صناعات بلا شبيه: 6 مصانع مصرية هي الأولى من نوعها في المنطقة

تمكنت مصر من إنشاء 6 صروح صناعية فريدة من نوعها في المنطقة العربية والشرق الأوسط وأفريقيا، ما يجعلها الدولة الوحيدة في الإقليم التي تمتلك هذا التنوع المتقدم في الصناعات الحيوية والتكنولوجية الدقيقة.
1. مصنع أخشاب جريد النخل – توشكى
تُنفذ مصر أول مصنع من نوعه عالميًا لإنتاج ألواح الأخشاب متوسطة وعالية الكثافة (MDF/HDF) باستخدام جريد وسعف النخيل في منطقة توشكى، على مساحة 400 ألف متر مربع (100 فدان)، وبتكلفة استثمارية تبلغ 70 مليون يورو.

ويستهدف المصنع إنتاج نحو 400 متر مكعب يوميًا من الألواح الخشبية، بالاعتماد على مخلفات نخيل التمر المنتشر في جنوب مصر، خصوصًا في أكبر مزرعة نخيل في العالم المقامة بالمنطقة. المشروع يُنفذ بالشراكة مع شركة Dieffenbacher الألمانية الرائدة في تكنولوجيا صناعة الأخشاب، والتي أجرت تجارب معملية ناجحة على جريد النخيل المصري أثبتت مطابقته للمعايير الأوروبية.

ويمثل المصنع نموذجًا رائدًا للاقتصاد الدائري، حيث يستهدف استغلال المخلفات الزراعية بدلًا من حرقها، بما يسهم في الحفاظ على البيئة وتوفير خامات صناعية عالية القيمة وتقليل فاتورة الاستيراد. ومن المقرر بدء التشغيل التجاري للمصنع في أغسطس 2025.
2. مصنع أخشاب قش الأرز – إدكو
وفي مدينة إدكو بمحافظة البحيرة، انتهت مصر من إنشاء أول مصنع من نوعه في إفريقيا والثاني عالميًا لإنتاج ألواح الأخشاب متوسطة الكثافة (MDF) باستخدام قش الأرز كمادة خام رئيسية. يقام المصنع على مساحة تبلغ 114 فدانًا، وتصل استثماراته إلى نحو 351 مليون يورو.

يستهدف المصنع إنتاج حوالي 205 آلاف متر مكعب سنويًا من ألواح MDF عالية الجودة، معتمدًا على 245 ألف طن من قش الأرز، الذي كان يُحرق سابقًا مسببًا السحابة السوداء. يُنفذ المشروع بالتعاون مع شركة “سيمبل كامب” الألمانية، ويُطبق أحدث التكنولوجيات وأساليب التحكم البيئي في جميع مراحل الإنتاج، مما يجعله صديقًا للبيئة.

يُعد المشروع استثمارًا مصريًا خالصًا لشركات قطاع البترول، حيث تساهم الشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات مع كل من الهيئة المصرية العامة للبترول وشركتي سيدي كرير للبتروكيماويات وبتروجت في رأسمال المشروع.

3. مصنع جريفولز لمشتقات البلازما – العاصمة الإدارية
تنفذ مصر بالشراكة مع شركة “Grifols” الإسبانية أول مصنع من نوعه في الشرق الأوسط وإفريقيا لإنتاج مشتقات البلازما داخل المدينة الطبية بالعاصمة الإدارية الجديدة، على مساحة تبلغ 105 ألف متر مربع.

يهدف المصنع إلى معالجة أكثر من مليون لتر من البلازما سنويًا، مع إمكانية رفع الطاقة لاحقًا لتلبية احتياجات السوق المحلي والتصدير. وسينتج ثلاثة أدوية حيوية أساسية: الألبومين (لعلاج أمراض الكبد والكلى والحروق)، الجلوبولين المناعي (لعلاج أمراض المناعة والجهاز العصبي)، وعامل التجلط “فاندي” (لعلاج نزيف الدم والهيموفيليا).

من المقرر بدء التشغيل الفعلي للمرحلة الأولى من المصنع خلال عام 2025، بما يضع مصر على خريطة الدول المنتجة لمشتقات البلازما ويوفر الأمن الدوائي لملايين المرضى.
4. مجمع الرمال السوداء – البرلس
أول مجمع من نوعه في الشرق الأوسط لفصل المعادن الاقتصادية من الرمال السوداء. ينتج 8 معادن استراتيجية تدخل في صناعات الطائرات والبترول والهواتف والدهانات، ما يعزز سلاسل القيمة المحلية.

موقع المشروع
أُقيم المصنع على مساحة 80 فدانًا شرق مدينة البرلس، بعد أن جرى تطوير أرضه التي كانت سابقًا بركًا ومستنقعات.
المعادن المستخلصة واستخداماتها
يستخلص المصنع مجموعة من المعادن الثقيلة ذات الأهمية الاقتصادية، أبرزها:
•الإلمنيت والروتيل: لصناعة الطائرات، الصواريخ، الغواصات، الدهانات، الورق.
•الزيركون: يدخل في السيراميك، الزجاج، الأدوات الصحية، وسبائك المواتير.
•الجارنيت: يُستخدم في الصنفرة، فلاتر المياه، قطع الرخام.
•الماجنيت: يُستخدم في إنتاج الحديد الإسفنجي والخرسانات المقاومة للحرارة.
•المونازيت: يحتوي على عناصر نادرة تدخل في الهواتف الذكية، السيارات الكهربائية، والطاقة النووية.

