شهر رمضان 2025 يظهر مرتين في لبنان والعراق.. ما القصة؟

مساء الجمعة الماضية، وقبل ساعات من حلول شهر رمضان 2025، اتجهت أنظار المسلمين إلى مؤسسات الإفتاء والفلك لتحديد موعد بداية الشهر الفضيل، حيث تعتمد معظم الدول الإسلامية على رؤية الهلال، في حين تلجأ بعض الجهات الدينية إلى الحسابات الفلكية.

وعلى الرغم من التقدم العلمي، لا تزال الخلافات قائمة بشأن تحديد اليوم الأول للصيام، وهو ما برز هذا العام في كل من العراق ولبنان، حيث بدأ المسلمون الصيام في يومين مختلفين داخل البلد الواحد.

الخلافات حول موعد بداية الشهر الكريم قد تكون مقبولة بين الدول بحكم اختلاف الموقع الجغرافي ولكن أن يكون هناك خلافات داخل الدولة الواحدة حول موعد بداية الشهر لدرجة أن طائفة تبدأ صيام السبت وأخري تعلن الصيام الأحد فهذا لا نراه إلا نادرا .

اختلاف الرؤية في العراق حول رمضان 2025

في العراق، أعلن ديوان الوقف السني أن السبت 1 مارس هو أول أيام شهر رمضان، بعد ثبوت رؤية الهلال مساء الجمعة. وأكد الوقف السني أن الإعلان جاء وفقًا للمسار الشرعي المعتاد الذي يتم اتباعه سنويًا.

في المقابل، أعلن مكتب المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني أن الأحد 2 مارس هو أول أيام شهر رمضان، بسبب عدم ثبوت رؤية الهلال مساء الجمعة.

وبهذا بدأ المسلمون السنة في العراق صيامهم يوم السبت، بينما التزم المسلمون الشيعة ببدء الصيام يوم الأحد، وهو مشهد يتكرر كل عام نتيجة الاختلاف في معايير إثبات الهلال بين الطائفتين.

خلافات حول هلال رمضان 2025 في لبنان

في لبنان، أعلن مفتي الجمهورية اللبنانية أن السبت 1 مارس هو أول أيام رمضان بعد ثبوت رؤية الهلال، بينما أعلن المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى أن الأحد 2 مارس هو أول أيام الشهر، بسبب عدم ثبوت الهلال مساء الجمعة.

وكما هو الحال في العراق، أدى هذا الاختلاف إلى بدء المسلمين السنة في لبنان صيامهم يوم السبت، فيما بدأ المسلمون الشيعة الصيام يوم الأحد.

رمضان 2025 في الدول العربية

وكانت غالبية الدول العربية قد أعلنت بداية رمضان السبت، باستثناء المغرب الذي أعلنه الأحد.

وحتى في اليمن وليبيا والسودان، كان يتخوف حدوث انقسامات في إعلان بداية شهر رمضان بسبب الخلافات والصدامات بين السياسيين، حيث يوجد حكومتان في كل منها ولكن هذا العام لم تنعكس الانقسامات السياسية، حيث اجتمع الفرقاء على إعلان السبت بداية رمضان.

أسباب الاختلاف في تحديد بداية رمضان

وفق تقارير يعود هذا التباين إلى عدة عوامل، أبرزها طريقة إثبات رؤية الهلال. بعض الجهات الدينية تعتمد على الرؤية البصرية المباشرة، بينما تلجأ أخرى إلى الحسابات الفلكية أو استخدام التلسكوبات، وهو ما يؤدي إلى تباين في تحديد بداية الشهر.

كما تختلف معايير قبول الشهادة بين المذاهب، فبينما تُقبل شهادة الشاهد الواحد في بعض المذاهب، تتطلب أخرى شهادة شاهدين عدلين.

بالإضافة إلى ذلك، هناك خلاف فقهي حول ما إذا كانت رؤية الهلال في بلد واحد تكفي لبدء الصيام في جميع البلدان، أم يجب أن يكون لكل دولة تحريها المستقل.

محاولات لتوحيد رؤية الهلال

رغم هذه الاختلافات المتكررة، هناك جهود حثيثة لتوحيد رؤية الهلال بين الدول والمذاهب الإسلامية.

تُعقد مؤتمرات فقهية لمناقشة إمكانية توحيد المعايير، ويجري العمل على تطوير تقنيات حديثة لمراقبة الهلال بدقة، كما تسعى بعض الجهات الدينية إلى تعزيز التعاون والتنسيق فيما بينها لتقليل الخلافات مستقبلاً.

اقرأ أيضًا: فرحة مختلفة.. كيف استقبل السوريون أول رمضان بعد سقوط الأسد؟

زر الذهاب إلى الأعلى