صواريخ أوريشنيك.. نوعية جديدة من الجحيم تعادل القوة النووية تنتجها هذه الدولة لأول مرة
أعلنت روسيا بدء الإنتاج المتسلسل لصاروخها الباليستي الفرط صوتي الجديد “أوريشنيك”، في خطوة وصفت بأنها قد تعيد رسم خريطة الردع العسكري في أوروبا والعالم.
الصاروخ الجديد، الذي يملك قدرات تدميرية تقارب الأسلحة النووية، يمثل طفرة في مجال تكنولوجيا التسليح، ورسالة مباشرة إلى الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في ظل التوترات المتصاعدة في تطور عسكري يحمل دلالات استراتيجية عميقة.
روسيا تبدأ الإنتاج الكمي لصواريخ “أوريشنيك”
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال كلمة ألقاها أمام خريجي الكليات العسكرية، أن صاروخ “أوريشنيك” بات قيد الإنتاج المتسلسل، مشيرًا إلى أنه قادر على الوصول إلى عمق أوروبا بل وحتى الساحل الغربي للولايات المتحدة، بمدى يصل إلى نحو 5500 كيلومتر، حسب تقرير نشره موقع “بيزنس إنسايدر”.
بوتين وصف الصاروخ بأنه “قوة تدميرية تعادل السلاح النووي”، مشددًا على أنه من “شبه المستحيل اعتراضه”، مستشهدًا باستخدامه سابقًا في ضرب أهداف أوكرانية في منطقة دنيبرو في نوفمبر الماضي.
صاروخ لا يمكن مواجهته
ووفق تصريحات سابقة للرئيس الروسي، فإن “أوريشنيك” لا يمكن مجابهته بأي من الوسائل الدفاعية الحالية، ما يجعله أحد الأعمدة الجديدة في منظومة الردع الاستراتيجي الروسي، وورقة ضغط فعالة في ما أسماه بوتين بـ”المبارزة الصاروخية” مع الولايات المتحدة، والتي عرض خلالها اختبار قدرة الصاروخ ميدانيًا ضد الدفاعات الأمريكية.
القدرات التقنية للصاروخ
يُعد “أوريشنيك” من أحدث الأسلحة الفرط صوتية الروسية، وظهر لأول مرة خلال العمليات العسكرية في أوكرانيا عام 2024. الصاروخ يتميز بسرعة مذهلة تصل إلى 10 ماخ، أي ما يقارب 12350 كم/ساعة، ما يجعله صعبًا للغاية على أنظمة الدفاع الجوي الحديثة اعتراضه.
6 رؤوس حربية تضرب أهداف مختلفة
يُعتقد أن الصاروخ مزود بعدة رؤوس حربية (قد تصل إلى ستة)، لكل منها القدرة على اتخاذ مسار مستقل داخل الغلاف الجوي، مما يمكنه من ضرب أهداف متعددة بشكل متزامن أو إحداث دمار شامل في منطقة واحدة.
وقد تم تطوير “أوريشنيك” في معهد موسكو للتكنولوجيا الحرارية، ويُعتقد أنه يستند إلى تصميم صاروخ RS-26 “روبيج” العابر للقارات، والذي تم إيقاف تطويره عام 2018. ويتميز أيضًا بقدرة عالية على المناورة خلال الطيران، ويُمكن تزويده برؤوس تقليدية أو نووية، رغم أن النسخة التي استُخدمت مؤخرًا كانت تقليدية.
نقلة نوعية في تكنولوجيا الأسلحة الروسية
تمثل صواريخ “أوريشنيك” نقلة نوعية في تكنولوجيا الأسلحة الروسية، ليس فقط بسبب سرعتها وقدرتها التدميرية، ولكن أيضًا لتأثيرها العميق في ميزان القوى العسكرية. فبإمكان روسيا إنتاج نحو 25 صاروخًا شهريًا، ما يعزز من قدرة الردع السريع والتكتيكي، ويضع خصومها أمام معضلة استراتيجية جديدة.
روسيا تراهن على الردع التقليدي
في ظل غياب منظومات دفاعية قادرة على مواجهة هذا النوع من التهديد، تجد أوروبا نفسها اليوم في موقع أكثر هشاشة. كما أن دخول “أوريشنيك” إلى الخدمة الفعلية يعزز فرضية انتقال موسكو إلى مرحلة جديدة من الردع تعتمد على “الردع التقليدي فائق السرعة”، أي دون اللجوء إلى النووي ولكن بفعالية تقارب نتائجه.
وبينما تتسابق القوى الكبرى على امتلاك أو مواجهة هذا النوع من الصواريخ، يبدو أن العالم دخل حقبة جديدة من سباق التسلح.
اقرأ أيضاً.. مصر تبدأ تصنيع مقاتلة شبحية من الجيل الخامس مع هذه الدولة الإسلامية| قواعد اللعبة تتغير