صواريخ يوم القيامة.. أقوى 5 باليستيات تهدد أمن الكوكب

أصبحت الصواريخ الباليستية تمثل تهديدًا وجوديًا على مستوى العالم، وذلك في ظل التصعيد النووي المتسارع وتجدد السباق الصاروخي بين القوى العظمى.

هذه الصواريخ لا تحمل فقط رؤوسًا نووية ذات قوى تدميرية هائلة، بل تُجهّز بتقنيات استهداف ذكية، وأنظمة تفادي الاعتراض، ما يجعلها “مفاتيح نسف العالم”.

ويستعرض خاص مصر أقوى خمسة أنظمة باليستية تُعرف اليوم بصواريخ “يوم القيامة”، ومن يملكها وأبرز قدراتها.

أقوى 5 صواريخ باليستية “صواريخ يوم القيامة”

1. الصاروخ الروسي RS‑28 Sarmat .. “روسيا”

تأتي روسيا في المركز الأول بأقوى صاروخ وهو “سارمات” RS‑28 Sarmat .. يُطلق عليه في حلف الناتو اسم “Satan II”، وهو أضخم صاروخ باليستي عابر للقارات عرفه العالم حتى الآن.

تم تطويره ليكون الجيل الجديد من صواريخ الردع النووي الروسي، قادر على حمل ما يصل إلى 10 رؤوس نووية ضخمة أو 15 رأسًا خفيفًا، أو 3 مركبات انزلاقية فرط صوتية من طراز “Avangard” التي يصعب اعتراضها بأي درع صاروخي حالي، وتبلغ سرعته 20 ماخ “20 ضعف سرعة الصوت” بواقع 6800 متر في الثانية.

الصاروخ الروسي سارمات RS-28 Sarmat العابر للقارات

يبلغ مداه نحو 18,000 كلم، ويمكنه الدوران حول القطب الجنوبي لتفادي أنظمة الإنذار المبكر الأمريكية. دخول هذا الصاروخ الخدمة رسميًا عام 2023 أعاد خلط أوراق ميزان الردع العالمي، خصوصًا مع تصاعد التوتر بين موسكو والغرب.

2. Dongfeng DF‑41 .. “الصين”

الصاروخ الباليستي الأبعد مدى في الترسانة الصينية، ويُعد أحد أبرز إنجازات برنامج الردع النووي لبكين. يُقدر مداه بأكثر من 15,000 كلم، ما يتيح استهداف شبه الكرة الأرضية الأخرى في أقل من 30 دقيقة .. ويمكنه حمل حتى 10 رؤوس نووية مستقلة (MIRV)، قادرة على إصابة أهداف مختلفة في آنٍ واحد.

يمتاز هذا الصاروخ بإمكانية إطلاقه من عربات متحركة، ما يصعّب على الخصوم تتبعه أو تدميره قبل الإطلاق. كما يستخدم نظام الملاحة الصيني “BeiDou” لتعزيز دقة الإصابة.

صاروخ DF-41 الصيني النووي بمدى يصل لـ 15 ألف كم

ظهوره العلني في عروض الجيش الصيني كان بمثابة رسالة واضحة بأن بكين تملك الآن قدرة حقيقية على الضرب في عمق أي قارة، بما في ذلك الأراضي الأمريكية.

3. LGM‑30 Minuteman III الولايات المتحدة

يُعد Minuteman III العمود الفقري لقوة الردع النووي البرية للولايات المتحدة منذ سبعينيات القرن الماضي، وما زال قيد الخدمة بفضل سلسلة تحديثات دقيقة.

يمكنه حمل رأس نووي واحد أو عدة رؤوس صغيرة، ويصل مداه إلى 13,000–14,000 كلم. سرعته تبلغ نحو 24 ماخ، ما يعني أنه يقطع قارة كاملة في أقل من 30 دقيقة.

صاروخ أمريكا الباليستي Minuteman III

ورغم قدم تصميمه، إلا أن تطوير أنظمة التوجيه، والدقة العالية، يجعل منه صاروخًا مميتًا، وواحدًا من أكثر الأسلحة موثوقية في تاريخ الترسانة النووية الأمريكية. وهناك برنامج بديل قيد التطوير حاليًا تحت اسم “Sentinel”.

تمتلك أمريكا ترسانة صواريخ “Minuteman III” تصل إلى 400 صاروخ موزعة على عدة مناطق في شرق وغرب الولايات المتحدة.

4. DF‑31 الصين

تُعد النسخة المطوّرة من DF‑31 نقلة نوعية في قدرة الصين النووية المحمولة برًا. يتمتع بمدى يتجاوز 13,000 كلم، وقادر على حمل رؤوس نووية متعددة، مع قدرة على إطلاقه من عربات متحركة، مما يمنحه قدرة على البقاء والتحرك داخل عمق البلاد.

