شيخ قطري يخسر معركة شراء ماسة عين الصنم الزرقاء عيار 70 قيراطًا
![شراء ماسة عين الصنم الزرقاء](https://aboutmsr.com/wp-content/uploads/2025/02/شيخ-قطري-يخسر-معركة-شراء-ماسة-عين-المعبود-الزرقاء-عيار-70-قيراطًا.jpg)
القاهرة (خاص عن مصر)- حكمت محكمة لندن العليا ضد الشيخ حمد بن عبد الله آل ثاني في محاولته شراء ماسة عين الصنم، وهي ماسة زرقاء تزن 70 قيراطًا كانت محور معركة قانونية داخل العائلة المالكة القطرية.
يضع الحكم حدًا للنزاع بين فصيلين من عائلة آل ثاني المؤثرة حول ملكية الجوهرة التاريخية وبيعها المحتمل.
الخلفية: جوهرة من التراث الملكي
وفقا لصنداي تايمز، يعتقد أن ماسة عين الصنم هي أكبر ماسة زرقاء مقطوعة في العالم، ولها تاريخ حافل يعود إلى القرن السابع عشر، كانت مملوكة سابقًا لسلطان عثماني، ويُقال إنها كانت تُحفظ ذات يوم كعين صنم سري في معبد بنغازي.
مؤخرًا، حصل عليها الشيخ الراحل سعود بن محمد بن علي آل ثاني، وزير الثقافة السابق في قطر، في عام 2004 مقابل حوالي 7 ملايين جنيه إسترليني.
كانت الماسة مملوكة قانونيًا لشركة إلانوس، وهي شركة تسيطر عليها مؤسسة تعود بالنفع على أرملة وأبناء الشيخ سعود، وقد تم الاحتفاظ بها في خزانة شخصية في مقر إقامته في لندن حتى وفاته قبل 11 عامًا.
النزاع القانوني
بدأ النزاع عندما ادعى الشيخ حمد بن عبد الله آل ثاني، وهو جامع فني معروف ومقره لندن، أنه كان له الحق في شراء الجوهرة مقابل 7.8 مليون جنيه إسترليني من خلال شركته الاستثمارية، Qipco، وزعم أن عائلة الشيخ الراحل سعود أعربت عن استعدادها لبيع عين الصنم في عام 2020.
ومع ذلك، طعنت إلانوس في هذا الادعاء، مؤكدة أنه لم يتم تقديم أي عرض رسمي على الإطلاق، كما زُعم أن الشيخ حمد بن سعود آل ثاني، نجل الشيخ الراحل سعود، ربما فكر في بيع الماسة لتمويل صفقات عقارية لكنه لم يكن لديه السلطة للتصرف نيابة عن الشركة التي تمتلكها قانونًا.
اقرأ أيضا.. هيمنة إندونيسيا على النيكل.. قوة عالمية تواجه تحديات معقدة
حكم المحكمة والنتائج الرئيسية
رفض القاضي سيمون بيرت كيه سي مطالبة شركة قطر للاستثمار بالماسة، مشيرًا إلى أنه في حين كان الشيخ حمد بن سعود آل ثاني “حريصًا على استكشاف” بيعها، إلا أنه لم يتوصل قط إلى قرار نهائي بالمضي قدمًا في ذلك، كما لاحظ القاضي أن أفرادًا آخرين من العائلة كانوا يعارضون بشدة بيع الجوهرة وأن رغباتهم تفوق أي اعتبار فردي.
بالإضافة إلى ذلك، قضت المحكمة بأن تقييم عين الصنم كان مزورًا، ففي حين اقترحت شركة قطر للاستثمار أن قيمة الماسة تبلغ 8 ملايين جنيه إسترليني، فإن تقييمات الخبراء وضعت قيمتها أقرب إلى 21 مليون جنيه إسترليني، مما أدى إلى تقويض مطالبة شركة الاستثمار.
الأهمية التاريخية والثقافية
كان لعين الصنم تاريخ ملكية غني ومتنوع، حيث كانت مملوكة ذات يوم لعبد الحميد الثاني، السلطان العثماني الرابع والثلاثين، ثم استحوذ عليها لاحقًا صائغ المجوهرات الشهير هاري وينستون في نيويورك قبل أن تجد طريقها إلى حيازة الشيخ سعود، اعتبرها الشيخ الراحل واحدة من أهم القطع في مجموعته.
أكد سعد حسين كيه سي، ممثل شركة إلانوس، على القيمة الشخصية العميقة التي وضعها الشيخ سعود على الماسة. وقال حسين للمحكمة: “كانت واحدة من أهم القطع في مجموعته وواحدة من القطع التي كان فخوراً بها للغاية”.
الحكم النهائي والتداعيات
مع صدور حكم المحكمة ضد شركة قطر للبترول، لم يعد للشيخ حمد بن عبد الله آل ثاني أي حق قانوني في عين المعبود، ويؤكد القرار أن بيع الماسة لم يتم التصريح به رسميًا وأن إلانوس تحتفظ بملكيتها الشرعية.
يمثل الحكم نهاية معركة قانونية رفيعة المستوى، ولكنه يسلط الضوء أيضًا على النزاعات المستمرة داخل العائلة المالكة في قطر حول أصول ذات قيمة تاريخية ومالية هائلة.