صائد الطائرات الأسرع من الصوت.. كندا تقدم “فالكون” لألمانيا لقلب موازين الدفاع الجوي الأوروبي

أعلنت شركة UVAD Technologies الكندية عن استعدادها لتقديم طائرتها القتالية المتطورة “فالكون”، الأسرع من الصوت، للجيش الألماني، مع إمكانية توسيع نطاق التصدير إلى دول أوروبية أخرى، وذلك في ظل تصاعد سباق التسلح بالطائرات المسيرة داخل القارة الأوروبية.

كندا تكشف عن المسيرة “فالكون” لتعزيز قدرات الدفاع الجوي الأوروبي

وجاء هذا الإعلان عبر شركة INTEC الألمانية، ومقرها ميونيخ، والتي أعربت عن رغبتها في التعاون مع الطرف الكندي لتسريع تنفيذ المشروع، بما ينسجم مع توجه أوروبي متنامٍ نحو تعزيز التعاون الدفاعي مع شركات أميركية وكندية في مجال الدرونز والأنظمة القتالية غير المأهولة.

درون فالكون.. منصة مرنة بقدرات تقنية متقدمة

تُعد طائرة “فالكون” من الطائرات المسيرة ذات الأداء العالي، حيث تصل سرعتها إلى ماخ 1.6، ويمكنها التحليق لمدة تتجاوز 30 دقيقة على ارتفاع يصل إلى 10,000 متر، مع قدرة حمولة تبلغ 50 كجم.

تصميمها يتيح لها تنفيذ مهام متعددة، من بينها الاعتراض عالي السرعة، الاستطلاع، ودور “الجناح المخلص” بجانب الطائرات المأهولة.

تتميز المنصة كذلك بنظام استعادة مبتكر يشمل مظلة ووسادة هوائية، مما يسمح بإعادة استخدامها بعد تنفيذ المهمات.

مرونة تشغيلية في البيئات القتالية المعقدة

ولا تحتاج إلى مدرج للإقلاع أو الهبوط، إذ تعتمد على منصة إطلاق هوائية ونظام حاويات، ما يمنحها مرونة تشغيلية عالية في البيئات القتالية المعقدة.

وتدعم الطائرة نظام FlyLab، الذي يُمكّن من دمج الحمولة بسرعة عبر واجهة موحدة تشمل الطاقة، والتحكم، والاتصال، وتسجيل البيانات أثناء الطيران. ومع ذلك، لم تُزوّد حتى الآن بأسلحة هجومية أو رادارات، مما يشير إلى أن وظيفتها الرئيسية تركز على اختبار الأنظمة، المحاكاة، والدعم التكتيكي ضمن عمليات منخفضة التكلفة.

منافسة أمريكية-كندية على سوق الدرونز الأوروبية

تأتي المبادرة الكندية في وقت تسعى فيه الولايات المتحدة كذلك إلى ترسيخ وجودها في سوق الطائرات المسيرة الأوروبية، حيث أعلنت شركة إيرباص ديفينس أند سبايس عن شراكة مع شركة كراتوس الأميركية لإنتاج نسخة أوروبية من الطائرة القتالية XQ-58A Valkyrie.

كما كشفت شركة جنرال أتوميكس، عبر فرعها الألماني GA-ATS، عن خطط لإنتاج درون YFQ-42A، وذلك ضمن استراتيجية تسعى إلى دمج الخبرات الأوروبية في مجال المستشعرات مع القدرات التصنيعية الأمريكية.

في المقابل، تعوّل UVAD Technologies على طائرتها “فالكون” كمنصة دفاعية رئيسية، بعد أن تحولت الشركة من الاستخدامات المدنية للطائرات المسيرة إلى المجال العسكري في عام 2021 بدعم حكومي. ومن المنتظر تنفيذ أول اختبار طيران للطائرة في عام 2026، وهي تعمل بمحركين نفاثين وتبلغ سرعتها القصوى ماخ 1.6.

إلا أن محدودية زمن الطيران وعدم التركيز على الاسترداد بعد المهام يوحيان بأن الطائرة مُخصصة لتنفيذ مهام عالية الخطورة أو حتى “انتحارية” ضمن سيناريوهات قتالية معقدة.

مستقبل غامض وتحديات في الطريق

رغم هذه الطموحات، لم تُبدِ القوات الجوية الكندية حتى الآن اهتماماً رسمياً بتبني الطائرة “فالكون”، رغم تقارير تفيد بأن الجيش يدرس حالياً دعم أسطوله من مقاتلات F-35A بطائرات بدون طيار. لكن بدء الدراسات لا يعني وجود قرار فعلي بالتعاقد.

وبرغم الغموض الذي يكتنف قدرات “فالكون” في ظروف القتال الفعلية، فإن تصميمها المعياري يمنحها القدرة على التكيف مع عدد من السيناريوهات، مثل الدفاع ضد الصواريخ فرط الصوتية أو دعم العمليات المشتركة مع الطائرات المأهولة.

وفي حال نجحت الطائرة في إثبات كفاءتها التشغيلية والتكتيكية، فقد تصبح أحد الخيارات المطروحة أمام الجيش الألماني وجيوش أوروبية أخرى تسعى إلى تعزيز أساطيلها بأنظمة مسيّرة مرنة وسريعة وقليلة التكلفة.

اقرأ أيضًا: ترتيب جيوش الدول الخليجية عالميًا.. من يتصدر المشهد العسكري في الخليج؟

زر الذهاب إلى الأعلى