صاروخ “خرمشهر” الإيراني يغير قواعد اللعبة.. هل يستطيع تدمير تل أبيب؟

في خضم الحرب المتصاعدة بين إيران وإسرائيل، وتبادل الضربات الصاروخية والجوّية، باتت أنظار العالم تتركز على القدرات الاستراتيجية التي يمكن أن تحسم المواجهة أو تؤدي إلى توسّعها.

فإسرائيل، التي تعتمد على تفوقها الجوي ومنظومات دفاعية متقدمة، تواجه خصمًا يراهن على ترسانة صاروخية ضخمة ومتطورة نسبيًا، تتقدمها صواريخ بعيدة المدى قادرة على الوصول إلى العمق الإسرائيلي، وفي مقدمتها صاروخ “خرمشهر” الباليستي.

مواصفات صاروخ إيران “خرمشهر”: سلاح ردع لا يُستهان به

صاروخ “خرمشهر” يُعتبر من أكثر الصواريخ الإيرانية تطورًا، وتم الكشف عنه لأول مرة في عام 2017.

يعتمد على الوقود السائل، ويبلغ مداه نحو 2000 كيلومتر، ما يتيح له استهداف أي نقطة داخل إسرائيل من العمق الإيراني دون الحاجة إلى منصات إطلاق متقدمة أو قواعد أمامية.

يتميز الصاروخ بقدرته على حمل رأس حربي ضخم يصل وزنه إلى 1500 كيلوجرام، ويمكن تزويده برأس متفجّر تقليدي أو عدة رؤوس حربية صغيرة.

كما طوّرت إيران نسخة جديدة منه تُعرف باسم “خرمشهر-4” أو “كهيان”، ظهرت في مايو 2023، وتتميّز بمحرك متطور باسم “عرش”، يمنح الصاروخ قدرة على تغيير المسار خلال الطيران، ما يصعّب من عملية اعتراضه بواسطة الدفاعات الجوية الإسرائيلية مثل “حيتس” أو “مقلاع داوود”.

وبحسب التصريحات الإيرانية، فإن “خرمشهر-4” يصل إلى سرعات تفوق 16 ماخ في مرحلة الهبوط، وهو ما يُعد تهديدًا فعليًا للمنظومات المضادة للصواريخ في الشرق الأوسط.

الصاروخ الإيراني “خرمشهر” بمدى يصل لـ2000 كم قادر على تهديد تل أبيب

الخلفية التاريخية والتطوير

اسم “خرمشهر” مستوحى من مدينة خرمشهر الإيرانية التي خاضت معارك ضارية خلال الحرب العراقية الإيرانية في ثمانينيات القرن الماضي، ويرمز إلى “الصمود والتحدي”.

مصادر غربية تشير إلى أن التصميم الأساسي للصاروخ يعود إلى الصاروخ الكوري الشمالي “موسودان”، والذي حصلت عليه إيران وطورته محليًا.

وبينما تعتمد نسخ “شهاب” السابقة على تكنولوجيا قديمة، فإن “خرمشهر” يمثل نقلة نوعية في الأداء، خصوصًا في ما يتعلق بالدقة، الوزن، والمناورة.

موقع “خرمشهر” داخل الترسانة الصاروخية الإيرانية

تُعد الترسانة الصاروخية الإيرانية من الأكبر في المنطقة، وتتنوع بين صواريخ قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى.

ويُشكّل “خرمشهر” جزءًا أساسيًا من فئة الصواريخ البعيدة المدى، التي تعتمد عليها إيران لتحقيق ما يُعرف بـ”الردع العميق”.

فالقدرة على إطلاق صاروخ من وسط إيران ليصيب أهدافًا استراتيجية في تل أبيب أو حيفا في غضون دقائق، دون الحاجة لتدخل جوي أو قوات تقليدية، تمنح طهران ورقة ضغط قوية في حال نشوب مواجهة شاملة.

وفي الوقت الذي تطوّر فيه إسرائيل قدراتها في مجال الحرب السيبرانية والطائرات الشبحية، تسعى إيران إلى تعويض هذا الخلل عبر تكثيف الاستثمار في القوة الصاروخية.

صاروخ مخصص لضرب إسرائيل؟

لا تخفي إيران أن صواريخها موجهة بالأساس ضد “الكيان الصهيوني” كما تصفه، وأن تل أبيب تقع ضمن دائرة الردّ إذا ما تم استهداف منشآت نووية إيرانية مثل “فوردو” أو “نطنز”.

ويُرجّح محللون أن “خرمشهر” صُمم بالأساس كجزء من عقيدة “الرد الساحق”، ليكون جاهزًا لإطلاق فوري في حال توجيه ضربة استباقية إسرائيلية، حتى ولو كانت محدودة.

وهذا ما يفسر اعتماده على منصات إطلاق متحركة وقدرته على التمويه والانتقال السريع.

ما بين الدعاية والقدرة الفعلية

صاروخ “خرمشهر” يعكس توجهًا استراتيجيًا في العقيدة العسكرية الإيرانية، يقوم على مبدأ الردع غير المتكافئ.

فبدلًا من الدخول في سباق تقني مع التفوق الغربي والإسرائيلي في الجو والدفاعات، تركز إيران على الصواريخ الباليستية كأداة ردع وتأثير نفسي.

اقرأ أيضاً.. لم تستطع القبة الحديدية اعتراضه.. إيران تستخدم أذكى صواريخها أمام إسرائيل| هل بدأ دعم الحلفاء؟

زر الذهاب إلى الأعلى