صاروخ كورنيت الروسي صائد الدبابات الذي لا يرحم

يُعد صاروخ كورنيت (Kornet) الروسي واحدًا من أكثر الصواريخ المضادة للدبابات فتكًا وفعالية في العالم، فمنذ ظهوره لأول مرة في أواخر التسعينيات، أثبت نفسه في ساحات القتال المختلفة.

صاروخ كورنيت الروسي صائد الدبابات الذي لا يرحم

حيث تمكن من تدمير دبابات متطورة بفضل دقته العالية وقدرته على اختراق الدروع الحديثة، مما جعله سلاحًا رئيسيًا في ترسانات العديد من الجيوش والجماعات المسلحة حول العالم.

لحظة إطلاق صاروخ كورنيت

إمكانات صاروخ كورنيت القتالية

اختراق الدروع المتطورة  

تم تصميم كورنيت ليكون قادرًا على تدمير دبابات القتال الرئيسية المحمية بدروع تفاعلية متفجرة، حيث يستخدم رأسًا حربيًا مزدوجًا عالي الانفجار قادرًا على اختراق ما يصل إلى 1300 مم من الدروع المتجانسة بعد تجاوز الدروع التفاعلية، مما يجعله أحد أكثر الصواريخ المضادة للدبابات فتكًا.

مدى طويل ودقة عالية 

يصل مدى كورنيت إلى 8-10 كم في الإصدارات الحديثة، وهو ضعف مدى العديد من الصواريخ المضادة للدروع التقليدية، يعتمد على نظام توجيه شبه أوتوماتيكي باستخدام الليزر، حيث يظل المُطلق موجهًا على الهدف حتى الإصابة، مما يضمن دقة عالية وقدرة على ضرب الأهداف المتحركة.

القدرة على تدمير الأهداف المحصنة والمروحيات

إلى جانب تدمير الدبابات، يمكن استخدام كورنيت لاستهداف التحصينات العسكرية ومراكز القيادة والمركبات المدرعة وحتى المروحيات التي تحلق على ارتفاع منخفض، مما يجعله سلاحًا متعدد الاستخدامات في الحروب الحديثة.

قابلية الحمل وسهولة التشغيل ميزة تنافسية كبرى

يُعد صاروخ كورنيت واحدًا من أخطر الصواريخ المضادة للدبابات بسبب إمكانية حمله من قبل فرد واحد فقط، مما يجعله مثاليًا لحرب المدن والمناطق المحصنة، يمكن للجندي إطلاقه من داخل المباني، ما يمنحه قدرة كبيرة على تحقيق عنصر المفاجأة ضد الأعداء.

صاروخ كورنيت الروسي
يمكن لفرد واحد حمل وإطلاق صاروخ كورنيت

إلى جانب ذلك، يمكن تثبيت الصاروخ على دراجة نارية، مما يمنح القوات سرعة عالية في الانتقال والتمركز، ثم تنفيذ الضربة والانسحاب بسرعة قبل رصد موقع الإطلاق، كما يمكن تثبيته على عربات دفع رباعي، مما يوفر قدرة على المناورة ومباغتة الدبابات من زوايا غير متوقعة.

صاروخ كورنيث مثبت على دراجة نارية في الحرب الروسية الأوكرانية

من الناحية التكتيكية، يمكن إطلاق صواريخ كورنيت من أبراج مثبتة على مدرعات، ما يسمح بتوجيه وابل من الصواريخ عن بُعد ضد الأهداف المعادية، مما يزيد من الكثافة النيرانية ويقلل من المخاطر التي قد تواجه الطواقم في ساحة المعركة.

مدرعة تايغر روسية مجهزة ب8 صواريخ كورنيت جاهزة لإطلاق

سجل صاروخ كورنيت القتالي حول العالم

حرب العراق (2003 وما بعدها)  

ظهر كورنيت لأول مرة في أيدي بعض الجماعات العراقية التي استخدمته لمهاجمة الدبابات الأمريكية من طراز M1A2 أبرامز، ونجح في اختراق دروعها، ما شكل تهديدًا حقيقيًا للقوات الأمريكية.

