مصر تستقبل 8.7 مليون سائح في 6 أشهر وتتوقع تحقيق هذا الرقم بنهاية العام

كشفت مؤشرات رسمية صادرة عن وزارة السياحة أن مصر استقبلت نحو 8.7 مليون سائح خلال النصف الأول من عام 2025، محققة نموًا بنسبة تقترب من 24% مقارنة بنفس الفترة من عام 2024، والتي شهدت استقبال نحو 7 ملايين سائح.
انتعاشة قوية وتحسّن مستمر
يمثل هذا النمو استمرارًا للانتعاشة السياحية التي بدأتها مصر منذ 2022، مدفوعة بتوسيع شبكة الطيران، وزيادة الطاقة الفندقية، وافتتاح مشروعات جذب كبرى مثل المتحف المصري الكبير، ومطار العاصمة الدولي، ومناطق سياحية جديدة مثل مدينة رأس الحكمة.

وبحسب الأرقام، فإن الربع الأول وحده من 2025 سجّل نحو 3.9 مليون سائح، بنمو 25% مقارنة بالربع الأول من العام السابق، في حين تواصل الأداء الإيجابي خلال الربع الثاني بنفس الوتيرة تقريبًا.
نحو رقم تاريخي جديد في نهاية 2025
يتوقع الخبراء أن يتجاوز عدد السياح الوافدين إلى مصر 18 مليون سائح بنهاية 2025، ليكون بذلك أعلى رقم يتم تسجيله في تاريخ السياحة المصرية، متفوقًا على الرقم القياسي السابق في 2024 والذي بلغ 14.9 مليون سائح، وكذلك على رقم 2010 الذي سجّل 13.1 مليون سائح.

ويُشير الأداء الحالي إلى إمكانية تحقيق هذا الرقم، لا سيما مع ارتفاع حجوزات موسم الشتاء، وتوسيع خطوط الطيران المباشر من أسواق مثل ألمانيا وروسيا ودول الخليج، بالإضافة إلى التوسع في سياحة المؤتمرات وسياحة المدن الجديدة مثل العاصمة الإدارية.
30 مليون سائح في الأفق
وتأتي هذه الأرقام في سياق خطة مصرية طموحة تهدف إلى جذب 30 مليون سائح سنويًا بحلول عام 2030، من خلال تطوير البنية التحتية، وتحسين بيئة الاستثمار السياحي، وتعزيز الترويج الخارجي.
اقرأ أيضا.. مدن الإماراتية تزيح الستار عن شعار مدينة “رأس الحكمة” الجديدة.. شاهد
إيرادات متصاعدة من النقد الأجنبي
لا تقتصر أهمية الأرقام المسجلة في عدد الزوار على الجانب السياحي فقط، بل تنعكس بشكل مباشر على الاقتصاد المصري، حيث تُعد السياحة واحدة من أهم مصادر النقد الأجنبي للبلاد.
ففي عام 2023، حققت السياحة المصرية إيرادات بلغت 13.6 مليار دولار، بحسب بيانات البنك المركزي، وسط توقعات بأن تتجاوز 15 مليار دولار خلال عام 2025 في حال استمرت المؤشرات الحالية على نفس الوتيرة.

وتسعى الحكومة إلى زيادة متوسط إنفاق السائح اليومي ليصل إلى ما بين 150 إلى 200 دولار، مقارنة بالمعدل الحالي البالغ نحو 100 دولار، من خلال تحسين جودة الخدمات الفندقية، وتوسيع أنشطة الترفيه والسياحة الثقافية.
مساهمة مباشرة في الناتج القومي
تُسهم السياحة بما يتراوح بين 11% إلى 12% من الناتج المحلي الإجمالي بشكل مباشر وغير مباشر، وفقًا لتقديرات وزارة التخطيط، وهو ما يجعلها ركيزة أساسية في دعم الاقتصاد الوطني.
كما تُعد السياحة ثاني أكبر مصدر للنقد الأجنبي بعد تحويلات المصريين بالخارج، متقدمة في بعض السنوات على قناة السويس والصادرات السلعية، ما يجعلها أحد الأعمدة الرئيسية في تأمين الاحتياجات الاستراتيجية من العملة الصعبة.