صادرات مصر من الحمضيات تتجه إلى أوروبا.. النقص العالمي فرصة للمصدرين المصريين
الحمضيات المصرية تحول تركيزها إلي أوروبا
تواجه صناعة الحمضيات في مصر تحديات جديدة حيث يجبر الصراع المستمر في منطقة البحر الأحمر المصدرين المصريين على إعادة توجيه الشحنات، خاصة تلك التي كانت ستتجه إلى شرق آسيا، إلي الأسواق الأوروبية، وفقا لما نشره موقع فروت نت.
بحسب ما نقله خاص عن مصر، مع هجمات الحوثيين على سفن الشحن – المرتبطة بالاحتجاجات على حرب إسرائيل في غزة – والتي تعطل طرق التجارة عبر قناة السويس، يحول العديد من موردي الحمضيات المصريين أحجامهم إلى أوروبا بدلاً من ذلك. ومع ذلك، فإن هذا التحويل خلق مجموعة خاصة به من التعقيدات للسوق.
أقرا أيضا.. افتتاح محطة الجيزة العملاقة يعزز استثمارات السكك الحديدية في مصر
سلط أحمد سرحان، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة فروتيلا، الضوء على الصعوبة في الوضع الحالي: “من المؤكد أن أوروبا أكثر جاذبية في الوقت الحالي”. واضاف “ولكن في العام الماضي، عندما تحولت الفاكهة المخصصة للشرق الأقصى إلى أوروبا، لم يتمكن السوق من استيعابها كلها، مما أدى إلى الركود”. وتؤكد تصريحات سرحان على التوازن الدقيق الذي يجب أن تحافظ عليه الصناعة لتجنب الإفراط في تشبع أي سوق.
نقص الحمضيات العالمي يمنح الأمل للمصدرين المصريين
على الرغم من المخاوف بشأن زيادة العرض في السوق، فإن انخفاض إنتاج الحمضيات في جنوب أفريقيا والبرازيل خلق فرصًا للمصدرين المصريين. يوضح سرحان أن البرازيل تكافح نقصًا كبيرًا في الحمضيات هذا العام، مع ارتفاع الطلب من مصانع العصير بشكل حاد. يلاحظ: “سيؤدي هذا النقص إلى تحويل الكثير من الفاكهة نحو البرازيل، وهو ما نأمل أن يساعد في الحفاظ على استقرار السوق الأوروبية”.
شرق آسيا لا يزال سوقًا رئيسيًا رغم النكسات
لا يزال بعض المصدرين يحافظون على وجودهم في شرق آسيا على الرغم من العقبات اللوجستية. يكشف محمد شمس، مدير التصدير في الدقهلية، أن شركته استمرت في إرسال الحاويات إلى الشرق الأقصى، وخاصة إلى الصين. يعترف شمس: “لم تكن النتائج الأفضل، لكننا أردنا الحفاظ على موقفنا في السوق في حالة تحسن الوضع. هناك فرص كبيرة للحمضيات المصرية في شرق آسيا، على الرغم من أنها لا تزال سوقًا صعبة في الوقت الحالي”.
ويشارك شمس في التفاؤل الحذر مع آخرين في الصناعة، مع الأمل في أن يشهد الموسم المقبل تحسناً مع استقرار ظروف التجارة العالمية.
التنويع: استراتيجية للنجاح
في ضوء حالة عدم اليقين المستمرة، يتبنى مصدرو الحمضيات المصريون بشكل متزايد استراتيجية التنويع. ويشبه يوسف مندور، المدير العام لشركة توب فريش، النهج التجاري المثالي بـ “الأخطبوط”، الذي يوزع المخاطر عبر أسواق متعددة. ويقول مندور: “نصدر بشكل أساسي البرتقال واليوسفي، لكننا نتاجر أيضًا في الليمون والرمان والعنب. وتشمل أسواقنا الأساسية الصين وماليزيا وسنغافورة وأفريقيا والخليج”.
تتطلع توب فريش الآن إلى التوسع في الأسواق الأوروبية، وخاصة ألمانيا والمملكة المتحدة، والتي يُنظر إليها على أنها بدائل حيوية لتقليل الضغوط من شرق آسيا. ويؤكد ياسر خليفة، مدير مبيعات الشركة، خططهم: “ستساعدنا أوروبا في تعويض التحديات التي نواجهها في شرق آسيا”، موضحًا، مشيرًا إلى أهمية هذه الأسواق الجديدة للنمو على المدى الطويل.
التكيف مع تغير المناخ
يشكل تغير المناخ مصدر قلق آخر لمزارعي الحمضيات المصريين. يقول مندور: “يتغير المناخ في مصر”، مشيرًا إلى أن ارتفاع درجات الحرارة في الصيف وجفاف الشتاء يؤثران على إنتاج الحمضيات. ومع ذلك، تساعد مزارع الحمضيات الجديدة التي تدخل مرحلة الإنتاج في تعويض انخفاض الغلة، مع ضمان بقاء جودة الفاكهة المصرية عالية. تظل مصر واحدة من أفضل الدول الزراعية، والمعروفة بإنتاج بعض من ألذ الحمضيات في العالم.