على خطى واشنطن وباريس.. إيطاليا تدرس دخول نادي حاملات الطائرات النووية

في تحول لافت ضمن العقيدة العسكرية الإيطالية، كشف رئيس أركان البحرية، الأدميرال إنريكو كريديندينو، أن القوات البحرية تدرس إمكانية الحصول على أول حاملة طائرات تعمل بالطاقة النووية في تاريخ البلاد.

يأتي هذا التحرك ضمن خطة استراتيجية موسّعة تهدف إلى مواجهة التحديات البحرية المتزايدة، خاصة في ظل تنامي أهمية قدرات الدفاع السيبراني والتعامل مع التهديدات المرتبطة بالطائرات بدون طيار، التي تتطلب أنظمة دفع قادرة على توفير طاقة عالية ومستمرة.

إيطاليا تدرس إنتاج حاملة الطائرات النووية بالتعاون مع دول أوروبا

يبقى مدى قدرة الصناعة الإيطالية على إنتاج حاملة طائرات نووية موضع تساؤل، خاصة في ضوء التجربة الأوروبية الوحيدة السابقة، وهي حاملة الطائرات الفرنسية “شارل ديغول”، التي واجهت مشكلات تقنية كبيرة وتجاوزات في الميزانية.

وبالنظر إلى أن إيطاليا لا تملك قاعدة صناعية نووية متطورة، يُتوقع أن تعتمد على دعم خارجي واسع، لا سيما من فرنسا أو الولايات المتحدة، في حال المضي قدمًا في المشروع.

ورغم أن المشروع لا يزال في مراحله الأولية من التصميم والتقييم، إلا أنه يتماشى مع توجهات إيطاليا لزيادة القدرة على الانتشار العالمي، ورفع الجاهزية العملياتية، وتعزيز التنسيق مع الحلفاء ضمن مسارح عمليات مشتركة ومتعددة.

من المحيط الأطلسي إلى الهادئ: تحوّل في الأولويات الجيوسياسية

تأتي هذه الخطط في سياق إعادة تموضع استراتيجي أوسع تتصدره إيطاليا في أوروبا، حيث توجهت القوات المسلحة الإيطالية نحو تعزيز وجودها العسكري في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

ففي أغسطس 2023، نفذت روما أول عملية نشر لطائرات F-35 في اليابان، تلتها في أغسطس 2024 عملية نشر ثانية شملت ثماني مقاتلات F-35B على متن حاملة الطائرات “كافور” في جولة بالمحيط الهادئ.

وقد رافقت هذه التحركات زيارات دبلوماسية رفيعة، حيث صعد وزير الدفاع الإيطالي جيدو كروسيتو على متن الحاملة “كافور” في اليابان، مؤكدًا على التكامل العملياتي مع القوات اليابانية.

وأشار إلى أن هذه المناورات لا تهدف إلى توجيه رسائل إلى دول بعينها، لكن محللين يرون أن الصين وكوريا الشمالية هما المستهدفتان ضمنيًا من هذا الانتشار، في ظل غياب القوات الغربية عن أراضيهما.

حاملات الطائرات النووية حول العالم: احتكار محدود وطموحات متزايدة

حتى الآن، لم تنتج حاملات طائرات نووية سوى الولايات المتحدة وفرنسا، وتعمل باريس على الانتهاء من تصنيع حاملة الطائرات النووية الفرنسية PA-Ng .. بينما لم تكتمل حاملة “أوليانوفسك” السوفيتية قبل انهيار الاتحاد السوفيتي.

وتُعد الصين أبرز دولة تسعى حاليًا لدخول هذا النادي، إذ يُتوقع أن تبدأ في نشر حاملات نووية عملاقة بحلول ثلاثينيات القرن الجاري.

أما روسيا، ورغم تقديمها العديد من التصاميم، لم تموّل أي مشروع ججديد في هذا الإطار.

في الوقت ذاته، تمتلك قوى كبرى أخرى مثل بريطانيا والهند غواصات نووية، لكنها لم تتجه إلى حاملات الطائرات العاملة بهذا النظام، ويرجّح أن تكون كلفة الإنتاج والصيانة المرتفعة من بين أهم العوائق، رغم الميزات التشغيلية الكبيرة، مثل القدرة على تشغيل أنظمة متقدمة والبقاء في المهام الطويلة دون الحاجة للتزود بالوقود.

اقرأ أيضاً.. الشرق الأوسط على وشك الاشتعال.. ضربة جوية إسرائيلية ضد إيران تلوح في الأفق

زر الذهاب إلى الأعلى