ضربات إسرائيل بترت قدمه.. حكاية علي شمخاني مستشار مرشد إيران العائد من الموت

عاد اسم علي شمخاني، أحد أبرز وجوه النظام الإيراني، إلى واجهة الأحداث، بعد أن كشفت وسائل إعلام عبرية عن إصابته بجروح بالغة خلال هجوم نُسب إلى إسرائيل، أُجبر على إثره الأطباء على بتر ساقه اليسرى.
وكانت أنباء أولية قد تحدثت عن مقتله، قبل أن تظهر معلومات جديدة تفيد بأنه نجا من الموت، في واحدة من أكثر الضربات المباشرة التي طالت الحلقة الضيقة المقربة من المرشد الأعلى علي خامنئي.
علي شمخاني ودوره في النظام الإيراني
ووفقًا لتقارير إسرائيلية، يُعتبر شمخاني أحد مهندسي البرنامج النووي الإيراني، ويتمتع بعلاقات واسعة تربطه بقيادات “حزب الله” اللبناني والفصائل العراقية، إلى جانب صلاته الوطيدة بمسؤولين أمنيين روس.
وسبق أن شغل منصب وزير الدفاع، ثم تولى الأمانة العامة للمجلس الأعلى للأمن القومي، وهو المنصب الذي أتاح له الإشراف على ملفات الأمن والسياسة الخارجية والبرنامج النووي الإيراني، قبل أن يُعيَّن مستشارًا أولًا للمرشد خامنئي.
نقله إلى مستشفى تحت حراسة مشددة
مصادر أمنية في طهران أشارت إلى أن شمخاني نُقل إلى مستشفى شديد الحراسة عقب الهجوم، وخضع لعملية جراحية معقدة بُترت خلالها ساقه اليسرى، نتيجة إصابة خطيرة تعرض لها خلال التفجير.
ورغم محاولات التعتيم الإعلامي، أفادت وكالة “نور” التابعة للسلطات الإيرانية، أن حالته مستقرة، بينما شككت مصادر في المعارضة الإيرانية في صحة هذه الرواية، واعتبرتها محاولة لاحتواء آثار الضربة.
علي شمخاني عرّاب البرنامج النووي الإيراني
وفق تقارير يحمل استهداف شمخاني دلالات تتجاوز البعد العسكري، حيث يُنظر إليه كشخصية مركزية في منظومة القرار الأمني الإيراني، وكمخزن أسرار للبرنامج النووي والأنشطة الإقليمية لطهران.
وسبق له أن قاد مفاوضات استراتيجية مع الصين وروسيا، وأشرف على تنسيق عمليات إيرانية واسعة النطاق في العراق وسوريا ولبنان.
علي شمخاني هدف دائم للهجمات الإسرائيلية
وبحسب ما نشره موقع “بحداري حريديم” العبري، فإن الضربة التي أصابت شمخاني تمثل واحدة من أكثر الهجمات تأثيرًا على البنية الأمنية للنظام، نظرًا لمكانته في هرم القيادة، ومعرفته الدقيقة بشبكات التسلح والتهريب والتحالفات السرية لإيران في الخارج.
كان شمخاني مسؤولًا مباشرةً عن الأنشطة ضد إسرائيل، بما في ذلك الهجمات الإرهابية والطموحات النووية، وفق التقرير العبري.
وحتى بعد انتهاء فترة عضويته في المجلس، ظلّ مقربًا جدًا من خامنئي، وعُيّن مستشارًا للأمن القومي.
تصاعد الضربات الإسرائيلية
يُشار إلى أن شمخاني سبق أن نجا من عدة محاولات استهداف، إلا أن العملية الأخيرة حملت طابعًا أكثر دقة، وقد تكون جزءًا من سلسلة عمليات نوعية تستهدف إعادة رسم خارطة النفوذ الإيراني في المنطقة، عبر إضعاف أبرز رموز المشروع الإيراني في الإقليم.
وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل، وتكثيف الأخيرة لضرباتها في سوريا والعراق وداخل الأراضي الإيرانية. ورغم عدم صدور رد رسمي مباشر من طهران، فإن العملية تضع القيادة الإيرانية أمام خيارات صعبة، في وقت تواجه فيه ضغوطًا داخلية وخارجية متزايدة.