ظهور رجل بشار الأسد يشعل غضب السوريين من حكومة الشرع.. ما القصة؟

حالة من الجدل والغضب تشهدها مواقع التواصل في سوريا بعد ظهور فادي صقر، القائد السابق لميليشيا “الدفاع الوطني” في دمشق، في واجهة لجنة السلام المدني التي شكلتها حكومة الشرع بهدف تهدئة التوترات الاجتماعية.

ظهور فادي صقر، المتهم بالمشاركة في جرائم حرب خلال حكم الأسد، في مؤتمر رسمي بوزارة الإعلام، فجّرت تساؤلات حادة حول نوايا الحكومة الجديدة، ومدى التزامها بمسار العدالة الانتقالية الذي طالما انتظره السوريون بعد أكثر من عقد من الدمار.

من هو فادي صقر؟

ينحدر فادي صقر من دمشق، وكان أحد أبرز الأذرع الأمنية في العاصمة خلال ذروة قمع الثورة السورية. تولى قيادة ميليشيا “الدفاع الوطني”، الذراع غير النظامية التابعة للنظام، والمسؤولة عن العديد من عمليات القمع والاقتحامات في الأحياء الثائرة.

اسمه ارتبط بعدة انتهاكات خطيرة، أبرزها مجزرة التضامن التي وقعت عام 2013، والتي وثقتها منظمات حقوقية دولية، واعتُبرت واحدة من أبشع جرائم النظام في دمشق. رغم نفيه مسؤوليته عن المجزرة، إلا أن ضغوط الأهالي والمنظمات لا تزال تطالب بمساءلته.

تصريحات مثيرة للجدل لـ فادي صقر

ظهر صقر في تصريحات لصحيفة نيويورك تايمز، قائلاً إنه مستعد للمثول أمام القضاء “في حال توفرت أدلة تدينه”، نافياً أن يكون قد حصل على أي عفو من الحكومة الجديدة، ومُدعياً أنه يعمل بشفافية منذ البداية.

المفارقة أن هذه التصريحات تتناقض مع ما أعلنه عضو لجنة السلم الأهلي، حسن صوفان، الذي قال إن صقر سُلِّم نفسه في إطار ما يُعرف بـ”الاستئمان” وخضع لتحقيق قانوني.

صقر من جهته نفى رواية صوفان، ما كشف تناقضًا داخل مؤسسات الحكومة الجديدة، وأثار شكوكًا حول غياب الشفافية في ملفات العدالة.

انتقادات حقوقية لظهور فادي صقر في لجنة السلام

وفق مراقبون، لم يكن تعيين فادي صقر في لجنة السلام المدني مجرّد قرار إداري، بل حمل رسالة سياسية خطيرة بحسب منظمات حقوقية. فالرجل، بالنسبة لكثيرين، لا يمكن أن يكون جزءًا من أي مشروع مصالحة، لأنه – حسب قولهم – “أحد رموز الإجرام في عهد الأسد”.

وترى منظمة “ملفات قيصر من أجل العدالة” أن مشاركة صقر في أي هيئة رسمية يُعد “إعادة إنتاج لسياسات الإفلات من العقاب”، محذرة من أن التساهل مع المتورطين بجرائم الحرب يقوّض أسس السلام والاستقرار.

غضب في الشارع السوري

ظهور فادي صقر أشعل الغضب بمواقع التواصل الاجتماعي، إذ عبّر كثيرون عن صدمتهم من “تبييض صفحة صقر”، خاصة من قبل حكومة يفترض أنها تمثل قطيعة مع ممارسات الأسد.

وتصدر وسم “#فادي_صقر” منصات تويتر وفيسبوك في الداخل السوري ومخيمات الشتات، حيث تفاعل مئات الناشطين والمواطنين السوريين مع القضية.

كتب أحد المغردين: “فادي صقر يشارك في لجنة السلم الأهلي؟ هذا مثل تعيين الجلاد في هيئة الدفاع عن الضحايا”. وقال آخر: “إذا كانت هذه هي المصالحة، فهل يعني أن بشار الأسد نفسه قد يعود باسم جديد؟”.

أول تعليق من حكومة الشرع

تجد حكومة الرئيس أحمد الشرع نفسها اليوم أمام أول اختبار حقيقي لمصداقية مشروع العدالة الانتقالية الذي وعدت به السوريين. فبين ضغوط الداخل من جهة، والحاجة إلى استقرار مؤسسات الدولة من جهة أخرى، يبدو أن شرعية الحكومة بدأت تتآكل مع كل خطوة يُنظر إليها على أنها مكافأة لرموز النظام السابق.

في المقابل، دافع بعض أعضاء الحكومة عن الخطوة باعتبارها “جزءًا من سياسة الاستيعاب المرحلي”، لكنهم لم يقدموا إجابات شافية حول مصير التحقيقات في الجرائم التي يُتهم بها صقر وآخرون.

اقرأ أيضا.. جولة سادسة من المفاوضات النووية.. هل تنجح عُمان في إنهاء التوتر بين أمريكا وإيران؟

زر الذهاب إلى الأعلى