قاعدة عسكرية روسية في السودان.. هل يعيد بوتين رسم خريطة النفوذ في إفريقيا؟

أعلنت روسيا والسودان الأربعاء عن تدشين مرحلة جديدة في العلاقات الثنائية من خلال التوصل إلى تفاهم كامل بشأن إنشاء قاعدة عسكرية بحرية روسية في مدينة بورتسودان، بعد سنوات من المفاوضات المتعثرة بسبب الأوضاع السياسية غير المستقرة في السودان.

توسيع النفوذ الروسي في البحر الأحمر

وبحسب تقارير فإنَّ الاتفاق الجديد، الذي لم تتبلور ملامحه النهائية بعد، يتيح لروسيا حرية أوسع في الحركة البحرية في البحر الأحمر، مع منحها الحق في نشر 300 عسكري وأربع سفن حربية في القاعدة.

في المقابل، ستقدم موسكو دعمًا عسكريًا للجيش السوداني يشمل أسلحة ومعدات حربية لتطوير قدراته الدفاعية.

إعلان رسمي في موسكو

وجاء الإعلان عن هذا التطور على لسان وزير الخارجية السوداني علي يوسف الشريف عقب محادثات أجراها مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو.

وأكد الشريف للصحافيين أن السودان وروسيا اتفقا على جميع تفاصيل إنشاء القاعدة البحرية الروسية، مشيرا إلى أن التفاهم المتبادل بات شاملا رغم تحفظه على ذكر تفاصيل الاتفاق.

لافروف يتجنب الحديث عن القاعدة

من جانبه، تجنب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الخوض في تفاصيل القاعدة العسكرية خلال المؤتمر الصحفي المشترك، مشيرا إلى أن المحادثات ركزت بشكل خاص على تطورات الحرب الدائرة في السودان.

وقال لافروف إن استقرار الوضع في السودان سيوفر الظروف الملائمة لمزيد من تطوير العلاقات الثنائية، مع إعطاء أولوية لدعم تطوير قاعدة الموارد المعدنية في البلاد.

وأوضح لافروف أن نظيره السوداني أبلغه بإقرار القيادة السودانية مؤخرا خريطة طريق تهدف لتحقيق التوافق الوطني في البلاد، مشددا على أهمية إنهاء العمليات العسكرية وإطلاق حوار وطني شامل يضم جميع القوى السياسية والعرقية والطائفية.

 8 سنوات مفاوضات بين روسيا والسودان

تاريخ المفاوضات حول القاعدة الروسية في بورتسودان يعود إلى عام 2017، عندما زار الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير موسكو، حيث تم الاتفاق مبدئيا على إنشاء القاعدة. إلا أن هذا الاتفاق لم يصادق عليه رسميا في السودان، بينما سارعت موسكو إلى تمريره في مجلس الدوما الروسي لضمان قوته القانونية.

وفي عام 2021، وبعد إعلان الخرطوم تجميد العمل بالاتفاقية، كثفت موسكو جهودها لتحويل الوثيقة إلى اتفاق ملزم عبر سلسلة من الخطوات الدبلوماسية والعسكرية شملت زيارات رفيعة المستوى بين الجانبين، كان أبرزها لقاءات جمعت وفودا عسكرية من روسيا والسودان في كل من الخرطوم وموسكو.

نفي الشائعات حول رفض السودان للاتفاق

في ديسمبر الماضي، وصفت السفارة الروسية في الخرطوم تقارير إعلامية تحدثت عن رفض السودان استضافة مركز لوجستي للبحرية الروسية بأنها كاذبة، مشددة على أن الموضوع لا يزال قيد النقاش والتفاهم.

وفي يونيو 2023، أكد السفير السوداني لدى روسيا التزام بلاده بتنفيذ مشروع القاعدة البحرية الروسية نافيا أي تراجع عن الاتفاق رغم التقلبات السياسية التي شهدتها البلاد.

مصادقة روسية رغم تجميد السودان للاتفاق

عقب تجميد الاتفاقية من قبل السلطات السودانية في 2021، أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإحالة الاتفاق إلى مجلس الدوما للتصديق عليه رسميا، في خطوة عكست إصرار موسكو على المضي قدما في تنفيذ مشروع القاعدة رغم التحفظات السودانية آنذاك.

دور القاعدة في تعزيز النفوذ الروسي بالمنطقة

يتوقع أن تلعب القاعدة الروسية في بورتسودان دورا محوريا في تعزيز النفوذ العسكري الروسي في منطقة البحر الأحمر التي تشهد تنافسا دوليا متزايدا نظرا لأهميتها الاستراتيجية في حركة التجارة والطاقة العالمية. وفي المقابل، سيوفر الاتفاق للسودان دعما عسكريا واقتصاديا في ظل أوضاعه الداخلية المتقلبة.

هل يزور الرئيس بوتين بورتسودان؟

وفق تقارير ففي وسط هذه التطورات، تبرز تساؤلات حول احتمال قيام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بزيارة رسمية إلى بورتسودان لتدشين المرحلة الجديدة من التعاون العسكري بين البلدين في خطوة قد تحمل رسائل سياسية قوية لدول المنطقة والمجتمع الدولي.

اقرأ أيضًا: التهجير خط أحمر.. القاهرة تفرض شروطها للموافقة على زيارة السيسي لواشنطن

زر الذهاب إلى الأعلى