طيران طهران بلا أجنحة.. لماذا لم يُشارك سلاح الجو الإيراني في ضرب إسرائيل؟

تتواصل الضربات المتبادلة منذ الجمعة الماضية، إثر هجمات جوية عنيفة نفذتها تل أبيب ضد منشآت نووية وصاروخية وأهداف عسكرية حساسة داخل الأراضي الإيرانية.. في إطار عملية إسرائيل “الأسد الصاعد” والرد الإيراني “الوعد الصادق”.
وعلى الرغم من حجم الرد الإيراني باستخدام الصواريخ والطائرات المسيّرة، يبقى السؤال الأبرز: لماذا غاب سلاح الجو الإيراني عن المعركة؟
إيران تعتمد على الرد الصاروخي بدلاً من سلاح الجو
اعتمدت إيران في ردها حتى الآن على صواريخ باليستية وطائرات بدون طيار وصواريخ كروز، بينما لم تُسجّل أي مشاركة لمقاتلاتها الجوية، وهو ما يعكس تغيرًا جذريًا في العقيدة العسكرية الإيرانية التي باتت تميل أكثر إلى الحرب غير المتماثلة وأسلحة الردع الأرضية.
أسطول متهالك وتقنيات متقادمة
يمتلك سلاح الجو الإيراني نحو 300 طائرة مقاتلة، إلا أن أغلبها يعود إلى حقبتي الستينيات والسبعينيات، ما يجعلها عاجزة عن مجاراة التكنولوجيا الغربية المتطورة.
وتضم التشكيلة الإيرانية مقاتلات أمريكية قديمة من طراز F-4 وF-5، إلى جانب عدد محدود من ميج-29 وسوخوي-24 الروسية، ومقاتلات صينية J-7، ما يجعل قدرة هذا الأسطول على شن هجمات بعيدة المدى أو مواجهة مقاتلات مثل F-35 شبه معدومة.
ضعف إلكتروني وسلاح غير فعال
تعاني المقاتلات الإيرانية من محدودية في أنظمة الرادار والتسليح، حيث تعتمد على رادارات ميكانيكية بدائية سهلة التشويش، كما أن صواريخها الجوية مثل R-27 وAIM-54 فقدت فعاليتها أمام الدفاعات الحديثة، مما يقلل من جدواها في المعارك الجوية المعاصرة.
كثرة بلا قوة
رغم عدد الطائرات الكبير، إلا أن الفاعلية العملياتية محدودة. ويشكّل هذا العدد في الوقت ذاته عبئًا على إسرائيل أو أي خصم محتمل، إذ يتطلب شن ضربات على قواعد جوية متعددة لمنع استخدامها، لكن تآكل قدراتها الفعلية يقلل من قيمتها الردعية.
عقيدة جديدة.. وصعود الصواريخ والمسيّرات
بات الاعتماد الإيراني ينصب على الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، في ظل غياب فاعلية السلاح الجوي التقليدي.
وتُستخدم بعض الطائرات القديمة مثل F-4D/E في مهام بحرية بعد تزويدها بصواريخ كروز، ولكن دورها محدود جدًا في النزاع الحالي.
- مسيرات إيرانية (فرانس برس)
رهان مؤجل على صفقات التسليح
منذ رفع حظر التسليح الدولي عن طهران عام 2020، سعت إيران لتحديث قواتها الجوية، وأبرز صفقاتها المحتملة هي شراء 64 مقاتلة سو-35 من روسيا.
هذه الخطوة، رغم أنها لم تكتمل بعد، قد تشكل تحولًا في ميزان القوى الجوي إذا تحققت.
فجوة ردع جوية تُغري الخصوم
غياب ردع جوي فعال منح خصوم إيران، وعلى رأسهم إسرائيل، ميزة واضحة في التخطيط وتنفيذ هجمات جوية على العمق الإيراني، في ظل ضعف الدفاعات الجوية المحمولة جوًا، والتأخر في إدخال أنظمة رد حديثة.
مستقبل القوة الجوية الإيرانية
يعتمد مستقبل سلاح الجو الإيراني على مدى قدرة النظام على تجاوز العقوبات والعزلة الغربية، والتوصل إلى شراكات تسليحية جديدة تعيد إليه شيئًا من الفعالية.
حتى ذلك الحين، تبقى السماء الإيرانية مفتوحة أمام المقاتلات الغربية المتفوقة، فيما تظل إيران تراهن على الأرض أكثر من الجو في معادلة الردع.
اقرأ أيضاً: هل تتدخل أمريكا في الحرب ضد إيران؟ سيناريو قصف المواقع النووية واحتمالات التصعيد