ضربة عسكرية أم مفاوضات دبلوماسية.. ما مصير العلاقات بين إيران وأمريكا ؟

كشفت تقارير صحفية في أمريكا أن إدارة ترامب تدرس مقترحا إيرانيا لعقد محادثات غير مباشرة بوساطة من سلطنة عمان في وقت تواصل فيه واشنطن حشد قواتها بالشرق الأوسط.

ونقل موقع “أكسيوس”، عن مصادر مطلعة، بأن البيت الأبيض يدرس بجدية اقتراح إيران لإجراء محادثات نووية غير مباشرة، وذلك في ظل تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران.

وتأتي هذه الخطوة بينما تواصل الولايات المتحدة تعزيز وجودها العسكري في الشرق الأوسط، تحسبًا لأي تصعيد محتمل.

ورغم أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اقترحت مفاوضات مباشرة، إلا أن إيران وافقت فقط على محادثات غير مباشرة بوساطة عمانية، وفق ما نقلته مصادر أمريكية.

انقسام بـ أمريكا حول التعامل مع إيران

ويواجه البيت الأبيض انقسامًا داخليًا بشأن التعامل مع الملف النووي الإيراني، إذ يدفع فريق داخل الإدارة باتجاه استئناف المحادثات باعتبارها وسيلة فعالة للوصول إلى اتفاق، فيما يرى فريق آخر أن هذه المحادثات مضيعة للوقت ويؤيد توجيه ضربات عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وقال مسؤول أمريكي إن الإدارة تلقت خلال عطلة نهاية الأسبوع رد إيران الرسمي على الرسالة التي وجهها ترامب إلى المرشد الإيراني علي خامنئي قبل ثلاثة أسابيع.

وأوضح أن المناقشات لا تزال جارية لاستكشاف الخطوات التالية لتعزيز الثقة وبدء الحوار مع إيران.

أمريكا تحشد قواتها في ظل التصعيد مع إيران

وسط هذه التطورات، أمر وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيغسيث، بإرسال تعزيزات عسكرية إضافية إلى الشرق الأوسط، تشمل حاملة طائرات وسربًا من الطائرات المقاتلة.

ومن المتوقع أن تصل حاملة الطائرات “كارل فينسون” إلى المنطقة فور انتهاء مناوراتها في المحيطين الهندي والهادئ، لتنضم إلى حاملة الطائرات “هاري إس. ترومان” التي تم تمديد بقائها في المنطقة.

وصرّح المتحدث باسم البنتاجون، شون بارنيل، بأن هذه الإجراءات تهدف إلى تعزيز الاستقرار الإقليمي وردع أي تهديد محتمل. وأضاف أن “واشنطن لن تتهاون مع أي تهديد لقواتها أو مصالحها في المنطقة”.

إيران تهدد أمريكا

على الجانب الإيراني، حذّرت طهران من عواقب وخيمة لأي هجوم أمريكي أو إسرائيلي يستهدف منشآتها النووية. وأكد المرشد الإيراني علي خامنئي أن “أي هجوم سيُواجه بضربة انتقامية قاسية”.

من جهته، قال قائد الوحدة الصاروخية في “الحرس الثوري”، أمير علي حاجي زاده، إن لدى الولايات المتحدة قواعد عسكرية تضم 50 ألف جندي في محيط إيران، محذرًا من أن أي هجوم قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة.

بدوره، لوّح مستشار المرشد الإيراني، علي لاريجاني، باحتمالية إعادة النظر في موقف إيران من إنتاج السلاح النووي في حال تعرضها لهجوم أمريكي، مشيرًا إلى أن “فتوى المرشد تحرّم السلاح النووي، لكن إذا أخطأت أمريكا، فقد يطالب الشعب الإيراني بتصنيعه”.

ترقب دولي ومخاوف من اندلاع مواجهة عسكرية

وتراقب القوى الدولية التطورات بحذر، حيث طالبت إيران الوكالة الدولية للطاقة الذرية باتخاذ موقف واضح إزاء التهديدات الموجهة ضدها، بينما دعت الصين إلى استئناف المفاوضات لتسوية الأزمة.

في الوقت ذاته، أفادت تقارير إعلامية إسرائيلية بأن تهديدات الرئيس الأمريكي والتدريبات العسكرية الإسرائيلية قد تكون مؤشرًا على هجوم وشيك ضد إيران، مشيرة إلى أن “الخيار المفضّل لإسرائيل هو عملية عسكرية مشتركة مع الولايات المتحدة”.

وفي ظل هذه الأجواء المتوترة، تبقى الأنظار متجهة نحو المفاوضات النووية وإمكانية تحقيق اختراق دبلوماسي يخفف من حدة الأزمة، أو الانزلاق نحو مواجهة عسكرية قد يكون لها تداعيات خطيرة على المنطقة بأكملها.

اقرأ أيضا

اغتيال حسن بدير.. هل تشتعل الحرب مجددا بين إسرائيل وحزب الله؟

زر الذهاب إلى الأعلى