صندوق الاستثمارات العامة السعودي يبدأ بيع صكوك مقومة بالدولار لأجل 7 سنوات

كشفت وثيقة مصرفية نشرتها وكالة “رويترز” اليوم الأربعاء عن بدء صندوق الاستثمارات العامة السعودي، أحد أكبر الصناديق السيادية في العالم، في استقبال عروض لتسويق صكوك مقومة بالدولار الأمريكي لأجل سبع سنوات.
ويأتي هذا الإصدار في إطار استراتيجية الصندوق لتنويع مصادر تمويله وتعزيز مكانته كلاعب رئيسي في الأسواق المالية العالمية.
اقرأ أيضًا: استخراج بدل تالف الهوية الوطنية السعودية عبر أبشر بخطوات بسيطة
سعر التوجيه بإصدار صندوق الاستثمارات العامة السعودي
وأوضحت الوثيقة، التي أصدرها أحد البنوك المنظمة لعملية البيع، أن السعر الاسترشادي الأولي للصكوك تم تحديده عند حوالي 145 نقطة أساس فوق عائد سندات الخزانة الأمريكية ذات الأجل المماثل.
ويعتبر هذا السعر مؤشراً على جاذبية الصكوك للمستثمرين، حيث يعكس توازناً بين العائد المتوقع والمخاطر المرتبطة بالاستثمار في الأسواق الناشئة.
ولم تكشف الوثيقة بعد عن الحجم الإجمالي المتوقع للإصدار، لكن مصادر مصرفية أشارت إلى أن الصندوق يستهدف جمع مليارات الدولارات لدعم مشاريعه الطموحة.
سياق السوق وتحديات الإصدار
يأتي هذا الإصدار في وقت تشهد فيه الأسواق المالية العالمية تقلبات حادة، مدفوعة بشكل رئيسي بالسياسات الاقتصادية التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خاصة فيما يتعلق بفرض رسوم جمركية جديدة.
وكانت “رويترز” قد أفادت الأسبوع الماضي، نقلاً عن مصادر مطلعة، بأن عدداً من جهات الإصدار الخليجية، بما في ذلك صندوق الاستثمارات العامة، تستعد لإطلاق سلسلة من السندات والصكوك على الرغم من هذه التحديات.
وينظر إلى هذه الخطوة على أنها دليل على الثقة الكبيرة التي يتمتع بها الصندوق في قدرته على جذب المستثمرين الدوليين.

دور صندوق الاستثمارات العامة السعودي في الاقتصاد
ويعد صندوق الاستثمارات العامة، الذي تبلغ قيمة أصوله حوالي 925 مليار دولار، العمود الفقري لخطة التحول الاقتصادي في المملكة العربية السعودية، المعروفة بـ”رؤية 2030″.
ويسعى الصندوق إلى تقليل الاعتماد على النفط من خلال الاستثمار في قطاعات متنوعة تشمل التكنولوجيا، السياحة، والطاقة المتجددة.
وتتطلب هذه المشاريع تمويلاً ضخماً، مما يفسر توجه الصندوق نحو الأسواق الدولية عبر إصدارات مثل الصكوك المقومة بالدولار.
ردود فعل المستثمرين والتوقعات
وتشير توقعات المحللين إلى أن الصكوك الجديدة ستلقى إقبالاً كبيراً من المستثمرين، خاصة في ظل التصنيف الائتماني المرتفع للمملكة والسمعة القوية التي يتمتع بها الصندوق.
ومع ذلك، يحذر بعض الخبراء من أن التقلبات في أسعار الفائدة العالمية والتوترات التجارية قد تؤثر على مستويات الطلب.
وفي هذا السياق، يتوقع أن تعتمد البنوك المنظمة للإصدار استراتيجيات تسويقية مكثفة لضمان نجاح العملية.
اقرأ أيضًا: السيولة السعودية تتجاوز 3 تريليونات ريال.. قفزة بنسبة 62% منذ إطلاق رؤية 2030
الخطوات القادمة
ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن التسعير النهائي للصكوك خلال الأيام المقبلة، مع بدء التداول الرسمي في الأسواق الثانوية بعد ذلك بوقت قصير.
وسيكون هذا الإصدار بمثابة اختبار مهم لقدرة الصندوق على المناورة في بيئة اقتصادية معقدة، فضلاً عن تعزيز مكانته كواحد من أكبر المستثمرين المؤسسيين في العالم.