صفقة تاريخية لاستبدال طائرات ميج المعطلة.. الهند تشتري مقاتلات رافال بـ 7.4 مليار دولار

أبرمت الهند صفقةً تاريخيةً بقيمة 7.4 مليار دولار مع فرنسا لشراء 26 طائرة مقاتلة من طراز رافال-مارين، في خطوةٍ من شأنها إحداث نقلة نوعية في عمليات البحرية الهندية على حاملات الطائرات.

الصفقة رافال جاءت لاستبدال طائرات ميج 29 الروسية المعطلة

وُقّعت هذه الاتفاقية بحضور وزير الدفاع الهندي راجناث سينغ والسفير الفرنسي تييري ماثو، وتمثل خطوةً هامةً في تحديث الطيران البحري الهندي، واستبدال طائرات ميج-29K الروسية الصنع القديمة والمعقدة، والمنتشرة حاليًا على حاملتي الطائرات الهنديتين، INS Vikramaditya وINS Vikrant.

مراسم توقيع الاتفاقية بين الهند وفرنسا

وقد نشر تقرير عن عدم توافق الميج 29، مع حاملة الطائرات الهندية .. وذكر التقرير مقارنة بين الميج والرافال .. حيث ذكر أن طيارًا على متن حاملة الطائرات “إن إس فيكرانت”، متمركزًا في المحيط الهندي الشاسع خلال مناورة عالية المخاطر.

يُواجه الطيار، وهو يُحلق بطائرة ميج-29ك، صعوبة في التعامل مع طائرة تشتهر بمشاكل في المحرك ومحدودية مدى الاستشعار، وهي قيود تُعيق القدرة على اكتشاف التهديدات البعيدة أو توجيه ضربات دقيقة.

يُشكل عدم الموثوقية الميكانيكية للطائرة مصدر قلق دائم في البيئة البحرية القاسية حيث تندر قطع الغيار ومرافق الصيانة.

الآن، تخيل الطيار نفسه على متن طائرة رافال-مارين، مُجهزة برادار متطور، ومجموعة أوسع من الأسلحة، ومنصة مُصممة للتكامل السلس مع العمليات البحرية الحديثة.

حاملة الطائرات الهندية التي ستعمل عليها رافال-مارين

هذا هو التحول العملياتي الذي تسعى إليه الهند – تحول ليس فقط في المعدات، بل في الإمكانات التكتيكية أيضًا، طائرة رافال-مارين، التي بنتها شركة داسو للطيران الفرنسية، ليست مجرد بديل لطائرة ميج-29ك؛ بل هي إعادة تعريف لما يمكن لحاملات الطائرات الهندية تحقيقه.

مواصفات قياسية لصالح “رافال-مارين”

رافال-مارين، وهي نسخة بحرية من مقاتلة رافال المُجرّبة، هي طائرة متعددة الأدوار مصممة للتفوق في القتال الجوي، والضربات الجوية، ومهام الاستطلاع.

مزودة بمحركين من طراز سنيكما M88-2، يُولّد كل منهما قوة دفع تبلغ 16,900 رطل، وتصل سرعتها القصوى إلى 1.8 ماخ، ويتجاوز نصف قطرها القتالي 600 ميل بحري، متجاوزةً بشكل كبير مدى طائرة ميج-29ك الذي يبلغ حوالي 450 ميلًا بحريًا.

المقاتلة الفرنسية رافال-مارين

ويستطيع رادار Thales RBE2، اكتشاف الأهداف على بُعد يزيد عن 100 ميل، حتى صواريخ كروز منخفضة التحليق، مما يُقدم تحسنًا ملحوظًا مقارنةً برادار Zhuk-ME الممسوح ضوئيًا ميكانيكيًا في طائرة MiG-29K، والذي يُعاني من عجز يتجاوز 80 ميلًا في سيناريوهات مماثلة.

وتُعزز مجموعة أجهزة استشعار طائرة Rafale-Marine، بما في ذلك نظام البحث والتتبع بالأشعة تحت الحمراء OSF، مما يسمح للطيارين بالتعامل مع أهداف متعددة في وقت واحد مع مقاومة التشويش الإلكتروني.

تُترجم هذه الميزة التكنولوجية مباشرةً إلى تفوق تكتيكي، مما يُمكّن البحرية الهندية من مواجهة التهديدات المتطورة في البيئات البحرية المتنازع عليها.

تسليح متعدد الاستخدامات

من حيث التسليح، تُعتبر طائرة Rafale-Marine قوة متعددة الاستخدامات. يُمكنها حمل صاروخ AM39 Exocet المضاد للسفن، والقادر على ضرب الأهداف على بُعد 40 ميلًا، وصاروخ MICA جو-جو، الذي يُوفر خيارات التوجيه بالرادار والتوجيه بالأشعة تحت الحمراء للاشتباكات حتى 80 ميلًا.

مقارنة مع ميج-29

لتوجيه ضربات دقيقة، تنشر صواريخ كروز من طراز SCALP وقنابل موجهة بالليزر، مما يوفر مرونة غائبة في ترسانة ميج-29K المحدودة، والتي تعتمد بشكل كبير على صاروخ Kh-35 المضاد للسفن وصاروخ R-77 جو-جو.

كما أن قدرة رافال-مارين على التكامل مع صاروخ أسترا الهندي المحلي، كما ورد في تقارير صحيفة The Print، تعزز قدرتها على التكيف، مما يضمن توافقها مع أولويات الدفاع المحلية.

توغل أكبر في أعماق المحيط الهندي لمواجهة الصين وباكستان

يسمح المدى الموسع لطائرة رافال-مارين وقدراتها الهجومية الدقيقة للهند بالتوغّل في أعماق المحيط الهندي، لمواجهة السفن الصينية، بينما توفر قدراتها القتالية الجوية رادعًا ضد مقاتلات JF-17 الباكستانية.

بخلاف طائرة ميج-29ك، التي تتطلب اقترابًا أكبر من الأهداف، تستطيع طائرة رافال-مارين الاشتباك من مسافات بعيدة، مما يقلل من تعرضها لدفاعات العدو.

تكتسب هذه القدرة أهمية خاصة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، حيث تتطلب المسافات الشاسعة طائرات تتمتع بالقدرة على التحمل والمرونة.

اقرأ أيضاً: أغلى 10 طائرات مقاتلة وأكثرها فتكًا في العالم.. من يتسيد السماء؟

زر الذهاب إلى الأعلى