صفقة استحواذ محتملة على “دواجن الوطنية” السعودية بقيمة ملياري ريال.. شركات عالمية ومحلية تتنافس

في ظل التحولات الاقتصادية الكبرى التي تشهدها المملكة العربية السعودية، وتزامنًا مع الجهود الرامية إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في القطاع الغذائي، تبرز صفقة استحواذ محتملة على شركة دواجن الوطنية السعودية، إحدى أكبر شركات إنتاج الدواجن في الشرق الأوسط.
ووفقًا لتقارير حديثة، تقدمت عدة شركات محلية ودولية بعروض لشراء الشركة، في صفقة قد تصل قيمتها إلى ملياري ريال (حوالي 532 مليون دولار).
وهذه الخطوة تأتي في إطار استراتيجية أوسع لتعزيز الأمن الغذائي في المملكة، خاصة في أعقاب التحديات العالمية التي أثرت على سلاسل الإمداد، مثل جائحة كوفيد-19 والحرب في أوكرانيا.
اقرأ أيضًا: نتائج نظام نور 2025.. خطوات الاستعلام عن نتيجة الفصل الدراسي الثاني لطلاب السعودية
العروض والشركات المتنافسة لشراء دواجن الوطنية
وأفادت وكالة “بلومبرج” بأن شركات عالمية ومحلية أبدت اهتمامًا بشراء “دواجن الوطنية”، ومن أبرزها شركة “جيه بي إس” البرازيلية، العملاق العالمي في مجال إنتاج الدواجن، وشركة “المراعي” السعودية، الرائدة في قطاع الأغذية، بالإضافة إلى شركة “التنمية الغذائية” السعودية، وشركة “إم إتش بي” الأوكرانية.
وتعد هذه العروض مؤشرًا على الأهمية الاستراتيجية لقطاع الدواجن في السعودية، والذي يشهد نموًا متسارعًا مدعومًا بخطط الإصلاح الاقتصادي التي يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
دور “السعودي الفرنسي” في الصفقة
وفي إطار التحضير للصفقة المحتملة، عينت “دواجن الوطنية” بنك “السعودي الفرنسي” مستشارًا ماليًا لدراسة العروض وتسهيل عملية البيع.
ويأتي هذا التعيين في وقت تشهد فيه الشركة توسعًا ملحوظًا في عملياتها، حيث تعالج أكثر من مليون طائر و1.5 مليون بيضة يوميًا، وفقًا لموقعها الإلكتروني.
وتعد “دواجن الوطنية” واحدة من أبرز الشركات في الشرق الأوسط، وقد تأسست عام 1977 على يد رجل الأعمال السعودي سليمان الراجحي، الذي أسس أيضًا “مصرف الراجحي”، أحد أكبر البنوك الإسلامية في العالم.

السياق الاقتصادي والاستراتيجي لبيع دواجن الوطنية
وتأتي خطط بيع “دواجن الوطنية” في إطار الجهود السعودية لتعزيز الأمن الغذائي، وهو أحد أهداف “رؤية السعودية 2030”.
وقد خصصت المملكة 4.5 مليار دولار لتحقيق الاكتفاء الذاتي في قطاع الدواجن، وذلك في ظل التحديات العالمية التي أثرت على سلاسل الإمداد ودفعت أسعار الغذاء إلى مستويات قياسية.
وتعد هذه الصفقة جزءًا من استراتيجية أوسع تشمل تعزيز التعاون مع الشركات العالمية، حيث أبرمت السعودية مؤخرًا اتفاقًا مع شركة “بي آر إف إس إيه” البرازيلية للدواجن، من خلال مشروع مشترك مع صندوق الاستثمارات العامة، لاستحواذ على شركة دواجن إقليمية.
اقرأ أيضًا: “تاسي” يسجل انخفاضًا جديدًا.. ماذا يحدث في سوق الأسهم السعودية؟
التوسع المحلي والعالمي
وفي الوقت نفسه، تشهد شركة “المراعي”، إحدى الشركات السعودية الرائدة في قطاع الأغذية، توسعًا كبيرًا في أنشطتها المحلية، مما يعكس النمو المتسارع لقطاع الغذاء في السعودية.
وعلى الصعيد العالمي، تبرز شركة “جيه بي إس إس إيه” البرازيلية كأكبر منتج للدواجن في العالم، حيث تتعامل مع 4.4 مليار دجاجة يوميًا، مما يجعلها منافسًا قويًا في أي صفقة استحواذ محتملة.
وتعد صفقة بيع “دواجن الوطنية” واحدة من أبرز الصفقات الاستثمارية في قطاع الغذاء السعودي، والتي تعكس التوجهات الاستراتيجية للمملكة نحو تعزيز الأمن الغذائي وجذب الاستثمارات الأجنبية.
وفي ظل المنافسة الشديدة بين الشركات المحلية والدولية، ستكون هذه الصفقة مؤشرًا مهمًا على مدى جاذبية السوق السعودي للاستثمارات العالمية، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية الراهنة والتحولات الكبرى التي تشهدها المنطقة.