صادرات مصر للصناعات الغذائية إلى روسيا تسجل 49 مليون دولار خلال 7 أشهر

كشف المهندس تميم الضوي، نائب المدير التنفيذي للمجلس التصديري للصناعات الغذائية عن ارتفاع قيمة صادرات القطاع للسوق الروسية خلال 7 أشهر الأولى من 2024 لتبلغ 49 مليون دولار مقابل 48 مليون دولار خلال نفس الفترة من العام السابق، موضحاً أن عدد الشركات المصدرة إلى روسيا بلغ 126 شركة من بينهم 47 شركة تزيد صادراتهم عن 100 ألف دولار خلال تلك الأشهر.
جاء ذلك خلال ندوة إلكترونية تحت عنوان “فرص تنمية صادرات الصناعات الغذائية إلى السوق الروسي” نظمها المجلس التصديري للصناعات الغذائية بالتعاون مع مكتب التمثيل التجاري بموسكو، وذلك بمناسبة معرض وورلد فود موسكو والتي تنطلق فعالياته خلال الفترة من 17-20 سبتمبر الجاري.
صادرات مصر الصناعات الغذائية إلى روسيا تسجل 49 مليون دولار
وقال الضوي، إن صادرات مصر من الأغذية المصنعة إلى السوق الروسي خلال العام الماضي سجلت نحو 75 مليون دولار بتراجع قدره 1% عن عام 2022، لافتاً إلى أن هناك ما يقرب لنحو 142 شركة مصرية نجحت في التصدير إلى السوق الروسي خلال العام الماضي منها 20 شركة صادراتها زادات عن المليون دولار.
وأوضح، أن الفرولة المجمدة تصدرت قائمة أهم المنتجات المصدرة إلى روسيا خلال 2023، حيث استحوذت على نسبة 38% من إجمالى الصادرات بقيمة 28 مليون دولار، تليها الخضروات المجمدة بقيمة 14 مليون دولار وبنسبة 18%، ثم البسكويت بقيمة 7 ملايين دولار وبنسبة 9%، ثم الجبن الأبيض بقيمة 6 ملايين دولار وبنسبة 8%.
وجاءت محضرات خضر بقيمة 5 ملايين دولار وبنسبة 7%، ثم أسماك بقيمة 3 ملايين وبنسبة 4%، ثم الزيتون المخلل أو زيتون المائدة بقيمة 2 مليون دولار وبنسبة 3%، ثم فواكه مجمدة بقيمة مليوني دولار وبنسبة 3%، ثم مواد زلالية بقيمة مليوني وبنسبة 3%، ثم أجبان أخرى بقيمة مليوني دولار وبنسبة 3%، لتمثل هذه المنتجات العشر نحو 97% من إجمالي صادرات مصر من الأعذية المصنعة للسوق الروسي خلال 2023.
الفراولة المجمدة تتصدر قائمة المنتجات المصرية المصدرة لروسيا
وأشار إلى أن الفراولة المجمدة تصدرت قائمة المنتجات المصرية المصدرة لروسيا خلال الفترة الماضية، وذلك بقيمة بلغت 19 مليون دولار لتستحوذ على 40% من إجمالي قيمة الصادرات، تليها الخضر المجمدة بقيمة 17 مليون دولار وبنسبة 35%، ثم محضرات خضر بقيمة 3 ملايين دولار، ثم الزيتون المخلل بنحو مليوني دولار، ثم الخضار المخلل بنحو مليوني دولار، ثم الجبن الأبيض والأسماك العصائر والفواكه المجمدة بصادارت بلغت مليون دولار لكل منهما.
وفي سياق متصل، أكد الوزير مفوض ياسر مصطفى، رئيس مكتب التمثيل التجاري في موسكو، أن الحرب الروسية الأوكرانية تسببت في حالة من الضبابية على مستوى المعلومات التجارية للسوق الروسي، مشيرًا إلى أن السلطات الروسية فرضت حظرًا على إصدار أي بيانات تجارية تتعلق باقتصادها وبات من الصعب على أي مصدر الوقوف على حجم السوق ومتوسطات الأسعار وأبرز المنافسين له في هذا السوق.
وذكر أن الحرب دفعت روسيا لتغير مورديها، خاصة بعد المقاطعة الأوروبية ما كان بمثابة فرصة للشركات المصرية للتوسع في تصدير منتجاتهم والحصول على حصة بهذا السوق صاحب معدلات الطلب المرتفعة، لكن للآسف تزامنت الحرب الروسية مع أزمة تذبذب أسعار سعر الصرف في مصر ووجود أزمات في التحويلات ما فوت عليها استغلال هذه الفرصة ودخلت دول أخرى لتحل محل الدول الأوروبية.
وأشار إلى أن المستورد الروسي في الوقت الراهن أصبح لديه متطلبات محددة بعيداً عن الجودة والسعر تتمثل في وجود مرونة في سداد المدفوعات، وهو ما وفرتها دول مثل إيران ودول CIS، الأمر الذي يتطلب من الشركات المصرية خاصة التي ترغب في التصدير لروسيا لأول مرة التخطيط وإيجاد بدائل أكثر مرونة في تسوية مدفوعاتها سواء بالتعامل بالروبل الروسي أو عن طريق افرعها ومكاتبها بالخارج.
ونوه إلى أن أول سؤال لأى مصدر هو القبول بتسوية مستحقاته بالروبل من عدمه.
الفراولة المجمدة المصرية لاعب رئيسي في السوق الروسي
وأضاف، أن هناك صعوبة في الوقت الراهن للحصول على التأشيرات واستخراج الفيزا، لذا فمن الأهمية عند التخطيط للمشاركة في المعارض أو البعثات التجارية داخل روسيا البدء في استخراج تلك التأشيرات والحصول عليها قبل موعد البعثة أو المعرض بوقت كافي.
