طهران تغازل واشنطن بعرض استقبال مفتشين أمريكيين| هل اقترب الحسم النووي؟

كشفت تقارير صحفية عن عرض جديد قدمته طهران في إطار مفاوضاتها مع واشنطن في سياق المفاوضات الجارية بين البلدين للوصول لاتفاق نووي جديد.

في تطور مفاجئ يعكس مرونة غير مسبوقة، أعلنت طهران اليوم الأربعاء استعدادها لقبول دخول مفتشين أمريكيين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى منشآتها النووية، في حال التوصل إلى اتفاق شامل مع الولايات المتحدة، ما يفتح الباب أمام انفراجة محتملة في المفاوضات النووية المتعثرة منذ سنوات.

تحول لافت في موقف طهران تجاه واشنطن

قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، في تصريح نقله الإعلام الرسمي: “إذا أثيرت قضايا وتم التوصل إلى اتفاق وتم أخذ مطالب إيران في الاعتبار، فإننا سنعيد النظر في احتمال قبول مفتشين أميركيين” من الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ويعد هذا الموقف تحولاً لافتاً من طهران، التي طالما رفضت السماح لأي مفتشين من دول تصفها بـ”المعادية”، مثل الولايات المتحدة، بالدخول إلى منشآتها الحساسة.

وأكد إسلامي أن إيران “رفضت دائماً المفتشين من الدول المعادية الذين تصرفوا دون مبادئ”، مشيراً إلى أن الموقف قابل للمراجعة إذا ما تحققت الشروط الإيرانية.

زيارة الرئيس الإيراني إلى مسقط

يأتي الإعلان الإيراني في وقت يقوم فيه الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان، بزيارة إلى سلطنة عمان، التي تلعب دور الوسيط الرئيسي في المحادثات النووية بين واشنطن وطهران.

وكانت الجولة الخامسة من المحادثات النووية قد اختتمت الجمعة الماضية في العاصمة الإيطالية روما، دون تحقيق تقدم ملموس، لكنها شهدت بحسب مصادر دبلوماسية أجواءً إيجابية نسبياً واستعداداً لمواصلة الحوار.

مخزون اليورانيوم الإيراني يقترب من “الخط الأحمر”

تزامناً مع الموقف الإيراني الجديد، تواصل الدول الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة وإسرائيل، التحذير من تسارع البرنامج النووي الإيراني، وسط تقارير تفيد بأن مخزون طهران من اليورانيوم المخصب يقترب من مستويات تسمح بإنتاج سلاح نووي.

ووفقاً لتقديرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تقوم إيران حالياً بتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60%، وهو ما يفوق بكثير الحد المسموح به في اتفاق 2015 النووي، والبالغ 3.67%. ويعتبر الخبراء أن الوصول إلى نسبة تخصيب 90% يجعل المادة جاهزة لصنع قنبلة نووية.

عرض إيراني لوقف التخصيب مقابل الإفراج عن الأموال

وفي مؤشر آخر على انفتاح طهران على صفقة سياسية، نقلت وكالات أنباء إيرانية عن مصدرين رسميين مقربين من فريق التفاوض، قولهما إن إيران “قد توقف تخصيب اليورانيوم” مؤقتاً، في حال وافقت الولايات المتحدة على الإفراج عن الأموال الإيرانية المجمدة والاعتراف بحق طهران في التخصيب لأغراض مدنية.

وأوضح أحد المصدرين أن التفاهم السياسي المقترح قد يشمل وقف التخصيب لمدة عام، مع إرسال جزء من مخزون اليورانيوم عالي التخصيب إلى الخارج أو تحويله إلى صفائح وقود للأغراض السلمية.

واشنطن تتمسك برفض التخصيب

ورغم التقدم الظاهري، لا تزال فجوة كبيرة تفصل الطرفين. فواشنطن تشدد على أن تخصيب إيران لليورانيوم بأي نسبة أمر غير مقبول، في حين تعتبر طهران أن هذا الحق غير قابل للتفاوض، كونه جزءاً من سيادتها وحقوقها بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.

ورغم ذلك، عبّر مدير الوكالة الذرية غروسي عن تفاؤل حذر قائلاً: “أعتقد أن هناك دائماً حلاً. ليس من المستحيل التوفيق بين وجهتي النظر”.

هل اقترب الاتفاق السياسي بين واشنطن وطهران؟

وفق مصادر مطلعة، فإن المفاوضات المستمرة منذ 12 أبريل/نيسان الجاري، بوساطة عمانية، هي الأعلى مستوى بين الجانبين منذ انسحاب إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي عام 2018.

ولا تستبعد مصادر إيرانية التوصل إلى “تفاهم سياسي مؤقت” يمهد لاتفاق شامل لاحقاً، خصوصاً مع التقارير عن زيارة مرتقبة لمسؤول كبير من الوكالة الذرية إلى طهران خلال الأيام المقبلة، وهو ما يعكس رغبة في مواصلة الحوار.

اقرأ أيضًا: إسرائيليون تضامنوا معهم.. كيف أشعلت صورة “جوعى غزة” الغضب ضد حكومة نتنياهو؟

زر الذهاب إلى الأعلى