عام على طوفان الأقصي.. كيف تؤثر حرب غزة على الاقتصاد المصري ؟
كان للحرب المستمرة التي تشنها إسرائيل ضد غزة والذي اندلع في أكتوبر 2023، تأثيرات كبيرة تتجاوز حدود غزة، وفقا لتقرير نشره موقع فويس أوف أمريكا، خاصة بالنسبة لمصر جارتها، التي فرضت الحرب عليها أعباءً اقتصادية وسياسية.
يستكشف تقرير خاص عن مصر، كيف أن الحرب جعلت مصر توازن الأدوار الدبلوماسية مع الضغوط على اقتصادها واستقرارها.
دور مصر في الوساطة
ظلت مصر منذ فترة طويلة لاعب دبلوماسي رئيسي في الشرق الأوسط، وقد أعادها الصراع في غزة مرة أخرى إلى دائرة الضوء. ووفقاً لسعيد صادق، أستاذ دراسات السلام وحقوق الإنسان في جامعة مصر اليابانية في الإسكندرية، لعبت مصر دوراً محورياً كوسيط بين إسرائيل وحماس. ويؤكد صادق أن مصر، إلى جانب قطر والولايات المتحدة، كانت فعالة في جهود الوساطة، حتى لو كانت هذه الجهود قد لاقت نجاحاً متبايناً.
أقرا أيضا.. تفاصيل جديدة حول ضربة صاروخية روسية على سفينة حبوب متجهة إلى مصر
ومن الناحية السياسية، سلط الصراع الضوء على الدور المصري كقوة معتدلة في الشرق الأوسط، كما أوضح صادق. وأشار إلى أنه كلما جرت مفاوضات، كانت مصر تُدعى باستمرار للتوسط.
التحديات الاقتصادية تزداد سوءًا
أثرت الحرب أيضًا بشدة على الاقتصاد المصري. يشير بول سوليفان، وهو محلل للشرق الأوسط مقيم في واشنطن، إلى أن مصر تتعرض للضغط بسبب الصراع. ورغم المساعدات المالية الدولية من مجلس التعاون الخليجي وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
تعثرت ارباح مصر نتيجة للاضطرابات في قناة السويس، أحد الشرايين الاقتصادية الرئيسية. وبحسب سعيد صادق، تأثرت الملاحة في البحر الأحمر بالهجمات التي شنتها قوات الحوثيين في اليمن، مما أدى إلى انخفاض حاد في عائدات قناة السويس. فقناة السويس، التي كانت تولد ذات يوم 10 مليارات دولار سنويا، لا تجلب الآن سوى 3 مليارات دولار فقط – وهو انخفاض مذهل بنسبة 70٪.
أمن الطاقة في خطر
يهدد الصراع أيضا أمن الطاقة في مصر. في الواقع، رفعت الحكومة المصرية بالفعل أسعار البترول والغاز الطبيعي مرتين عام 2024، حيث بلغت كل زيادة 15٪. وارتفع معدل التضخم الإجمالي في البلاد إلى 25٪، حيث يعزو الخبراء الكثير من التضخم إلى الحرب الجارية في غزة.
إن قرب مصر من الصراع في غزة جعلها لاعباً دبلوماسياً حاسماً وخاسراً اقتصادياً ضعيفاً. وفي حين تحظى جهودها في الوساطة بالاحترام على المستوى العالمي، فإن التداعيات الاقتصادية – وخاصة من الاضطرابات في قناة السويس والتهديد لإمدادات الطاقة – تركت البلاد تكافح. ومع ارتفاع التضخم وانخفاض عائدات السياحة، فإن تأثير الحرب على مصر هو تذكير صارخ بكيفية انتشار الصراعات الإقليمية إلى الخارج، مما يؤثر على الدول خارج حدودها.