طرد سفير إسرائيل بإثيوبيا من مقر الاتحاد الإفريقي | شاهد

شهد مقر الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا حادثة لافتة تمثلت في طرد سفير إسرائيل لدى إثيوبيا، أبراهام نغوس، من قاعة “مانديلا” خلال انعقاد الاجتماع السنوي لمناقشة الإبادة الجماعية التي شهدتها رواندا عام 1994.

وبحسب تقارير جاء هذا الإجراء بعد اعتراض عدة دول أفريقية على مشاركة السفير بشكل مفاجئ ودون تنسيق مسبق، مما دفع رئاسة الجلسة إلى تعليق الاجتماع إلى حين مغادرته.

تفاصيل طرد سفير إسرائيل من مقر الاتحاد الإفريقي

في صباح اليوم الاثنين، اجتمع ممثلو نحو أربعين دولة في قاعة “مانديلا” بمقر الاتحاد الأفريقي لإحياء ذكرى الإبادة الجماعية في رواندا.

وبينما كانت المناقشات تسير في مسارها الطبيعي، فوجئ الحضور بظهور السفير الإسرائيلي الذي لم تكن دعوته معروفة لدى معظم الوفود.

سرعان ما عبر عدد من المندوبين عن استيائهم من هذا التمثيل المفاجئ، فتوقف النقاش وتوجهوا إلى رئاسة الجلسة للمطالبة بإخراجه. وبعد لحظات من الجدل، غادر السفير القاعة وسط تصفيق بعض الوفود واحتجاج أخرى.

 

تحقيق إفريقي بعد واقعة طرد سفير إسرائيل

وأعلنت مفوضية الاتحاد الأفريقي فتح تحقيق عاجل لتحديد الجهة التي وجهت الدعوة للسفير نغوس دون علم أغلب الدول الأعضاء.

كما أكدت مصادر دبلوماسية أن نتائج التحقيق قد تؤدي إلى مراجعة آليات دعوة المراقبين مستقبلاً.

وفي بيان مقتضب، أعربت وزارة الخارجية الإسرائيلية عن “أسفها الشديد” لما وصفته بالموقف المتعسف، متهمة بعض الدول بأنها “تتحرك بدافع الكراهية وتخضع لتأثيرات خارجية”.

تجميد منح إسرائيل صفة مراقب بالاتحاد الإفريقي

منذ تأسيسه عام 2002، يمنح الاتحاد الأفريقي بعض الدول والمنظمات صفة “مراقب” تتيح لها حضور الاجتماعات والمشاركة في النقاشات دون حق التصويت.

ونجحت إسرائيل في الحصول على هذه الصفة عام 2021 بعد جهود دبلوماسية مكثفة، في محاولة للتعويض عن النفوذ الفلسطيني المتزايد داخل الاتحاد.

إلا أن قرار المنح واجه اعتراضات واسعة من دول أفريقية اعتبرت أن استمرار الاحتلال للأراضي الفلسطينية يتعارض مع مبادئ ميثاق الاتحاد، وهو ما أدى لاحقًا إلى تجميد مشاركتها.

مواقف الدول الأفريقية

برزت دول مثل الجزائر وجنوب إفريقيا ونيجيريا في مقدمة الرافضين لأي تمثيل إسرائيلي داخل مؤسسات الاتحاد الأفريقي. فقد سبق لها أن قادت تحركات مماثلة لطرد مسؤولين إسرائيليين من فعاليات دولية أخرى، أبرزها طرد شخصية إسرائيلية حاولت دخول قمة الاتحاد في فبراير 2023، ودعمها مسعى إخراج وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة من منتدى الأمم المتحدة لتحالف الحضارات في لشبونة العام ذاته.

وفي المقابل، دافعت دول أخرى مثل المغرب عن منح إسرائيل صفة المراقب، معتبرة أن ذلك يعزز التعاون الاقتصادي والاستثماري بين القارة وإسرائيل.

انقسامات داخل الاتحاد الإفريقي

وفق مراقبون يعكس طرد السفير حجم الانقسامات داخل الاتحاد الأفريقي تجاه الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي، إذ تتقاطع في القارة مصالح اقتصادية واستراتيجيات دبلوماسية مختلفة.

وبينما تسعى بعض الدول لتوسيع علاقاتها مع إسرائيل، يبقى أغلب أعضاء الاتحاد متمسكين بدعم القضية الفلسطينية باعتبارها قضية مركزية.

وقد يدفع هذا الحادث إسرائيل إلى إعادة النظر في أسلوب تحركها داخل الهيئات الأفريقية وتكتيكاتها الدبلوماسية المستقبلية.

 

زر الذهاب إلى الأعلى