على غرار النظام السوري.. الدعم السريع يلجأ للمخـ درات لتمويل الحرب بالسودان
يشهد إقليم دارفور غرب السودان، تصاعدًا ملحوظًا في زراعة نبات المخـ درات المعروف بـ “البنقو”، وسط انتشار عمليات التوزيع والتسويق داخل المدن التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.
وقد أكدت مصادر مطلعة، أن بعضَ تجار المخدرات في السودان انضموا إلى قوات الدعم السريع، وأصبحوا يمارسون نشاطهم تحت حماية مسلَّحة، كما تحول بعض أفراد الشرطة السابقين إلى تجارة وزراعة “البنقو”.
انتشار علني للمخدرات في السودان
أصبح مُروِّجو ومتعاطو المخدرات في السودان يمارسون نشاطهم بصورة علنية في مدن مثل نيالا والضعين، وفقًا لتقارير ميدانية. وتشير المصادر إلى أن الأمر ذاته يجري في مناطق سيطرة الدعم السريع في الخرطوم والجزيرة، وإن كان بنسبة أقل في مناطق سيطرة الجيش السوداني، خصوصًا في مدينة أم درمان.
المخدرات كمصدر لتمويل الحرب في السودان
يرى مراقبون أن توسع زراعة المخدرات وانتشار توزيعها في أنحاء واسعة من البلاد، يعزز من فرضية دخولها ضمن موارد تمويل الحرب الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
تضاعف المساحات المزروعة
وفق وسائل إعلام، أكد ضابط شرطة سابق في مكافحة المخدرات، أن المساحات المزروعة بحشيش “البنقو” في منطقة الردوم جنوب ولاية جنوب دارفور، قد تضاعفت خلال الأشهر الماضية.
وأشار إلى أن شرطة الولاية كانت تُقدر المساحة المزروعة في عام 2022 بحوالي 20 ألف فدان، لكنها زادت بشكل ملحوظ بعد انسحاب قوات الشرطة التي كانت تعمل في المكافحة.
تمويل زراعة المخدرات من قبل قادة عسكريين في السودان
كشفت مصادر محلية، عن دخول قادة عسكريين من قوات الدعم السريع في زراعة وتجارة المخدرات، وتسهيل عملية نقلها إلى مناطق التسويق، بما في ذلك المواقع التي يسيطر عليها الجيش. وقد ساهم ذلك في تسهيل عملية نقل المخدرات عبر عربات الدفع الرباعي، بدلًا عن الوسائل التقليدية مثل الدواب والدراجات.
التحول عن الذهب إلى زراعة الحشيش
أفادت مصادر محلية، بأن الحرب الدائرة قد دفعت بعض العاملين في مجال التنقيب عن الذهب إلى ترك عملهم والتحول إلى زراعة “الحشيش”، خاصة خلال فترة الخريف التي تتوقف فيها عمليات التعدين بسبب الأمطار.
الضعين تتحول إلى مركز تجاري للمخدرات
وفق تقارير تحولت مدينة الضعين، عاصمة ولاية شرق دارفور، إلى مركز تجاري مهم للمخدرات، حيث تصلها بسهولة من مناطق الإنتاج، وتعبر منها إلى مناطق الاستهلاك في شمال وشرق البلاد. وقد حذر مسؤولون محليون من خطر انتشار المخدرات في أسواق المدينة، حيث تُباع علنًا دون رقابة.
ارتفاع أسعار المخدرات رغم وفرتها
يشير تجار مخدرات سابقون، إلى أن البيع والشراء أصبح يتم علنًا في الأسواق، بعد أن كان يتم في السابق بسرية تامة. وقد ارتفعت أسعار المخدرات بشكل ملحوظ رغم وفرتها، ويعزى ذلك إلى زيادة الطلب عليها من قبل المتعاطين الشباب والمقاتلين، بالإضافة إلى سهولة نقلها إلى أسواق أخرى.
غياب الرقابة الأمنية وتورط أطراف النزاع
يُلاحظ غياب الرقابة الأمنية على عمليات زراعة وتجارة المخدرات، مما ساهم في انتشارها بشكل كبير. وتشير المصادر إلى تورط أطراف النزاع في تسهيل هذه التجارة، بهدف تمويل عملياتها العسكرية.
يحذر مراقبون من الآثار السلبية لانتشار المخدرات على المجتمع، حيث يؤدي إلى تفكك الأسر وزيادة معدلات الجريمة والعنف. كما يشكل تعاطي المخدرات تهديدًا خطيرًا على الشباب والمستقبل.
يدعو العديد من المراقبين والناشطين إلى ضرورة تدخل المجتمع الدولي والمحلي لمكافحة زراعة وتجارة المخدرات في دارفور، والحد من تأثيرها المدمر على المنطقة.
اقرأ أيضًا: مبعوث أمريكي جديد في السودان.. هل ينجح لورد فيما فشل فيه بيريللو ؟