مصر تبدأ أعمال تطوير عمارة “تيرنج” أحد أهم ملامح القاهرة الباريسية| صور

عادت إلى الواجهة خلال الأيام القليلة الماضية عمارة “تيرنج”، أحد أبرز المعالم المعمارية في قلب منطقة العتبة بالقاهرة، بالتزامن مع انطلاق خطة التطوير الشاملة التي تنفذها الدولة لإحياء القاهرة التراثية وتحويلها إلى نسخة معمارية حديثة تحاكي العواصم الأوروبية، تحت شعار “القاهرة إلى باريس الشرق”.
تحفة معمارية نادرة تسجل حضورها من جديد
تُعد عمارة “تيرنج” من أبرز المباني الأثرية المسجلة رسميًا، وتقع في ميدان العتبة؛ حيث تتميز بتصميم فريد يتكون من خمسة طوابق تعلوها كرة ضخمة تحملها أربعة تماثيل ضخمة. ويُقال: إن هناك ثلاث عمارات فقط في العالم على نفس الطراز، ما يجعلها تحفة معمارية نادرة.
- أعلى عمارة تيرنج – أرشيفية
اقرأ أيضًا: الدولة تخطط لإنشاء واجهة بحرية جنوب الطريق الساحلي الدولي
مصمم نمساوي ومقاول شهير وراء المشروع
شُيدت العمارة بين عامي 1913 و1915 على يد المعماري النمساوي الشهير أوسكار هورويتز، الذي جاء إلى القاهرة بعد دراسته للهندسة المعمارية في النمسا، فيما تولَّى تنفيذ المشروع المقاول المعروف ليون رولين فيلز، الذي سبق له بناء عمارة الإيموبيليا وفيلا علي إبراهيم باشا.
- عمارة تيرنج – أرشيفية
وقد تحوَّلت العمارة لاحقًا إلى مبنى تجاري بالكامل، حيث استُبدلت الشقق بورش تصنيع للملابس ومخازن لمحلات العتبة.
تفاصيل مشروع التطوير وفق خطة القاهرة التاريخية
في تصريحات خاصة لـ”عن مصر”، قال المهندس مصطفى سالم، عضو فريق تطوير وتنفيذ مشروع عمارة تيرنج، ومؤسس شركة “كوكونت” للتصميمات الهندسية، وصاحب مبادرة “Cairo Makeover”، إن عمارة “تيرنج” كانت قيمة أثرية مهدرة، ولذلك سعى إلى توثيق وضعها من خلال فيديوهات تُبرز جمالها وأهميتها، في سياق خطة الدولة لإعادة إحياء التراث العمراني.
- المهندس المصري مصطفى سالم أثناء متابعة أعمال تطوير عمارة تيرنج
وأوضح سالم أنه اقترح تطوير المبنى على رئيس جهاز التنسيق الحضاري، وبالفعل بدأ البحث في الرسومات الأصلية والتصميم المعماري للمبنى والمنطقة المحيطة، بهدف إعادته إلى حالته الأصلية.
إزالة التعديات تمهيدًا للترميم الخارجي
وأشار المهندس مصطفى سالم إلى أن الخطوة الأولى بدأت بإزالة التعديات والمحال والباعة الجائلين المحيطين بالمبنى، على أن تنتهي هذه المرحلة عقب عيد الفطر.
- الوضع الحالي لعمارة تيرنج
وأضاف أن خطة التطوير الحالية تقتصر على الترميم الخارجي للعمارة، نظرًا لأن المبنى ليس مملوكًا للدولة بل يدخل ضمن الملكية الخاصة، ما يعرقل عمليات الترميم الداخلية بسبب الخلافات بين الملاك وقضايا منظورة أمام القضاء.
- مقترح المهندس مصطفى سالم للعمارة التاريخية بالتعاون مع الجهاز القومي للتنسيق الحضاري
التنسيق الحضاري يتدخل وفقًا للقانون
أكد سالم أن القانون يمنح الجهات الحكومية الحق في ترميم المباني المسجلة كآثار من الخارج، وهو ما يجري تنفيذه حاليًا ضمن خطة متكاملة تشمل أيضًا تطوير الشارع المحيط وإنشاء تندات نظامية للباعة الجائلين، حفاظًا على الطابع العام للمنطقة.
- المهندس مصطفى سالم مع وزيرة التنمية المحلية د.منال عوض