طوربيد صيني بالذكاء الاصطناعي.. ثورة الأسلحة تحت الماء وسباق جديد مع أمريكا

واجهت الأسلحة البحرية التقليدية صعوبات متزايدة في التمييز السريع والدقيق بين الأهداف الحقة وأجهزة الخداع، لا سيّما في ظل تقدم الدفاعات السونارية وأساليب التشويش.
فإهدار ذخيرة ثمينة ممنوع في بيئة مراقبة بحرية مشدّدة، والخسارة تعني الإخلال بتوازن النزاع.
طوربيد صيني بالذكاء الاصطناعي.. ثورة جديدة
بالاستفادة من التعاون بين معامل البحث البحري في الصين وشركة بناء السفن، تم دمج نماذج فيزيائية متطوّرة مع التعلم الآلي.
خضع الطوربيد لاختبارات باستخدام بيئات محاكاة لحالات خداع صوتي وفراغات مائية (cavitation)، ما مكّنه من التعرف على الشعاع الصوتي الحقيقي وسط الضوضاء البحرية بسرعة مذهلة قبل بدء الهجوم.
تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في قلب الأسلحة البحرية
تستخدم تقنية ذكاء اصطناعي تحلل إشارات السونار العميقة لتفكيكها إلى مكوّناتها الموجية الأصغر، مما يمكّن الطوربيد من التفريق الفوري بين الجسم الحقيقي ووسائل الخداع.
هذه قدرة تنافس أجهزة استشعار متقدمة، وتوفر للطرف الصيني ميزة تكتيكية حاسمة في خضم الاشتباكات الأحواض المائية.
طوربيد صيني بالذكاء الاصطناعي.. أداء مبشّر ودقة وتمييز فائق
وفقًا للمصادر، تصل دقة الطوربيد في تمييز الأهداف الحقيقية أمام وسائل الخداع إلى أكثر من 80%، ويرتفع معدل الكشف بنجاح على الغواصات الحقيقية إلى أكثر من 92%.
هذه النسب تؤشر إلى قفزة نوعية في التكنولوجيا البحرية الصينية مقارنة بالجيل السابق.

مقارنة مع التقنيات الأمريكية المكافئة
الطوربيد الصيني Yu 6 يُعد مرادفًا أمريكيًا لكيلمارك 48، ويصل سرعته إلى 65 عقدة ومداه إلى 45 كم.
الجيل الأمريكي الأحدث Mk 48 Mod 7 / CBASS يركّز على تقليل التوقيع الصوتي والمقاومة للتشويش، لكنه خضع لتحسينات تدريجية.
في حين أن Yu 6 يتفوق في السرعة، إلا أن Mk 48 يتميز بخبرته التشغيلية الطويلة وقدرته العالية على مواجهة تشويش متزايد.
دلالات استراتيجية وتوجّهات مستقبلية
تحول تكتيكي: دمج الذكاء الاصطناعي في طوربيدات يغلب لن يكون تجاريًا فقط، بل يعيد توزيع أولوية التصميم نحو التمييز الفوري والقرارات الذاتية التكتيكية.
سباق تسلح بحري: الصين لا تتوقف عند طوربيدات؛ بل تطوّر أيضًا مركبات دون طيّار (UUV) قادرة على إطلاق ذخائر بحرية بشكل مستقل
توازن الردع: هذه القدرات تزيد الضغط على الولايات المتحدة لبناء نظم مضادة فاعلة تمكّن من كشف وتحييد الذكاء الاصطناعي في البيئات البحرية المستقبلية.
الطوربيد الصيني المذهل..Yu 6 Heavyweight Torpedo
سرعته تصل إلى 65 عقدة ومداه 45 كم.
يستخدم محرك Otto Fuel II وتوجيهًا هجينًا: صوتي مفعّل وميت (passive/active)، وتوجيه بالسلك بالإضافة إلى خاصية wake homing .
معالج داخلي بسرعة تقريبية لمعالج Intel 80486، ويُستخدم تصميم برمجي ذو هيكلية مفتوحة تُسهّل التحديث المستقبلي.
التطور الجديد Yu 10 Wake Homing Torpedo
يستخدم تكنولوجيا تتعقب موجة الارتطام خلف السفينة لضبط مساره بدقة مثالية، ما يجعله فائق التخصيص للأهداف المتحركة.
يبلغ مداه نحو 50 كم؛ موازي لقدرات Mk 48 Mod 7 الأمريكية.
السرعة الفائقة
مشاريع صينية لتطوير طوربيدات يمكنها توليد حجرة فقاعية حولها لتخفيف الاحتكاك، مشابهًا لتقنية Shkval الروسية، واستخدام الليزر كمصدر دافع لمحركات توربينية تحت الماء.
رغم شكوك بعض الخبراء في قابلية التنفيذ العملي، يمثل ذلك تكنولوجيا طموحة قد تُحدث قفزة سواء في مدى أو تقليل التوقيع الصوتي.
الطوربيد الصيني يضع الولايات المتحدة أمام تحديات جديدة
الطوربيد الصيني الجديد يدخل مجال الأسلحة البحرية بعناصر فريدة: الذكاء الاصطناعي، دقة عالية في التمييز، سرعة تجعل الولايات المتحدة أمام تحديات جديدة.
رغم تفوقه الظاهر في السرعة والدقة، فإن المواجهة الحقيقية ستعتمد على قدرة الطرفين على تطوير تقنيات مضادة، كالتمويه الصوتي، والذكاء الاصطناعي المضاد، وأنظمة حماية الغواصات.
كما أن الصين في صدد فتح فصل جديد من سباق تسلح بحري يمتزج فيه الذكاء الاصطناعي، القوارب الموجّهة ذاتيًا، وتقنيات الدفع الثوري تحت الماء.
اقرأ أيضاً.. بعد نجاحات J-10C أمام رافال.. أذربيجان تطلب 40 مقاتلة JF-17 Block III من الصين وباكستان