الصاروخ مزوّد بنظام ملاحة فضائي دقيق، ويعتمد على توقيت متزامن مع شبكة الأقمار الصناعية الصينية، ويزن حوالي 54 طنًا، ويمتاز بسرعة تصل 8.16 كم في الثانية.. وقادر على حمل رأس نووي واحد أو عدة رؤوس صغيرة دقيقة.

صواريخ باليستية عابرة للقارات
صاروخ DF-31 الصيني الباليستي العابر لللقارات

وتسعى بكين من خلال هذا الصاروخ إلى توسيع دائرة الردع الاستراتيجي دون الدخول في سباق تسلح صريح مع الولايات المتحدة، لكنها في الوقت نفسه تلوّح للعالم بقدرتها على الرد الساحق.

5. Hwasong‑17 كوريا الشمالية

هو أضخم صاروخ باليستي طوّرته كوريا الشمالية حتى اليوم، وكشفت عنه في استعراض عسكري عام 2020، ثم أُجري عليه أول اختبار ناجح عام 2022.

يقدر وزنه بأكثر من 100 طن، ويستخدم وقودًا سائلًا في مرحلتين. وبحسب تقديرات أمريكية ويابانية، يمكن لهذا الصاروخ أن يضرب أي نقطة في الأراضي الأمريكية، وقد يكون قادرًا على حمل رؤوس نووية متعددة.

Hwasong‑17 صاروخ كوريا الشمالية الباليستي

تعكس Hwasong‑17 طموح كوريا الشمالية إلى امتلاك قدرة ردع عابر للقارات، رغم العقوبات الدولية والعزلة الاقتصادية، وتُعد تطويراته تهديدًا مباشرًا للاستقرار في شرق آسيا والعالم.

صواريخ يوم القيامة.. خطورة هذه الأسلحة على أمن الكوكب

تستطيع تلك الصواريخ أن تصل أي مكان في الكرة الأرضية في زمن قليل جداً لا يتجاوز 40 دقيقة، بمدى فائق قادر على تهديد أي بقعة على الأرض.

فجميعها قادرة على الوصول لأي مكان في العالم، ما يجعلها أدوات ردع استراتيجية لا مثيل لها.

ويمكنها حمل رؤوس متعددة مما يسمح بإصابة أهداف متعددة في ضربة واحدة، مما يقلل من فرص اعتراض الاعتراضات المضادة.

كما أنها تعمل وفقاً لأنظمة التوجيه الذكي والدقة المتقدمة خصوصًا مع استخدام النظامBeiDou  في الصين، وأنظمة INS + GNSS في الولايات المتحدة.

ولدى جميع تلك الصواريخ قدرة فائقة على المناورة، مثل الحال في الصاروخ الروسي سامارات الذي يحمل مُنزلقات Avangard مما يجعل من الصعب اعتراض RS‑28 ، كما أن تقنيات الردع الصينية تطورت بتكامل الأقمار الصناعية وأجهزة الاستشعار لتحسين دقة الاستهداف.

الدول المالكة .. وهل يمكن تصديره؟

تحتفظ الدول العظمى الكبرى بحق الانتفاع وحدها بتلك القوة الهائلة دون تصديرها لأي دولة أخرى حتى لو كانت صديقة، وتعد روسيا الدولة الوحيدة المالكة والمصنعة لـ RS‑28 Sarmat كأقوى صاروخ باليستي في العالم.

كما تمتلك الصين DF‑41  وDF‑31/31A، بخزائن متزايدة من الصواريخ.

وتمتلك الولايات المتحدة Minuteman III في سباق التسلح العسكري مع المعسكر الشرقي.

فيما تمتلك كوريا الشمالية الصاروخ الباليستي Hwasong‑17 .. رغم نقص المعلومات الرسمية، إلا أنه يُعد الدرع النووي الأكثر تطورًا لديها.

صواريخ قادرة على إنهاء الحياة بالكامل

هذه الصواريخ تُمثّل أقوى أدوات الردع النووي في العالم، لنطاقها الهائل وميزاتها التقنية، وقدرتها على إشعال مواجهة شاملة في لحظات، كما أنها قادرة على الوصول لأي هدف حول الأرض، مما يمكنها من إنهاء الحياة بالكامل إذا ما قررت الدول المالكة الدخول في حرب بها.

لذلك فالسيطرة عليها ليست فقط بيد الدول المالكة، بل ترتبط بتوازن دقيق في العلاقات العالمية، الاتفاقات النووية، وتنظيم الاستثمار في الدفاعات المضادة.

اقرأ أيضاً.. صفقة دفاع جوي أمريكية لمصر بـ4.67 مليار دولار تعزز العلاقات مع واشنطن وتقلق إسرائيل

زر الذهاب إلى الأعلى