صيانة طائرات المستقبل.. توقعات بارتفاع التكاليف لـ 120 مليار دولار بحلول 2035

توقعت دراسة جديدة لشركة “أوليفر وايمان” الاستشارية أن ترتفع تكاليف الصيانة والإصلاح والعمرة (MRO) للطائرات العسكرية بشكل ملحوظ خلال السنوات القادمة، مدفوعة بتزايد الاعتماد على الطائرات المتطورة في الأساطيل الجوية حول العالم.

صيانة طائرات المستقبل ترتفع لـ 120 مليار دولار بحلول 2035

وتشير التقديرات إلى أن هذا القطاع يصل إلى نحو 97 مليار دولار في 2025، قبل أن يرتفع تدريجيًا ليبلغ ما يقرب من 120 مليار دولار بحلول عام 2035، بنمو سنوي يُقدّر بـ1.8%، قابلة للزيادة.

المقاتلات الشبحية تتسبب في زيادة الإنفاق بشكل غير مسبوق

يُعد الانتشار المتسارع لطائرات مثل F-35 من أبرز العوامل وراء هذا الارتفاع، إذ تتطلب هذه المنصات الشبحية المتقدمة قدرًا أكبر من الصيانة بسبب أنظمتها البرمجية المعقدة، ومحركاتها المتطورة، وموادها الخاصة.

وبحسب التقرير، فإن طائرات F-35، التي تم تسليم أكثر من 1170 منها عالميًا، ستُشكّل 9.5% من إجمالي نفقات الصيانة العسكرية عالميًا بحلول 2035، رغم أنها لا تزال تمثل نسبة صغيرة من الأساطيل.

صيانة طائرات المستقبل
أعمال الصيانة للمقاتلة الأمريكية F-35

الجيل السادس: تعقيد أكبر وتكلفة أعلى

تعمل الولايات المتحدة على تطوير طائرات جيل سادس مثل B-21 Raider وF-47، إلى جانب مشروع “طائرات القتال التعاوني” التي ستُحلّق إلى جانب المقاتلات المأهولة. ويرى التقرير أن هذه البرامج المستقبلية، إلى جانب توجه أوروبا وآسيا نحو مقاتلات متقدمة مماثلة، ستدفع بالميزانيات نحو مزيد من الضغوط، ما يتطلب دراسة جادة لتكاليف دورة حياة هذه الطائرات، وليس فقط تكلفة الشراء.

الطائرات المسيّرة.. نمو في العدد والعبء اللوجستي

ارتفع عدد الطائرات بدون طيار في الأساطيل الجوية الكبرى بمقدار 350 خلال السنوات الخمس الأخيرة، ليصل إلى أكثر من 1400 طائرة. ويتوقع التقرير أن يتضاعف العدد خلال العقد القادم ليصل إلى 3460 طائرة.

وبالرغم من أن هذه الطائرات غالبًا ما تُعد أقل تكلفة من نظيراتها المأهولة، إلا أن صيانتها آخذة في الارتفاع بوتيرة أسرع، خصوصًا مع تطورها تقنيًا واندماجها في المهام القتالية المعقدة.

اقرأ أيضاً: فيديو ثانيتان يفضح شبكة الدفاع الجوي للمفاعل “نطنز” في إيران

ارتفاع نسبة الطائرات المعقدة بحلول 2035

تشير البيانات إلى أن الطائرات المعقدة، بما في ذلك منصات مثل A400M وطوافات NH90، تشكّل حاليًا 11% من إجمالي الأساطيل العسكرية، ومن المتوقع أن ترتفع هذه النسبة إلى 17% في غضون عقد. كما ارتفعت حصة هذه الطائرات من ميزانيات الصيانة في جيوش الناتو من 16% حاليًا إلى 26% متوقعة في 2035.

إشكالية سلاسل التوريد قطع الغيار القديمة .. أزمة صامتة تهدد الجاهزية

أبرز التقرير مشكلة نضوب قطع الغيار للطائرات القديمة، مثل B-52، محذرًا من أن استمرار الاعتماد على سلاسل توريد محدودة أو شركات معرضة للإفلاس قد يؤثر بشدة على الجاهزية العملياتية. ودعت الدراسة إلى ضرورة توسعة سلاسل التوريد وتأمين بدائل فعّالة لضمان الاستدامة.

بين الشركات المصنّعة وفرق الصيانة العسكرية .. جدلية التكلفة والبساطة

يطرح التقرير تساؤلًا حول من الأنسب لتنفيذ أعمال الصيانة: هل هي الشركات المصنّعة للطائرات، التي تضمن جودة الخدمة ولكن بتكلفة أعلى؟ أم الاعتماد على الكفاءات العسكرية الداخلية؟ كلا الخيارين يحمل تحديات، ويفرض على الحكومات الموازنة بين الجاهزية والتكلفة.

تقليص ساعات الطيران: مظهر من مظاهر التحديات التمويلية

تُظهر القرارات الأخيرة للقوات الجوية الأمريكية، مثل تقليص ساعات الطيران، محاولات للمواءمة بين تحديث الأسطول وخفض النفقات. غير أن التقرير حذّر من أن التركيز المفرط على التحديث، دون دعم مناسب لجوانب الصيانة، قد يؤدي إلى تراجع القدرة على تنفيذ المهام.

الابتكار العسكري بحاجة إلى موازنات ذكية ومستدامة

أكّد التقرير في نهايته أن الجيوش العالمية ستواجه في السنوات المقبلة معضلة حقيقية بين مواكبة التطور التقني، والحفاظ على جاهزية أساطيلها. ومع التزايد المستمر في تعقيد الطائرات، فإن التخطيط المبكر لبرامج الصيانة والإصلاح والتجديد سيصبح عنصرًا محوريًا في أمن الدول وتفوقها العسكري.

اقرأ أيضًا: هل تفوز مصر بتصنيع أجزاء من “رافال” محليًا أم تتجه لصفقة مقاتلات صينية؟

زر الذهاب إلى الأعلى