السياسي في سوريا.
اقرأ أيضا
نتنياهو وصفها بالحتمية.. هل تشهد سوريا مواجهة عسكرية بين إسرائيل وتركيا؟