وحدات ومرافق المشروع
•الكراكة “تحيا مصر”: بطاقة 2500 طن/ساعة، من تصنيع شركة دايمن الهولندية.
•مصنع التركيز العائم: لاستخلاص المعادن بقدرة 158 طن/ساعة.
•محطات خدمية: تشمل محطة تحلية مياه بطاقة 4200 م³/يوم، ومحطة كهرباء بقدرة 75 ميجاوات.
•خطوط الإنتاج: مصانع متخصصة لإنتاج كل نوع من المعادن المستخلصة.

5. مجمع ناسبس – العاصمة الإدارية
تُعد مصر أول دولة في الشرق الأوسط وإفريقيا تمتلك مجمعًا صناعيًا متكاملًا لإنتاج الوثائق المؤمنة والذكية، وذلك من خلال مجمع “ناسبس” – الشركة الوطنية للصناعات المتقدمة وحلول الطباعة الاستراتيجية – الذي تم إنشاؤه داخل العاصمة الإدارية الجديدة على مساحة 570 ألف متر مربع، بتكلفة استثمارية تجاوزت مليار دولار.

يضم المجمع خمس منشآت رئيسية تشمل مصانع للهولوجرام، والورق المؤمَّن، والطباعة المؤمنة، والبطاقات الذكية، بالإضافة إلى مركز بيانات مركزي مؤمَّن ضد الهجمات السيبرانية. ويعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي والتشفير الرقمي لإنتاج أكثر من 400 مليون وثيقة ذكية سنويًا، منها شهادات الميلاد، التوكيلات، جوازات السفر الإلكترونية، البطاقات الحكومية، والملصقات الضريبية.

كما يحتوي المجمع على خط إنتاج للهولوجرام بتقنيات ثنائية وثلاثية ورباعية الأبعاد بطاقة تصل إلى 108 مليار عنصر أمان سنويًا، ويُنتج بطاقات الهوية الإلكترونية، وبطاقات الدفع (ميزة – فيزا – ماستر كارد)، والوثائق الخاصة بـ14 وزارة مصرية.

وصرح الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الافتتاح: “المكان ده تمنه قد يقترب من مليار دولار.. ووجوده عند دول قليلة تُعد على الصوابع”، في إشارة إلى أن مصر أصبحت من بين نخبة الدول التي تمتلك مثل هذه القدرات المتقدمة في تأمين الوثائق والبيانات.

6. مصنع إيبيكو 3 للأدوية المتقدمة – العاشر من رمضان
تُنفذ شركة “إيبيكو” للصناعات الدوائية مشروعها الأضخم “إيبيكو 3” بمدينة العاشر من رمضان، ليكون أول مصنع متكامل في مصر والشرق الأوسط متخصص في إنتاج المستحضرات الحيوية والبدائل الحيوية (Biosimilars)، بتكلفة استثمارية تقارب 100 مليون دولار.

يقام المصنع على مساحة 10,500 متر مربع باستخدام أحدث تقنيات البناء المعياري، حيث تم تصنيع 85 وحدة إنتاجية مسبقة التجهيز في مصانع شركة Pharmadule Morimatsu السويدية، ما يتيح تنفيذ المنشآت وفقًا لأعلى معايير الجودة والاعتماد الدولي.

ويضم المصنع وحدات إنتاج متكاملة تشمل مراحل الزراعة الخلوية وتنقية البروتينات والتصنيع والتعبئة العقيمة، بما يغطي دورة إنتاج الأدوية الحيوية من الخلية وحتى المنتج النهائي. ويُخصص لإنتاج أدوية لعلاج السرطان، والعقم، وأمراض المناعة والدم، وهو ما سيساهم في تقليل الاعتماد على الاستيراد وخفض أسعار هذه الأدوية محليًا ومتوقع تشغيل المصنع الجديد خلال عام 2025.

مستقبل يُصنع في مصر
تمثل هذه الصروح الصناعية غير المسبوقة شهادة حية على قدرة الدولة المصرية على اقتحام مجالات كانت حكرًا على دول بعينها، وفرض اسمها في صناعات متقدمة تمتد من تكنولوجيا المعلومات والدواء إلى الطاقة والبيئة. ومع دخول هذه المصانع حيّز التشغيل، لا تُعزز مصر فقط قدراتها الإنتاجية، بل تُعيد رسم خريطتها الاقتصادية لتصبح مركزًا إقليميًا للصناعات الحيوية والتقنيات الدقيقة في الشرق الأوسط وأفريقيا.
اقرأ أيضأ.. مصر تنشئ مصنعين لإنتاج البطاطس نصف المقلية بدلًا من تصديرها طازجة