وعن الوضع الحالي للمنتجات المصرية وحجم المنافسة التي تتعرض له بالسوق الروسي، أوضح، أن الفراولة المجمدة المصرية كانت لسنوات لاعباً رئيسياً في السوق الروسي إلا أن الفترة الماضية شهدت اتجاه المستورد الروسي إلى السوق الصينية لقرب المسافة وتسوية المستحقات المالية بالروبل، كذلك الحال بالنسبة لـ”البروكلي والقرنبيط المجمدة”.
طورت دول CIS إنتاجها والماكينات المستخدمة والتي تسمح بتوفير احتياجات السوق الروسية، ما جعل مبيعاتها تنمو بنحو 8 أضعاف خلال سنوات قليلة.
اقرأ أيضاً.. تقرير خاص.. مصر توطن صناعة السيارات ومكوناتها باستثمارات مليارية
وأضاف، أن صادرات قطاع الأسماك المصرية بالسوق الروسية تراجعت بشكل كبير من مليوني دولار خلال العام الماضي إلى نحو 700 ألف دولار خلال الأشهر الماضية من العام الماضي، وذلك نتيجة مخالفة بعض الشحنات للمواصفات والاشتراطات المطلوبة من المستوردين.
وطلب رئيس مكتب التمثيل التجاري في موسكو، من الشركات بضرورة الالتزام بالمواصفات لضمان استمرار تواجدهم بالسوق واستغلال الفرص المتاحة بهذا المجال، كذلك الحال لقطاع الأجبان والذي شهد تراجعاً نظرًا لتراجع مبيعات الشركة المصرية المصدرة لروسيا نظراً لبعض المشاكل الحالية التي يتم العمل على تداركها.
وأشار إلى أن من أهم التحديات التى ستواجه الشركات المصرية في الفترة القادمة هو سعي موسكو لتنفيذ برنامج إحلال الواردات وعلى رأسها منتج مثل البطاطس نصف المقلية، حيث هناك اتجاه للتوسع في زراعة البطاطس وكذلك زيادة قدراتهم الإنتاجية، وكذلك في الأجبان.
كذلك دعم التعبئة والتغليف المحلية حتى للمنتجات المستوردة، الأمر الذي رفع الطلب على استيراد البلكات وليس المنتجات النهائية وهو ما تم رصده من طلبات لاستيراد الزيتون المخلل ومركزات العصائر والصلصات بشكل واضح.
وتابع: ساهم برنامج الإحلال في قيام روسيا بتصدير منتجات كانت في وقت قريب تسودرها بكمات كبير مثل العصائر والبطاطس والأجبان.
المصدريين المصريين لديهم مزايا للتعامل مع السوق الروسي
وتعد السوق الروسية سوقاً ضخمة وهناك فرص واعدة لكافة القطاعات والتي يمكنها الاستغناء عن التصدير لأسواق أخرى ولكن ذلك يتطلب الالتزام بالمواصفات والاشتراطات التي يضعها المستورد الروسي سواء من حيث الجودة والتعبئة والتغليف والسعر المنافس.
في السياق ذاته، قال أحمد نبيل، المدير التنفيذي لشركة نايل جاردن للصناعات الغذائية، إن المصدرين المصريين يمتلكون مزايا للتعامل في السوق الروسية مثل انتظام الخطوط الملاحية وكذلك قصر مدة الشحن حيث تتراوح ما بين 7- 10 أيام، وذلك بشرط إيجاد حل لأزمة تسوية مستحقاتهم.
وأشار إلى أن قطاع الزيتون المخلل والمصنع وزيت الزيتون يحظى بفرص واعدة داخل السوق الروسية، موضحاً أن هناك طلب متزايد على تلك المنتجات خاصة في ظل اتجاههم إلى تغيير الموردين خاصة من أوروبا وبالتحديد اسبانيا وايطاليا وبإمكان الشركات المصرية أن تحل محل هذه الدول بشرط الالتزام بشروط السوق الروسي.
ونوه بأن شركته لديها طلب متزايد علة منتجاتها في السوق الروسية سواء لقطاع التجزئة أو قطاع المطاعم والفنادق، ولكنها تواجه صعوبة في توفير العبوات التي تتوافق مع المواصفات التي يحتاجها المستورد الروسي خاصة في ظل وجود مصنع واحد في مصر ينتج تلك العبوات بما يتسبب في تأخير التوريد.
رداً على سؤال حول الفرص المتاحة أمام منتجات الأجبان والصلصلة والصوصات، أوضح الوزير مفوض تجارى ياسر مصطفى، أن قطاع الأجبان لابد من تسجيل المنتج المراد دخوله إلى السوق الروسي في هيئة الخدمات البيطرية الروسية وهو أمر يستغرق بعضاً من الوقت.
وأكد على أن الشركات المصرية المصدرة لأجبان “الفيت” ذات الأصل النباتي أو النباتي المخلوط بأجبان طبيعية نجحت في احتلال مكانة جيدة في السوق الروسي.
وتابع: هذا القطاع تم التركيز عليه من جانب السلطات الروسية في الفترة من 2014 إلى 2020 ما جعل هذه الصناعة تنمو بمعدل 500%.
وأضاف، أن هناك فرص تصديرية متاحة أمام منتجات الصلصلة والصوصات لكنها دائماً ما يزيد الطلب على هذه المنتجات حال عجز الموردين الأساسيين لها “الصين وتركيا وإيران” في تلبية حجم الطلب الروسي مع العلم أن هناك اتجاه أيضاً لزراعة الطماطم في المناطق الجنوبية لروسيا، موضحاً أن المستورد الروسي بات يطلب هذه المنتجات بلكات وليس منتج نهائي.