دبابة ابرمز مدمرة بصاروخ كورنيت

الحرب في لبنان (2006)  

في حرب لبنان 2006، استخدم حزب الله صواريخ كورنيت ضد دبابات ميركافا الإسرائيلية، ونجح في تدمير عدة دبابات من طراز ميركافا-4، التي كانت تُعتبر من أكثر الدبابات المحصنة في العالم آنذاك، كما استخدمته حماس ضد دبابات ميركافا الإسرائيلية، أيضاً وحقق عدة نجاحات في الإصابة والتدمير

دبابة ميركافا إسرائيلية مدمرة بالكامل مع انفصال البرج بسبب صاروخ كورنيت

الحرب السورية (2011-الآن)  

تم استخدام كورنيت بشكل واسع في الحرب السورية من قبل الجيش السوري وقوات المعارضة، حيث استُخدم ضد الدبابات السورية والروسية، وحتى الطائرات المروحية، مما عزز سمعته كأحد أقوى الصواريخ المضادة للدروع.

النزاع في أوكرانيا (2014 – الآن)

في النزاع بين روسيا وأوكرانيا، استخدمت القوات الروسية والانفصاليون صواريخ كورنيت ضد الدبابات الأوكرانية، ونجحوا في تدمير عدد كبير من مدرعات T-64 وT-72، مما جعل الصاروخ أحد أهم أسلحة الحرب.

الحرب في اليمن 

تمكنت جماعة الحوثيين في اليمن من استخدام نسخ محلية أو إيرانية مستنسخة من كورنيت لمهاجمة الدبابات السعودية والإماراتية، مما زاد من تأثير هذا الصاروخ في المنطقة.

إعجاب عالمي وعمليات نسخ بالهندسة العكسية

إيران – “دهلاوية”

أعجبت إيران بصاروخ كورنيت إلى درجة أنها قامت بنسخه عبر الهندسة العكسية، وأنتجت النسخة المحلية تحت اسم دهلاوي، والتي تُعتبر نسخة طبق الأصل عن كورنيت الروسي، وتستخدمها القوات الإيرانية والجماعات التابعة لها في المنطقة.

الصين – HJ-12

لم تتوقف الصين عن تطوير تقنيات مضادة للدروع، وظهرت تقارير تفيد بأنها استفادت من تكنولوجيا كورنيت لتطوير صواريخها مثل HJ-12، التي تعمل بأسلوب مشابه.

نسخ أخرى غير رسمية

إلى جانب إيران والصين، هناك تقارير عن قيام بعض الجماعات المسلحة في الشرق الأوسط بتصنيع نماذج محلية غير رسمية من كورنيت، مستندة إلى النسخ الروسية الأصلية.

قدرات صاروخ كورنيت

يعتبر كورنيت واحدًا من أقوى الصواريخ المضادة للدبابات بفضل مداه الذي يصل إلى 10 كيلومترات، ورأسه الحربي القادر على اختراق أكثر من متر من الدروع بعد تجاوز الدروع التفاعلية المتفجرة.

يتمتع الصاروخ بنظام توجيه دقيق يعتمد على الليزر، ما يمنحه القدرة على إصابة الأهداف بدقة عالية حتى أثناء الحركة، كما أنه يأتي بتصاميم مختلفة تشمل الإطلاق المحمول على الكتف أو التثبيت على مركبات قتالية، مما يجعله سلاحًا مرنًا في ساحات المعارك.

كورنيت سلاح غير قابل للإيقاف؟

أثبت صاروخ كورنيت الروسي أنه أحد أخطر الأسلحة المضادة للدروع في العالم، بفضل قدرته على اختراق أقوى الدبابات وتحقيق إصابات قاتلة بدقة عالية.

إن سجلّه القتالي الحافل في العراق ولبنان وسوريا وأوكرانيا واليمن يجعله أحد الأسلحة الأكثر انتشارًا وتأثيرًا في الحروب الحديثة، وهو ما دفع العديد من الدول إلى محاولة نسخه أو تطوير صواريخ مماثلة له.

بفضل إمكانية حمله من قبل فرد واحد فقط، يمكن استخدامه في حرب الشوارع وتنفيذه من داخل المباني لتحقيق عنصر المفاجأة، أو تثبيته على دراجات نارية ومركبات خفيفة لضرب الأهداف والانسحاب السريع، كما يمكن استخدامه من أبراج مُتحكم بها عن بُعد فوق العربات المدرعة، مما يزيد من الكثافة النيرانية ضد الدبابات المعادية.

اقرأ أيضاً

كوريا الجنوبية تبدأ في إنتاج مدافع K-9 في مصر بمحرك محلي 

ومع تطور نسخ جديدة مثل كورنيت-إي إم، الذي يتميز بمدى أطول ونظام توجيه أكثر تطورًا، سيظل كورنيت في مقدمة الأسلحة المضادة للدبابات لعقود قادمة، ليظل “صائد الدبابات الذي لا يرحم”.

زر الذهاب إلى الأعلى