صفقة سعودية محتملة لشراء طائرات رافال المقاتلة من فرنسا

خلال زيارته الرسمية إلى العاصمة السعودية الرياض، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أنَّ فرنسا تُعَدُّ شريكًا موثوقًا للسعودية، رغم التحديات السياسية التي تواجه بلاده حاليًا، متحدثًا عن مباحاثات سعودية لشراء طائرات رافال الفرنسية المقاتلة.
وفي كلمته خلال منتدى الأعمال الفرنسي السعودي، سلط ماكرون الضوء على التعاون الاستراتيجي بين البلدين، لا سيما في المجالات الدفاعية، مع التركيز على إمكانية بيع المملكة طائرات مقاتلة من طراز “رافال”، واصفًا هذه الخطوة بأنها “تحول مهم” في العلاقة الثنائية.
طائرات رافال في قلب التعاون الدفاعي
وتُشكِّل مقاتلة “رافال” إحدى أبرز الصناعات الدفاعية الفرنسية؛ حيث تجمع بين التكنولوجيا المتقدمة والقدرات القتالية المتنوعة.
وتتميز الطائرة بقدرتها على تنفيذ مهام متعددة تشمل التفوق الجوي، الهجوم البري، والمراقبة.
كما تستخدمها عدة دول مثل مصر، قطر، الهند، واليونان، مما يعكس ثقة الأسواق الدولية في كفاءتها.
وفي الوقت الحالي، يعتمد سلاح الجو السعودي على مقاتلات أمريكية مثل “إف-15″، وأخرى أوروبية من طراز “يوروفايتر”، ما يجعل إدخال “رافال” إلى الخدمة فرصة لتعزيز التنوع الاستراتيجي وتطوير القدرات القتالية.
وأشار ماكرون إلى أن المباحثات حول هذه الصفقة تعد مؤشرًا على عمق التعاون الدفاعي بين باريس والرياض.
اقرأ أيضًا: الأسهم السعودية تستعد لاستعادة الزخم القوي.. تعرف على الأسباب
إمكانات تقنية وعسكرية متقدمة
وتعرف مقاتلة “رافال” بأنها طائرة قتالية متعددة المهام ذات قدرات تقنية عالية.
والطائرة مزودة برادار متطور وأنظمة تسليح متقدمة تشمل صواريخ بعيدة المدى ومعدات استطلاع دقيقة.
كما تتمتع بقدرة على حمل أنواع متعددة من الذخائر، مما يجعلها خيارًا مرنًا لمواجهة التهديدات التقليدية وغير التقليدية.
إلى جانب ذلك، تتميز الطائرة بقدرتها على العمل في بيئات متنوعة، سواء في العمليات الجوية أو البحرية، مما يجعلها مناسبة لتلبية احتياجات المملكة في مجالات الدفاع الجوي والبحري، وهي المجالات التي أشار ماكرون إلى إحراز تقدم ملموس فيها خلال الزيارة.
- السعودية وفرنسا
توسيع آفاق التعاون الدفاعي
وأكد ماكرون أن المباحثات حول “رافال” تأتي في سياق رؤية فرنسا لتعزيز التعاون العسكري مع السعودية، خاصة في ظل التحولات الإقليمية والدولية.
وأضاف أن هذا التعاون يشمل مجالات أخرى، منها الدفاع البحري، أنظمة الأقمار الاصطناعية، والدفاع الجوي، ما يعزز القدرات العسكرية للمملكة ويؤمن لها تنويع مصادر تسليحها.
دور طائرات رافال في تعزيز الاستقلالية الدفاعية
وأشار ماكرون إلى أهمية التنويع في الشراكات الدفاعية، مؤكدًا أن التعاون في مجال “رافال” يعكس رؤية أوسع لتطوير الاستقلالية الدفاعية للسعودية بعيدًا عن الاعتماد الحصري على الشركاء التقليديين.
كما يبرز هذا التوجه مساعي فرنسا لتعزيز مكانتها كشريك أوروبي قادر على تقديم حلول دفاعية متكاملة.
اقرأ أيضًا: 22.6 مليار دولار إيرادات متوقعة من السياحة الساحلية في السعودية 2030
انعكاسات الصفقة على العلاقات الثنائية
ومن المتوقع أن تسهم هذه الخطوة في تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين فرنسا والسعودية، ليس فقط في مجال الدفاع، بل أيضًا في المجالات الاقتصادية والتكنولوجية.
وإضافة إلى “رافال”، شهدت الزيارة توقيع عقود ومذكرات تفاهم تشمل الطاقات المتجددة والذكاء الاصطناعي، ما يعكس التكامل بين الشراكة الدفاعية والاقتصادية.
نظرة نحو المستقبل
وزيارة ماكرون إلى الرياض، التي شهدت مناقشة بيع طائرات رافال إلى السعودية بشكل مكثف، تعد خطوة نحو مرحلة جديدة في التعاون الدفاعي بين البلدين.
ومع تقدم المفاوضات، قد تشهد العلاقات الثنائية تطورًا نوعيًا يعزز من قدرات المملكة الدفاعية، ويدعم في الوقت ذاته الصناعات العسكرية الفرنسية، مما يشكل نموذجًا لشراكة استراتيجية متكاملة.