طفرة العقارات في دبي تواجه رياحًا معاكسة وسط نمو قياسي

القاهرة (خاص عن مصر)- شهد قطاع العقارات في دبي، أحد أكثر الأسواق ديناميكية ومرونة على مستوى العالم، طفرة غير مسبوقة عام 2024، حيث ارتفعت أسعار العقارات بنسبة 20%. واستمر أفق المدينة في التطور مع تسابق المطورين لتلبية الطلب المتزايد من خلال البدء في مشاريع جديدة يوميًا تقريبًا. ومع ذلك، مع حلول عام 2025، وفقا لتقرير بلومبرج، بدأت تظهر علامات التباطؤ.

المشاريع الجديدة تغذي انتعاشًا تاريخيًا للسوق

تجسد شركة إعمار العقارية، أكبر شركة تطوير عقاري في دبي، التفاؤل الحذر الذي يشكل السوق. أعرب المؤسس والعضو المنتدب محمد العبار عن ثقته في استمرار النمو لكنه حذر من المبالغة في الأسعار، الأمر الذي قد يردع المشترين المحتملين و”يقتل الدجاجة الذهبية”.

تحديات الاستدامة: الإسكان الميسور وتوازن السوق

ما عدد سكان دبي إلى 3.8 مليون نسمة عام 2024، مدفوعًا بتدفق المغتربين الأثرياء ومستثمري العملات المشفرة والأفراد ذوي الثروات العالية الذين يبحثون عن منازل ثانية.

في حين عزز هذا الطلب، إلا أنه أثار أيضًا مخاوف بشأن القدرة على تحمل تكاليف الإسكان. ووفقًا لشركة نايت فرانك – Knight Frank، تقدر قيمة ما يقرب من 20% من منازل دبي الآن بأكثر من مليون دولار، مما أثار جدلاً حول استدامة الطفرة.

تدفع الإيجارات المرتفعة العديد من السكان نحو مشاريع أكثر تكلفة على مشارف المدينة. كما أن اعتماد السوق على المبيعات القائمة على التقسيط قبل البناء يزيد من المخاطر، حيث قد يكافح بعض المشترين لإكمال المدفوعات وسط التضخم العالمي والدولار الأمريكي القوي، مما يجعل عقارات دبي أكثر تكلفة للمستثمرين الدوليين.

اقرأ أيضًا: بعيدًا عن الحرائق.. تزايد المخاطر القاتلة الناجمة عن الدخان

يتوقع الخبراء نموًا معتدلاً في عام 2025

يتوقع خبراء الصناعة اعتدالًا في زيادات الأسعار. وتتوقع شركة نايت فرانك ارتفاع متوسط ​​أسعار المساكن بنسبة 8% في عام 2025، بانخفاض عن الارتفاع المذهل بنسبة 20% في العام السابق. وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن تشهد العقارات الفاخرة نموًا بنسبة 5%، متجاوزة 2% في لندن و3% في نيويورك.

ومع ذلك، فإن سوق العقارات على الخارطة، التي تعتمد على مبيعات ما قبل الإنشاء، تشهد بالفعل تباطؤًا. فقد انخفضت الأسعار المتوسطة لهذه العقارات إلى 1600 درهم إماراتي للقدم المربع من 1700 درهم إماراتي في عام 2023، وفقًا لبيانات من REIDIN.

المطورون يحافظون على التفاؤل وسط مخاطر التنفيذ

على الرغم من هذه التحديات، يظل المطورون متفائلين. باعت شركة SOHO، وهي شركة رئيسية في سوق العقارات في دبي، مؤخرًا 84 شقة من أصل 110 شقق في برج واحد. وسلط الرئيس التنفيذي ساهيل خوسلا الضوء على جاذبية المدينة، مدعومة بمبادرات مثل التأشيرات الذهبية والحوافز الاستثمارية الدولية. وتؤكد استراتيجية خوسلا الحذرة على خطط الدفع للمستخدم النهائي، مما يضمن الاستقرار في الأوقات غير المؤكدة.

ومن المتوقع أن تحقق إعمار، التي تعد مقياسًا رئيسيًا لصحة السوق، أرباحًا قياسية تبلغ 13 مليار درهم إماراتي في عام 2025، ارتفاعًا من 3.8 مليار درهم إماراتي في عام 2021، مع اقتراب مشاريع التطوير الكبرى من الاكتمال.

ومع ذلك، فإن التدفق المستمر للمساكن الجديدة – 588 مشروعًا تضم ​​ما يقرب من 140 ألف منزل تم إطلاقها في عام 2024 – يشكل تحديًا. ويحذر المحللون من أن العرض الزائد قد يخفف من نمو الأسعار في المستقبل.

التنفيذ: أكبر اختبار للسوق

كما أشار العبار، فإن الحجم الهائل للبناء يختبر قدرة الصناعة. من المقاولين إلى المهندسين المعماريين، يتصارع القطاع مع التحديات اللوجستية المتمثلة في تقديم مشاريع طموحة. وصرح العبار قائلاً: “لقد شهدنا عامًا قياسيًا وبصراحة نحن نعاني من ضيق في التنفس”، مؤكدًا على مخاطر الإفراط في التوسع.

في حين يستمر سوق العقارات في دبي في الازدهار، فإن استقراره على المدى الطويل يعتمد على معالجة القدرة على تحمل التكاليف، وإدارة العرض الزائد، وضمان تنفيذ المشاريع بكفاءة. إن قدرة الإمارة على التكيف مع هذه التحديات ستحدد ما إذا كان ارتفاعها القياسي يمكن أن يحافظ على الزخم أم أن الطفرة ستفسح المجال لمسار نمو أكثر اعتدالاً.

زر الذهاب إلى الأعلى